أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd March,2001 العدد:10382الطبعةالاولـي الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

دراسة مشاكل الشباب
د. خليل إبراهيم السعادات *
الدراسة التي وجه سمو أمير المنطقة الشرقية بإجرائها حول مشاكل الشباب في المنطقة الشرقية تأتي في وقت يحتاج فيه المجتمع فعلاً لدراسة أوضاع الشباب وتأثير التغيرات الثقافية عليهم وارتباطها بمراحل النمو التي يمرون بها. ما حدث في الرياض أيام عيد الفطر المبارك حقيقة أمر يدعو للدهشة والخجل في وقت واحد، دهشة مما وصل إليه حال مجموعة من شبان هذا المجتمع من تهور وعدم تقدير ومراعاة للضوابط الدينية والعادات الاجتماعية وخجل من أن هذه الأشياء حدثت في يوم مبارك يحتفل فيه العالم الإسلامي بتمام شهر الصيام وبمعايدة بعضهم بعضاً ومحاولة تقوية الأواصر الأسرية والاجتماعية. المظاهر السلوكية الكثيرة الخاطئة التي يقوم بها مجموعة من الشباب والمراهقين تحتاج لدراسات للتعرف على أسباب هذه الظاهرة وعوامل انتشارها وتفشيها فهي كالعدوى التي يجب القضاء عليها. أسباب هذه الظاهرة ومشاكل الشباب المختلفة المحيطة بهم قد يكون وراءها أسباب شخصية أولاً تعود للشخص نفسه وطريقة نظرته للناس ومقدار الوازع الديني والخلقي لديه، أو يكون وراءها أسباب الصحبة غير المستقرة نفسياً وأخلاقياً وقد يكون وراءها عوامل أسرية أو اجتماعية أو ربما اقتصادية. بالتأكيد الدراسات العلمية التي تدرس هذه الظوهر ومشاكل الشباب ستبين الأسباب الأكثر تأكيداً السبب مشكلات الشباب أعتقد أن للتغير الثقافي وماصاحبه من انتشار للموضات والأشكال المتعددة للملابس والأغاني والفضائيات وحتى الجوالات دور في ذلك. المشكلة أن الدعايات التجارية التي تبثها المحطات الفضائية أصبحت ترسخ مفهوم المعاكسات بين الشباب والشابات خصوصاً في هذا المجتمع حيث يتم تمثيل مشهد بسيط من هذا المجتمع يدل على أن هذه ظاهرة عادية وطبيعية وأنها أصبحت سهلة ولطيفة ومقبولة تدخل في بيوتنا وتنتشر بين أطفالنا وبناتنا من خلال هذه الإعلانات التجارية التي لاداعي لها وبالإمكان تغييرها بما يوصل الرسالة بشكل جيد ومتقن يحفظ للمجتمع احترامه وتدينه دون أن يمس حقوقه ويعتدي عليه ويصفه بظاهرة ليست موجودة إلا عند مجموعة منحرفة وعلى سبيل المثال ما دخل الإعلان عن زيت لمحركات السيارات في توزيع الأرقام على الفتيات أو رمي ورقة فيها رقم تلفون على مجموعة الفتيات. ألا يدل هذا على ان هذه هي طريقة شباب وشابات هذا المجتمع في التعارف وأنها طريقة مقبولة. هل هذا صحيح؟ هل نقبل على أنفسنا أن يوصف مجتمعنا بذلك؟ وهل نريد أن يؤخذ عنا انطباع خارجي بأننا مجتمع معاكسات وأرقام تلفونات ترمى يمنة ويسرة من قبل الشباب على الشابات؟. والإعلان الآخر الذي يعلن عن شماغ للرجال حيث تقف سيارة هذا الشاب الذي يرتدي الشماغ المعلن عنه بجانب سيارة بها مجموعة من الفتيات وتتبادل النظرات والابتسامات والمسخرات. ما دخل الشماغ بالفتيات هل تحول رمز الرجولة السعودية واللباس الوطني إلى مادة إعلانية تعرضه للهزل. كيف يسمح أصحاب هذه المنتجات أو معدو هذه المواد أن يسخروا من مجتمعهم بهذه الطريقة. وهناك أيضاً معجون الأسنان فما علاقة نوع معين من معاجين الأسنان بالمعاكسات والفتيات. نحن نريد أن يعي الشباب دورهم في هذا المجتمع ويلتزموا بالاخلاق الاجتماعية وبالاعراف المتعارف عليها في هذا المجتمع ولكننا نريد أيضاً أن يلتزم أصحاب هذه المنتجات مع برامجهم الإعلانية باحترام هذا المجتمع وعدم المساس به والصاق صفة فيه ليست من صفاته وإن فعلها فئة غير ملتزمة اخلاقياً فنحن لا نقبل أن تعمم على هذا المجتمع. لا أنسى هنا دور الشابات والمراهقات فهن المحرك الرئيسى والأساسي لهذه المشاكل فلولا إرسال بعض الاشارات للشباب بالموافقة على الاقتراب منهن لتردد الشاب والمراهق عشر مرات قبل الاقتراب هذا في أغلب الأحوال .
هناك حاجة أيضاً لدراسة مشاكل الشابات والمراهقات لأن المشاكل والعوامل قد تكون مشتركة بين الجنسين. دراسة مشاكل الشباب في المنطقة الشرقية قد تكون بداية لدراسات جادة وكثيرة يمكن تطبيقها والاستفادة منها في مناطق مختلفة من المملكة على أن تكون هذه الدراسات ذات طابع تطبيقي وعملي وليست نظرية فقط . وعلى الله الاتكال.
*كلية التربية جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved