أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd March,2001 العدد:10382الطبعةالاولـي الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421

الاخيــرة

دوافع النوازع
عالم المرأة
د. محمد بن عبدالرحمن البشر
أرست الحضارة الصينية قيما شتى في المجتمع الصيني ومن ضمن تلك القيم الحميدة الكرم وعلى مائدة من موائد الكرم الصيني العريق، كان هناك حديث شيق مع مجموعة كريمة من المسؤولين، وبعد ان نحَّيْنا السياسة جانبا بعد أن أخذت نصيبها الوافي، تبادلنا اطراف الحديث عن العلاقة بين المرأة والرجل وأورد أحد الأعزاء من الجانب الصيني شعراً صينياً أبان لنا معانيه، فذكر ان المرأة كتاب مفتوح تحتاج الى من يقرؤه قراءة عميقة ومتأنية حتى يمكنه فهمه، كما ان هذا الفهم يحتاج الى قراءة كاملة للكتاب، حتى تتجلى الصورة امام القارئ، بعبيقها الفياض، ورحيقها الجذاب، وحسنها البهي، واسرار احاسيسها، مما يجعل الرجل اكثر قربا واكثر معرفة بذلك القابع وراء هذا الجسد الظاهر.
وأخذت الدلاء تتوالى في هذا المجلس الكريم، فأدلت سيدة كريمة بدلوها ذاكرة ان الرجل مثل طائرة الورق التي يتدلى منها خيط تمسك به المرأه، وانه كلما حلقت تلك الورقه في عنان السماء كلما كان ذلك أكثر بهاء، وأفضل نجاحا كما ان الرجل إذا أراد أن يقطع ذلك الخيط فإن مصيره سقوط قوي على الارض قد لاتحمد عقباه، وستظل المرأة في مكمنها لكنها فقدت ذلك المنظر الجميل لتلك الطائرة الورقية المحلقة.هنا أقول ان التشبيه الرائع قد ينطبق على العديد من الازواج الذين قدموا بمحض إرادتهم ذلك الخيط السحري الى المرأة، فاخذت تجره تارة اليها، ثم لاتلبث ان تبعده عنها فيبقى أسير رغبتها وبمحض ارادته، وستظل تقربه وتبعده كما ان الرياح تميل به ذات اليمين وذات الشمال ومثل هذا الرجل قد قلد زوجته عنان فرسه، ووضع في يدها رقبته وعندما يريد ان يخرج من ذلك القفص الذي أريد له ان يقبع فيه، فان مصيره سقوط غير متوازن قد يجر معه عواقب وخيمة والرجل في هذا التشبيه مسلوب الإرادة لا يمكنه ان يقترب دون رغبتها، كما أنه لايستطيع الابتعاد الا بارادتها، وستلعب به الرياح، وهي هنا حوادث الدهر، لعبتها لتميل به، فيترنح وقد وقع بين الرياح والمرأة التي تدنيه وتقصيه، فيعيش مسلوب الارادة ليس له من الدنيا سوى التماشي مع حوادث الدهر، والرضوخ لرغبة المرأة.وعندما يكون التحليق بعيدا هو الرمز لنجاح تلك الطائرة الورقية فإن هذا يدل على انه بمقدار البعد عن المرأة يكون مقدار النجاح اذا كان ذلك البعد بمحض الارادة.ان من العدل ان يحظى الرجل بما تحظى به المرأة فيمسك الخيط تارة ويدعه لها تارة اخرى. كما ان من العدل ان تكون فترة امساكه بالخيط اطول فهو الاقدر من الناحية الفسيولوجية على توجيه الطائرة الورقية، كما انه الاقوى على الامساك بها لما خصه الله به من صفات تصلح لهذا العمل في الوقت الذي خص به البارئ المرأة بخصال لايمكن للرجل ان يبدع فيها الا مانَدُر..
ولعل الرجل يكون اكثر حناناً ورأفة فلا يسقط الطائرة الورقية ولايقطع الخيط عندما يرغب استبدالها، بل لعله يجرها برفق ثم يمسكها بيده ويضعها على الارض مكرمة دونأذى ليأتي من يمسك بها فيرسلها محلقة في عنان السماء،، والمرأة عندما تكون ممسكة بالخيط وترغب استبدال تلك الطائرة الورقية فقد تكون اكثر عنفا مع طبيعتها الرقيقة فتسقطها ارضا غير عابئة بنتائج ذلك السقوط وقد تكون المرأة أقل صبرا عندما تتمايل الرياح بتلك الطائرة الورقية، فيعز عليها ان تجذبها فتظن ان ذلك التمنع انما كان سببه عدم الرغبة في طاعتها، فما يكون منها الا اسقاط تلك الطائرة الورقية الأسيرة بيدها.
وبعد فالرجل والمرأة صنوان يألفان بعضهما وسيظل التآلف والتجاذب بينهما قائما وستظل خصالهما كفيلة بتحديد مهام كل منهما مهما كلَّفْنا الأيام ضد طباعهما.


ومكلِّفُ الايام ضد طباعها
متطلِّبٌ في الماء جذْوة نار


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved