أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th February,2001 العدد:10378الطبعةالاولـي الأثنين 3 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

إلى روح أمي في رحاب الله
حين يتوقف القلم عن الكتابة ، وينسكب الحبر، وتتطاير الأوراق ويظلم الليل بسواده، يتصور الإنسان أنه انتهى..
ولكن بالإيمان وتوحيد الله يستطيع المرء أن يخرج ويبدأ الحياة من جديد.
وإلى روح أمي الطاهرة التي يعتصرني الألم على فراقها، والتي أصبر النفس بأنها كانت مؤمنة، مسلمة، قانتة، صائمة، مسالمة. والتي قالت {ياالله} ثلاثاً قبل أن تفيض روحها.
أكتب بعضاً من كل.. وأهدي حروفي إلى روح أمي الطاهرة..
لا تسألوا عما رأيت وما أرى !! ماعدت أعرف أين كنت وماجرى.. هل ذا فؤادي أحتويه حقيقة، أم أنه موج يعاند مبحراً.
ما للوجوه غريبة، ما للعيون كئيبة، ودموعها ثكلى تهيج الناظرا.
أهلي هناك.. وأنا هنا يذوب قلبي لوعة وتفطرا دمعي هنا سيل جرى... أمي هناك دفينة تحت الثرى.
مالي.. عييت عن التأمل ساعة، من ذا الذي أعيا فؤادي ياترى؟
فقدان أمي هاجني.. أدمى جفوني.. وعيوني لم تذق طعم الكرى.
أصبحت مثخنة الجراح حزينة.. صوب الأمام أسير حيناً ثم أرجع للورا..
أمي..
أهكذا فجأة تغتال أوقات الفرح، وتنقلب إلى ترح..
أمي.. غربت شمسك.. ويتأوه الليل لحزني، وألتمس الصبر والعفو والرحمة من ربي...
أمي.. فجع الجميع برحيلك.. حتى الطفل الرضيع رفض الحليب هجر الوسادة والهجيع، وعلت الأصوات في الظهيرة والهزيع تناديك يا أمي..
الحروف مأتم، والوجوه تتألم، والملائكة تزفك وتتكلم، تكبر، تهلل، فرحة بلقائك، والجنة بإذن الله دار بقائك..
أمي... وفي مأتم الحروف المهاجرة
همست بلقاء المستحيل الدنيوي معك، وأحطت أشرعة قلبي بأهازيج وداعك، ومقابر الأحزان تلتف حول عنقي وحملت الأكفان المثقلة بأجساد الذكريات وغسلتها بدعواتك لنا دوماً..
أمي.. بالشوق المخضب، وبدموعي وشموس ليلي المحترقة بوجهي، وبمتاهات العذاب المعتصر.. ودعتك.
ياغالية.. يا حانية.. ياراكعة.. ياساجدة.. يا صائمة
ياعابدة.. يا ملبية.. يامكبرة.. ودعتك أقسى وداع وداع من يحتضر..
أمي..
هل أنثر جراحي.. أم أساوم موانئ الحرمان؟.. هل أدفن أنفاسي.. وأحتضن حزني والزمان وأعيش بذكراك الطيبة والحنان؟..
أمي..
القلب ينزف دماً.. لا كالدماء
ويكتب اسمك على جبين الفداء
لطيفة.. انك مع الشهداء
لطيفة.. ياحباً على وجه الأرض انتشر
لطيفة.. يارمز العفة والسلام بين البشر
لطيفة.. كل الأمومة بعد رحيلك تحتضر
وبعد يا أمي..
أنت يافيض عمري، يانبض الاحساس في صدري ياكل الناس في نظري، تعودين إليّ كلما عاودني الحنين إليك تنشرين سلاماً وسكوناً من حولي.
فتهدأ روحي.. وتهدأ نفسي.. وتحلق روحي صوب طيفك البعيد القريب، ولقائي بك هو يوم عيد
في أحضان الرب يا أمي..
في جنة الخلد يا أمي..
في نعيم الله يا أمي..
وليرحمك الله يا أمي..
زفرة: من سيمسح جراح الفراق المتفتحة
في زفة الاحزان؟؟!!
غير الصبر والإيمان
وسيلة محمود الحلبي
كاتبة ومحررة صحفية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved