أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd March,2001 العدد:10382الطبعةالاولـي الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421

أفاق اسلامية

رجع الصدى
من الزوايا النافعة في هذه )الجزيرة( )ركن الإرشاد( حيث يلتقي القراء مع أصحاب الفضيلة العلماء والموجهين كل يومين، فيجنون ما لذ وطاب من الفتاوى والتوجيهات، وكنت قرأت في هذه الجريدة في يوم الاثنين 4/11/1421ه العدد )10350( في الزاوية المذكورة فتوى للشيخ صالح بن غانم السدلان، وقد سئل عن صحة حديث «من أحسن منكم ان يتكلم بالعربية فلا يتكلمن بالفارسية، فإنه يورث النفاق» فقال فضيلته: )الحديث صحيح( رواه الحاكم في المستدرك وعلق عليه الذهبي، كذا قال وفقه الله.
والصواب ان هذا الحديث لا يثبت ألبتة، فقد أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق عمرو بن هارون ثنا أسامة بن زيد الليثي عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما به. )المستدرك( )4/87(.
وعمرو بن هارون هذا متروك الحديث عند المحدثين )انظر مقالاتهم عنه في تهذيب التهذيب لابن حجر 7/504(، ولذا تعقب الذهبيُّ الحاكمَ حينما أورد الحديث، فقال: )عمرو بن هارون كذبه ابن معين، وتركه الجماعة(.
فيكون الحديث إذن غير صحيح، بل حكم عليه العلامة الألباني رحمه الله بأنه )موضوع( كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة ) ج2 ص 12 حديث رقم 523(.
هذا، ولعل فضيلة الشيخ صالح السدلان استروح هذه الحديث وأنس به حين رآه في كتاب المستدرك على الصحيحين لأبي عبدالله الحاكم، وهو كما قال مؤلفه استدراك على البخاري ومسلم مالم يخرجاه في صحيحيهما، وهو على شرطهما.
ولكن الحاكم رحمه الله لم يصب في جميع ما أورده، بل تخلل كتابه هذا الضعيف والموضوع وما لا أصل له، وما أحسن ما قال فيه الذهبي رحمه الله )قطعة من الكتاب )أي المستدرك( إسنادها صالح ، وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه، وباقي الكتاب مناكير وعجائب، وفي غضون ذلك أحاديث نحو المئة يشهد القلب ببطلانها( )سير أعلام النبلاء 17/175(.
وقد صنف الذهبي رحمه الله رسالة دعاها )المستدرك على المستدرك( جمع فيها أحاديث الكتاب الموضوعة والواهية ولا تزال في «عالم المخطوطات» )انظر، كشف الظنون 2/1672(
ولا يعني تضعيف هذا الحديث أننا نبيح بإطلاق التحدث بغير العربية لمن هم من أهلها، بل المنقول عن السلف كراهة ذلك، ونحيل القراء الكرام لمزيد الفائدة على كتاب )اقتفاء الصراط المستقيم( لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكتاب )فضل العربية( للأستاذ المعاصر محمد بن رسلان.
والله الموفق
د. عبدالمحسن بن أحمد الخميس

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved