أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd February,2001 العدد:10375الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,ذو القعدة 1421

شرفات

في كتاب عن تحولات الشخصية المصرية..
روشنة، خنفشاري، كوبة، بلطية أبرز مصطلحات الشباب المتداولة
المظهرية والعدوانية والأحلام السطحية أكثر اتجاهات الشباب.
*كتاب للباحثة الدكتورة :
عزة عزت
روشنة، خنفشاري، أليسطا، شبرقة، هلفطة، فوخة، عكروت، مهياص، كوبة، مدندشة، بلطية، مغفلقة.. هذه بعض المصطلحات المتداولة بين الشباب المصري، ولكل منها معان ومدلولات وكأنها شفرة خاصة يتعامل بها الشباب فيما بينهم، وهي من جانب آخر تحمل أفكارهم وتوجهاتهم وتعبر كثيراً عن القسمات الشخصية لهم.
هذه المصطلحات وغيرها وما يكمن خلفها من دلالات على تحولات الشخصية المصرية دفعت الباحثة والكاتبة الدكتورة عزة عزت استاذة الاعلام بجامعة المنوفية الى تأليف كتابها التحولات في الشخصية المصرية الصادر مؤخرا عن دار الهلال.
وفي بحثها عن التحولات التي طرأت على الشخصية المصرية استعرضت المولفة في بداية كتابها أسباب ظهور عدد من السمات السلبية لدى الشخصية المصرية وخاصة الشباب استعانت فيها بآراء عدد كبير من الكتاب والباحثين والمفكرين لاستخلاص أبرز تلك السمات وتوصلت الى أن المظهرية والشكلية وافتقاد روح المغامرة والجدية هي أبرز اتجاهات الشباب، وكذلك الميل الى العدوانية والتسلط وحتى الاتجاه الى التدين يبدو سطحياً ويعكس فهماً خاطئاً ومشوشا لمعنى التدين.
تواري الأحلام
وترصد الباحثة ظاهرة تواري الأحلام الكبيرة لدى الشباب لتحل محلها الأحلام السطحية والتافهة والمظهرية فتذكر ان الحلم بالثياب الفاخرة والسيارة والهاتف المحمول هو ما يشغل بال قطاع كبير جداً من الشباب الذي يعاني الفقر ولا يسعى لتحسين أوضاعه، واذا أضفنا الى ذلك غياب المشروع القومي فمن المنطقي أن يكون الناتج الحقيقي عنفاً وقوة وبلطجة، وأصبح الشباب يتمتعون بجهل فاضح وضعف معلوماتهم العامة وتدني مستوى اللغة العربية لديهم واقتصار اهتمامهم على مباريات كرة القدم وصالات الرقص او اتخاذهم منحى معاكسا لذلك كالانغلاق على أنفسهم، واطلاق اللحى وتكفير المجتمع.
ورغم ان الباحثة لا تلقي بمسؤولية ذلك على الشباب وحدهم إلا أنها تؤكد على أنهم يتحملون نتائجها.
رفض التعليم
ويشير الكتاب الى أن طريق العلم والدراسة الجادة والسعي الى الحصول على فرص تعليمية أفضل لم يعد بالنسبة للشباب ذا أهمية ولا طريقاً لصعود السلم الطبقي لهم في المجتع، إذ فقد التعليم قيمته ومكانته الرفيعة في نفوسهم وقد ساهم ذلك في توليد العنف والقوة والبلطجة بين الشباب.
ويؤكد الكتاب على أن التحولات والتغيرات تنعكس على الشخصية المصرية عامة وليس الشباب فحسب، فقد رصدت الكاتبة العديد من التغييرات والمصطلحات التي يتداولها الكثير من المصريين، شباباً وشيوخاً وأطفالاً، مثقفون وأناس عاديون في مختلف المجالات وقد خصصت لهذه الأقوال والمصطلحات أكثر من نصف الكتاب وهي تشبيهات شعبية وعامية ذات مدلولات مختلفة وتضمن الكثير من السخرية مثل «شغال» وهي تعني مناسب، «عايش مع نفسه» تعني توحد الشباب «خيال» أي جميل، «طحن» شدة العمل، «ترويش» مرح، «طنش تعش»، البعد عن مواجهة أمور الحياة، «في السريع البنى» تعبيرا عن السرعة الشديدة «فاقد» شاب غير مبال، «هو الكلام عليه جمرك .. ؟» تعبير عن الحرية في التحدث، «بُعد» كثير الكلام دون صدق، «رسيني على الدور»..
عرفني بالأمر، «بيئه» مستواه الاجتماعي متدنٍ، «بيرسم النت» يخطط لشيء في هدوء، «بسيح عليه» بكذب عليه.
كل المستويات
وتختتم الباحثة كتابها بالتأكيد على أن هذه المصطلحات أصبحت تمثل كل مستويات العامية المصرية بمعنى أنها تمثل عامية الأميين وعامية المتنورين، وعامية المثقفين الأقرب الى الفصحى، والعديد من هذه المصطلحات هي هي في الغالب مما كان يطلقه مثقفو المقاهي الذين تتميز مفرداتهم برنة سخرية عالية ومريرة أيضاً فجاءت مصطلحاتهم ذات مغزى عميق وساخر في آن معاً إذ تجدهم من أكثر فئات الشعب المصري توصيفاً للمشاكل التي يواجهونها غالباً بالشعر والأغاني او اطلاق النكات والضحك عليها مكتفين بذلك وكأنهم قد قاموا بالمطلوب منهم وأدوا دورهم في حل المشاكل.
وعن الأقوال المستحدثة وما تعكسه من سمات المصريين تقول الباحثة ان المصري المعاصر احتفظ بأبرز سماته الأصيلة وهي سمة ساخر وذكي وفطن وفنان مع اختلافات متباينة في السمات الفرعية والثانوية في حين لم تظهر بوضوح في أقواله المستحدثة بقية السمات الأساسية مثل التدين والطيبة وعشق الاستقرار،
وتدعو المؤلفة الى التمسك بالسمات الأصيلة وإبرازها.
عثمان أنور

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved