أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd March,2001 العدد:10382الطبعةالاولـي الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

الدين والأخلاق.. دعوة للبحث والتقصي
منى عبدالله الذكير
* مركز الامير نايف بن عبدالعزيز للدراسات والبحوث، خطوة حضارية يعود مردودها الإيجابي على مستقبل وطننا ومملكتنا الحبيبة. ذلك لأهمية البحث العلمي وتنوع طرقه في هذا العصر، خاصة لوطننا الذي سار بخطوات مضيئة لينضم الى نسق علمي يشمل العديد من الدول المتقدمة في ذلك المجال.. إن الأخذ بيد طلابنا وباحثينا للبدء في استخدامات التفكير العلمي المنظم، في التعامل مع كل ما يتصل بالعلوم الحديثة التي شملت الارض والفضاء.. والبحث العلمي يعني بكل ما يخضع للتجربة والتمحيص، وكل ما يمكن بحثه وتجربته عن طريق الحواس اولا، وعن طريق المختبر والمعمل وقبول نتائج تتفق والمنطق والعقل.
ومن ثم العمل على تنظيم النتائج لبحوثنا في تحليل مفاهيم كثيرة ومعقدة ولكن حلها يقودنا الى الفهم الصحيح الواعي لحياتنا وحياة الاجيال المقبلة. وان العلم والبحث والتقصي والدراسة المتأنية هي التي تقترب من حياة الناس في المجتمع، تبحث مشاكلهم، تسعى الى ايجاد حلول لقضاياهم الآنية والمستقبلية وازاحة الغموض عن العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والفلكية والنفسية بشكل منطقي يحمل قوة بوضوح، التي تؤدي الى الاستنتاجات المتعددة تمازجها يولد نظريات جديدة غير مسبوقة تدفع عملية البحث العلمي الى آفاق رحبة تحملنا الى قمم حضارية نرغبها وبشدة. وتلك البلدان التي ابتكرت واخترعت كل وسائل الحياة المعاصرة اعتمدت اساسا على البحث العلمي المنطقي الذي يقوم على الافتراضات العقلانية اولا، التي كرس الباحثون جل وقتهم وعصارة فكرهم للوصول الى نظريات علمية تقود الى الحقائق المجردة لمعرفة ماهية الأشياء والاستفادة منها بصورة أعمق، بما يعود على المجتمع بالربح والمنفعة، والبحث يدخل ضمن مجالات عدة ومتنوعة، فعلم التاريخ يحتاج الى باحثين دؤوبين جادين لتدوين حضارة جزيرتنا العربية منذ العصور الساحقة والقديمة، وتتبع آثارها وجمع المصادر والنصوص والوثائق.. الى جانب الاجتهاد الشخصي والنقد العلمي وفهرسة النصوص لتصل في النهاية لرسم صورة شبه حقيقية عن انسان تلك العصور الذي عاش على هذه الارض، ماذا كان يلبس، وماذا صنع من مواد وأدوات، كيف كان يفكر ما نوع ثقافته، والامراض والعلاجات والمعادن والتربة، كل تلك المعطيات هي مادة خصبة للبحث العلمي للتوصل الى بناء علاقة جدلية بين علم الآثار الذي يعتمد على أشياء ملموسة ومادية، وبين علم التاريخ الذي يهتم بدراسة الوقائع المروية والمدونة والبحث والتحري في أحداث الماضي وتسجيلها وتعليل وقوع بعض المواقف. وكل تلك البحوث في النهاية لها صلة وثيقة بعلم تطور الانسان ككائن وسلالاته التي عاشت في هذه البقعة والعوامل التي أثرت عليها. وهذا يدلنا على ان البحث العلمي اصبح اسلوبا خاضعا لقواعد علمية تحكمه أسس موضوعية منها ما يتعلق بمادة البحث ومنها ما يتناول الباحث نفسه والمزايا التي يجب ان يتمتع بها، واقامة المؤسسات والمراكز والمعامل المهتمة بأداء البحث وتوفير كافة الوسائل والخامات لتسهيل مهمة الباحث قطعا ستربي لنا جيلا من الباحثين في جميع الحقول العلمية والثقافية والفكرية، مدربين ومؤهلين، يفيدون الدولة ويساهمون في حماية مواردها المختلفة المعنوية والمادية من خطر إهدارها عشوائيا. فالبحث يقود الى دراسات واضحة وجميع الحكومات في كل الدول تهتم بالباحثين وتعدهم جيدا وترصد للبحث ميزانيات ضخمة.. لان ذلك في النهاية يساهم في تحقيق الرغد والرفاهية للحكومات والمجتمعات وخطوة مباركة من سمو الامير نايف وزير الداخلية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved