أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd March,2001 العدد:10382الطبعةالاولـي الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421

أفاق اسلامية

رياض الفكر
ضيوف الرحمن على نفقة خادم الحرمين
سلمان بن محمد العُمري
هذا ما تعودناه وتعوده العالم أجمع معنا، فالأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين ملأ خيرها المعمورة شرقها وغربها، جنوبها وشمالها، وكيف لا وهو الذي لم يرتض لنفسه لقباً إلا خادم الحرمين الشريفين، وجعل من ذلك حقيقة واقعة تجلت بما رأيناه، ونراه من أعمال وأفعال يطال خيرها القاصي والداني، وتتمحور حول خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما من كل أصقاع الأرض.
لقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أوامره الكريمة باستضافة عدد من مسلمي القارات الآسيوية والأفريقية والأوروبية والأمريكية لأداء فريضة الحج لهذا العام على نفقته الخاصة.
إن الحج هو الاجتماع الاسلامي السنوي المبارك الذي أراده الله خيرا دائما لهذه الأمة، وفريضة وركنا خامسا يؤديه كل من استطاع اليه سبيلا، وترى الناس يتجهون بقلوبهم وعقولهم وأنفسهم الى بيت الله العتيق، إنهم يأتون من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، وأما الثواب فهو كبير كبير، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
لكل هذا فإن العمل الاسلامي الصحيح يقتضي عمل كل ما من شأنه أن ييسر أداء الحج لأكبر شريحة ممكنة من عباد الله، وهذا ما عملت وتعمل عليه حكومتنا الرشيدة وعلى كل المستويات، امتداداً لما تقوم به بلاد الحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله .
لقد هيأت بلادنا بما حباها الله به من ثروات وخيرات وقبل كل ذلك بشعب طيب وحكومة رشيدة وقيادة راشدة كل ما من شأنه أن يجعل من الحج رحلة ميسرة متاحة لكل راغب ومقتدر، وقد جندت لذلك كل الطاقات والامكانات بشتى السبل، وتأتي الأوامر الكريمة باستضافة بعض الحجاج على نفقة خادم الحرمين الشريفين الخاصة تتويجاً لهذا العمل الدائم المتواصل الذي لا يبتغي إلا وجه الله تعالى ورضاه.
إننا نعلم أن هناك العديد من المسلمين التواقين لأداء الفريضة، ولكنهم لا يستطيعون لأسباب عديدة، ويزداد هذا وضوحا في الذين شاء الله أن يكون موطنهم في أقاصي المعمورة، بل إنهم محرومون من الاطلاع على الفقه الصحيح، والثقافة الاسلامية الحقة، وبذلك يكون الحج فرصة لهم للتزود بخير زاد، والعودة به الى أهلهم وذويهم وبلدانهم.
لقد شمل برنامج هذا العام الذي تعهده خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية استضافة )1000( حاج تتولى وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ترتيب برنامج استضافتهم وحلهم وترحالهم، وكذلك )1000( حاج من ذوي شهداء انتفاضة الأقصى المباركة، تلك الانتفاضة التي تحاول إزاحة كابوس الكفر والطغيان لاظهار الحق واحقاقه، وكذلك )320( حاج من احدى وأربعين دولة أفريقية، منهم )200( من دولة إرتيريا، ترتب برنامج استضافتهم الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، وهناك أيضا )300( حاج من كوسوفا ترتب برنامج استضافتهم اللجنة السعودية المشتركة لاغاثة كوسوفا والشيشان، وهناك أيضا )160( حاج من قارتي أوروبا وأمريكا بحيث ترتب برنامج استضافتهم الندوة العالمية للشباب الاسلامي، وسيستفيد أيضا )103( حاج من جنوب شرق أسيا تتولى جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية مهمة برنامجهم.
إن الأمر ليس بمستغرب على خادم الحرمين الشريفين، وهو الذي عودنا على أن الخير في تزايد عاما بعد عام، واهتمامه بالاسلام والمسلمين لا حدود له ودائم مستمر بإذن الله لا يبتغي من وراء ذلك لا مدحا ولا شكورا، بل يريد بعمله وجه الله سبحانه.
إن اهتمام الملك المفدى بالأقليات المسلمة جلي واضح، وهو الذي سيّر مواكب الدعوة والدعاة لتجوب أصقاع المعمورة، وهو الذي أقام المساجد ليذكر فيها اسم الله في كل أرجاء الأرض وبما يرافقها من مراكز اشعاع حضاري وثقافي تبث أريج الثقافة الاسلامية والدين الاسلامي الصحيح الذي ارتضاه لعباده في كل زمان ومكان.
الحج اقتربت أيامه المباركة، وفعل الخير هذا أوانه ووقته، وهو مناسبة نوجهها لكل قادر ومقتدر على ذلك ليقوم بما يستطيع إزاء هذه التظاهرة الدينية المباركة الكبرى، ليبقى الحج المظهر الحضاري المشرق أمام العالم أجمع، وهي فرصة أنتهزها لأذكر بما للمعوقين علينا من حقوق، وهم الذين نسوا إعاقاتهم، وقطعوا الفيافي والقفار من أجل أداء الفريضة، فلنعمل ما بوسعنا لتيسير حجهم هذا العام وكل عام، وذلك خلال كل المناسك، وخصوصاً في الطواف والرمي، وفي ذلك كل الثواب، والله من وراء القصد.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved