أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd March,2001 العدد:10382الطبعةالاولـي الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421

أفاق اسلامية

نقاط فوق الحروف
كيف نؤدي شكر نعمة السلامى؟
صح عند البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:)كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته وتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة، وتميط الاذى عن الطريق صدقة(. رواه البخاري ومسلم. لقد أنعم الله نعماً كثيرة لا تعد ولا تحصى فمنها نعمة السمع والبصر، ونعمة الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان وقبل ذلك نعمة الاسلام التي لا تعدلها نعمة، ويشير الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الى كيفية أداء شكر نعمة من هذه النعم وهي نعمة يغفل عنها كثير من الناس الا وهي نعمة حسن تركيب عظام ابن آدم وسلامتها بحيث يتمكن العبد بها من جلب منافعه ودفع مضاره وصناعة ما يصلح شأنه. فالسلامى الواردة في الحديث هي العظم الصغير وقد ذكر اهل الطب ان عظام البدن ثلاثمائة وستون عظماً يظهر منها للحس مائتان وخمسة وستون والبقية صغار لا تظهر تسمى السمسمانية اي الخفيفة اللطيفة، ويبين الحديث ان شكر نعمة هذه العظام ان يتصدق المسلم كل يوم بعدد هذه العظام بأنواع من الصدقات بين بعضها هذا الحديث وجاء البعض الآخر في الروايات الاخرى المتعددة بهذا الحديث وغيره من الروايات، فمن هذه الصدقات، التي وردت في تلك الاحاديث، منها ما نفعه متعد كالاصلاح بين الناس وإعانة الرجل على دابته والكلمة الطيبة والسلام وتشميت العاطس، وازالة الاذى عن الطريق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك، ومن هذه الصدقات ما نفعه لازم كالتسبيح والتحميد والتهليل والمشي الى الصلاة وركعتي الضحى ونحو ذلك، وعلى ذلك، فان المسلم يجب عليه ان يتصدق بثلاثمائة وستين صدقة من هذه الصدقات المذكورة، وذلك بعدد عظام جسده لكي يزحزح نفسه عن النار ويؤدي شكر هذه النعمة، كما ثبت في حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:) خلق ابن آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن ذكر الله وحمد الله وهلل الله وسبّح الله وعزل حجراً عن طريق المسلمين او عزل شوكة او عزل عظماً او امر بمعروف او نهى عن منكر عدد تلك الستين وثلاثمائة سلامى امسى من يومه وقد زحزح نفسه عن النار( رواه مسلم.
وماذا عمن لم يمس وقد اكمل الثلاثمائة وستين صدقة؟ هل يكون قد زحزح نفسه عن النار؟
ربما وقر هذا الحديث في قلبك فبكرت من صباح الغد بعد أن تطلع الشمس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتسبّح الله وتهلل الله وتذهب الى السوق وتعين اخوانك المسلمين وترفع لهم حوائجهم الى السيارة، ثم ربما تتجول في الشوارع فتميط الاذى عن الطريق حتى يأتي آخر النهار وتجد انك بعد جهد شاق استمر قريباً من اثنتي عشرة ساعة ربما لم تجمع الا مائة او مائتي صدقة فقط وبقي عليك مائة وستون صدقة لم يسعفك الوقت لكي تؤديها ثم تطلع عليك شمس اليوم الذي بعده ويأتيك ديْن جديد يضاف الى ما لديك من الديون فتشعر عندها حقاً بتقصيرك وضيق الوقت لديك وتفريطك في اداء شكر نعم الله ولكن ابشر بنفحة من نفحات الله وقبس من رحمته وتيسيره فثمة عمل يسير أرشدنا اليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو عمل لا يأخذ منك بضع دقائق ومع ذلك فهو يجزئك عن شكر نعم المفاصل التي ذكرنا ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم في نهاية هذا الحديث: )ويجزئ عن ذلك ركعتين يركعهما من الضحى( فبادر اخي المسلم الى المحافظة على هاتين الركعتين او الاربع ثم تفرغ باقي يومك لتشكر بقية النعم التي هي اعظم من نعمة المفاصل والتي تحتاج الى قدر اكبر من الشكر واحرص على اقل تقدير على ان تجمع لكل نعمة اركان الشكر الواردة التي ذكرها اهل العلم وهي: اولاً ان تعرف بهذه النعمة وتنسبها الى المنعم سبحانه وتعالى فلا تنسبها الى جهدك، او قوتك او نحو ذلك، وثاني هذه الاركان ان تحدث بهذه النعمة ويظهر اثرها عليك قال تعالى: )وأما بنعمة ربك فحدث( والثالث: ان تعمل بهذه النعمة في طاعة الله عز وجل، والرابع: ان تحذر من ان تعمل بهذه النعمة في معصية الله تبارك وتعالى. جعلنا الله واياك شاكرين لنعمه مثنين بها عليه وأتمها علينا وعليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالمحسن الباز
المحاضر بقسم الدعوة بجامعة الإمام

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved