أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd March,2001 العدد:10382الطبعةالاولـي الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

جامعة الإمام وعالمية الرسالة
د. خالد بن عبد العزيز الشريدة
تلعب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية دوراً بارزاً ورائداً في حياة المجتمع السعودي . ومن الصعوبة بمكان استقصاء الأدوار أو الآثار لهذه الجامعة المباركة. فليس يخفى بأنها تضم بين جنباتها علماء أفاضل وأدباء ومفكرين لهم ريادتهم كل في مجاله محلياً وعالمياً . ويكفي الجامعة مكانة بأنها تخرج أشرف الوظائف التي يأتي على هرمها القضاة الذين يحكمون في خلافات الناس ومصائرهم. وتبرز جامعة الإمام كإحدى القنوات الرائدة التي عن طريقها ومن خلال خريجها يطبق شرع الله في المجتمع .
ومن هنا تتضح أهمية ومكانة هذه الجامعة بالنسبة للدولة أولاً ومن ثم للمجتمع ثانياً، حيث تمثل فيما تمثله السعي في إيجاد شريحة مميزة تبصر العباد بالشرع وتحكم فيما بينهم بالشرع وتقرب وجهات نظرهم وتحل خلافاتهم من خلال الشرع .
وإلى جانب ذلك تتميز الجامعة باهتمامها الكبير من خلال وسائل مختلفة بلغة القرآن وتأصيل العلوم الاجتماعية والتربوية مما يشكل مردوداً واضحاً وفاعلاً في كثير من مناحي حياتنا الاجتماعية .
وبمناسبة إقامة ملتقى خادم الحرمين الشريفين الأول في العاصمة الماليزية، أحببت الإشارة إلى حضور هذه الجامعة الفاعل ودورها البارز ليس فقط على النطاق المحلي بل على الساحة العالمية، وبصرف النظر عن تأثير الجامعة الواضح وامتدادها المحلي الكبير سواء عن طريق فروعها أو معاهدها العلمية، فإن الجامعة في الحقيقة تحمل وتتحمّل رسالة عالمية تغطي أماكن مهمة على خريطة المجتمع العلمي . حيث تلعب على سبيل المثال معاهد جامعة الإمام الخارجية أدواراً مختلفة، لعل من أبرزها القيام بمهمة الدعوة ونشر دين الله وإيضاح رسالة الإسلام في تلك البلاد. وتقوم الجامعة مشكورة ومأجورة بإيفاد أعداد من طلاب العلم والأساتذة الأفاضل للقيام على تلك المعاهد، وإلقاء الدروس المتنوعة، والقيام على الإفتاء، وحل مشكلات المسلمين، والسعي لتحقيق معنى الألفة والوحدة فيما بينهم .
ولما كان أحد مبتعثي هذه الجامعة العريقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فإنني شاهدت وعايشت نماذج عديدة من الأنشطة المتميزة لأحد صروح جامعة الإمام في الخارج، ذلكم هو معهد العلوم الإسلامية والعربية بفرجينيا. فبالإضافة إلى ما يقوم به المعهد من تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية، فهو في الحقيقة رسالة إسلامية ورسمية تقف خلف جهوده وميزانيته من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ومن خلال هذا المعهد المعطاء يقوم نخبة من أساتذته الأفاضل بإلقاء الدروس المختلفة في المدن والمراكز الإسلامية في أمريكا من خلال الدورات الشرعية والدروس التخصصية. وقد كان لمدينتنا على صغرها دور للمعهد معها حيث أقام فيها عدداً من الدورات الشرعية،ولم يقف التواصل على الدورات بل يقوم المعهد بتدريب الدعاة من مختلف المراكز الإسلامية حيث يؤهلهم علمياً ودعوياً وتربوياً لمدة معينة مع تحمل أعباء سفرهم وإقامتهم وإعاشتهم، كما يتواصل المعهد مع المراكز بإلقاء المحاضرات عبر الشبكة الهاتفية وبثت مجاناً لكثير من المراكز الإسلامية، إضافة إلى إرسال الكتب والمطبوعات التي تدعم مكتبات المراكز الإسلامية في كتب الدعوة والشريعة وغيرها. ولا أحب التفريع في الكلام على هذا الجانب، إنما هو في الحقيقة إشعار بدور الجامعة الرائد ورسالتها الإسلامية على الساحة العالمية .
ولعل أحد هذه الجهود الموفقة هو ملتقى خادم الحرمين الشريفين في العاصمة الماليزية تحت إشراف جامعة الإمام حيث جسّد هذا معنى التواصل العالمي للجامعة مع خريجيها المنتشرين في كثير من بلاد العالم .
وما من شك في أن هذا الجهد يذكر فيشكر فالتواصل مع دعاة العالم مطلوب لما له من فوائد يصعب حصرها، ومن أجل ذلك، أتقدم باقتراح في جعل هذا الملتقى دورياً يغطي أماكن أخرى ومهمة من العالم ولكم أتمنى أن يكون للجامعة تواصل مع الجمهوريات الإسلامية في روسيا، بل ومحاولة إيجاد مركز تعليمي تشرف عليه الجامعة، كما لا يخفى من حاجة تلك المناطق إلى تعريفهم بأمور دينهم خصوصاً وقد تنفسوا نسيم الحرية من القبضة الشيوعية .
وإن أنسى فلا أنسى أهمية برنامج المِنح وجهود جامعة الإمام في استيعاب اعداد كبيرة من أبناء العالم الإسلامي وغيره للدراسة في جامعتها المباركة. ولعلي أؤكد على الأهمية في التوسع في قبول أبناء الأمة الاسلامية خصوصاً تلك المناطق المحتاجة إلى تبصيرها بدينها . وكم يحاول المبشرون بالنصرانية وغيرهم من خلال جهود وأموال وإغراءات مما لا يخفى على كل متابع مد جسور التواصل والتأثير عليهم. وليس من الغريب أن تكون هناك جهود على مستويات مختلفة للتأثير على تلك البلاد لأن فيها من الثروات الطبيعية والنوابغ البشرية كثيرا. وهنا اقترح تشكيل لجنة تتدارس الاحتياج الفعلي لمثل تلك البلاد وتضع التصورات المناسبة لتفعيل دور الجامعة في استقطاب واستيعاب بعض الطلاب من هناك ورعايتهم علماً وتربوياً ومن ثم عودتهم دعاة جادين إلى بلادهم. وهذا الجهد المبارك سوف يعكس كما يعكس غيره صورة جميلة في أذهان هؤلاء عن بلاد الحرمين الشريفين . ولكل من جامعة الإمام والجامعة الإسلامية جهد واضح في هذا المجال فلكل خيره وأجره .
ولعل من الجهود الخيّرة التي تتكرر كل سنة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية إرسال أعداد من طلبة العلم في شهر رمضان المبارك لإمامة الناس وتوعيتهم في مختلف بلدان العالم مما كان له الأثر البالغ في نفوس الجاليات الإسلامية في الخارج. كل هذه الجهود المباركة وغيرها كثير والتي وقف ويقف خلفها إدارة الجامعة ورجالها المخلصون السابقون واللاحقون تجعل وتشكل من جامعة الإمام رسالة عالمية إضافة إلى أعبائها ومسؤولياتها الداخلية.
ومن هنا أيضاً ومع كل هذه الجهود وهذا الامتداد العالمي لهذه الجامعة المعطاءة، آمل من وزارة التعليم العالي ممثلة في وزيرها الذي يشجع هذه الأعمال ويعززها النظر في ميزانية الجامعة مستقبلاً وتقدير هذه الجهود المختلفة التي هي بحد ذاتها بحاجة إلى ميزانية مستقلة.
هذه بعض خواطر أحسب أن من واجبي أن أعبر عنها تقديراً واحتراماً لهذا الدور الجليل الذي تقوم به هذه الجامعة المتميزةعلى المستوى المحلي والعالمي على حد سواء .
بارك الله جميع الجهود وسددها ..
قسم الاجتماع فرع القصيم
Ksharida@Yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved