أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd March,2001 العدد:10382الطبعةالاولـي الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421

الركن الخامس

في دراسة للدكتور الراشد عن طرق الحج قديماً
7 طرق رئيسية للحج والتجارة شهدتها الجزيرة العربية
* الرياض واس:
شهدت الجزيرة العربية في العصر الاسلامي ظهور وتطور سبعة طرق رئيسية للحج والتجارة هي طريق الحج الكوفي وطريق الحج البصري وطريق الحج الشامي وطريق الحج المصري وطريق الحج اليمني الساحلي وطريق الحج اليمني الداخلي وطريق الحج العماني.
وتتصل هذه الطرق مع بعضها البعض في نقاط رئيسية او بواسطة طرق فرعية ولقيت طرق الحج عناية فائقة من قبل الخلفاء المسلمين والامراء والوزراء والاعيان ومن محبي الخير من التجار والوجهاء على مر العصور وبعض الطرق استمر استخدامه حتى عهد قريب والبعض الآخر اندثر بسبب الظروف المناخية والاقتصادية والهجرات السكانية.
واقيمت على طرق الحج منشآت عديدة مثل المحطات والمنازل والمرافق الاساسية من برك وابار وعيون وسدود وخانات ومساجد واسواق كما اقيمت علي هذه الطرق الاعلام والمنارات والاميال التي توضح مسار تلك الطرق وتفرعاتها.
وحفظت المصادر التاريخية والجغرافية معلومات مهمة عن طرق الحج في الجزيرة العربية ومن ابرز تلك المصادر ما كتبه كل من الطبري وابن الا ثير وابن كثير والحربي وابن رستة وابن خرداذيه والمقدسي والهمداني والبكري وياقوت وابن جبير وابن بطوطة والجزيري وغير هؤلاء كثير تتعلق مؤلفاتهم بكل طريق من هذه الطرق على حدة.
الطرق الرئيسية
وتناول بحث للاستاذ الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد طرق الحج الرئيسية وهي:
اولاً طريق الكوفة مكة:
يعد طريق الحج من الكوفة الى مكة المكرمة من اهم طرق التجارة والحج في العصر الاسلامي وقد عرف هذا الطريق فيما بعد باسم )درب زبيدة( نسبة الى السيدة زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة هارون الرشيد «توفي رحمه الله سنة 193ه/809م» والسيدة زبيدة كان لها اعمال كثيرة في اقامة بعض المنشآت على هذا الطريق وفي مكة المكرمة ومن اهم اعمالها حفرها عين زبيدة التي لا تزال اثارها باقية حتى اليوم.
وطريق الكوفة مكة لا يستبعد ان يكون معروفا قبل العصر الاسلامي حيث كانت الحيرة عاصمة المناذرة بالقرب من الموقع الذي قامت فيه الكوفة فيما بعد سنة 14ه وربما كانت القوافل التجارية من مكة والمدينة تتجه الى الحيرة عبر هذا الطريق وكانت توجد على الطريق مناهل للمياه قبل الاسلام توقف في بعضها الجيش الاسلامي بقيادة سعد بن ابي وقاص قبل دخوله العراق ومن هذه المناهل زرود والثعلبية وشرف والعذيب والقادسية.
غير ان الطريق انتظم استخدامه بعد فتح العراق وانتشار الاسلام في المشرق الاسلامي فتحولت مناهل المياه واماكن الرعي والتعدين على الطريق الى محطات رئيسية وبدأ الطريق يزدهر بالتدريج منذ عصر الخلافة الراشدة وحتى العصر الاموي وبانتقال مركز الخلافة من الشام الى العراق في العصر العباسي اصبح الطريق حلقة اتصال مهمة بين عاصمة الخلافة في بغداد والحرمين الشريفين وبقية انحاء الجزيرة العربية وحتى اليمن واعطى خلفاء بني العباس جل اهتمامهم بتأمين طرق المواصلات وبالاخص طريق الكوفة من مكة كما كان للامراء والوزراء والقادة والوجهاء اصلاحات اخرى كثيرة على الطريق.
وفي ضوء المعلومات الواردة في المصادر التاريخية والجغرافية نجد ان طريق الحج العراقي )درب زبيدة( خطط مساره بطريقة علمية وهندسية متميزة حيث حددت اتجاهاته واقيمت على امتداده المحطات والمنازل والاستراحات ورصفت ارضية الطريق بالحجارة في المناطق الرملية والموحلة ونظف الطريق من الجلاميد الصخرية والعوائق في المناطق الوعرة والصخرية وزود الطريق بالمرافق الضرورية من منشآت مائية كالسدود والابار والبرك واقيمت على امتداد الطريق العلامات التي توضح مسار الطريق كالاعلام والمنارات والاميال )احجار المسافة( والصوى والمشاعل والمواقيد ليهتدي بها المسافرون ليلا ونهارا.
واوردت المصادر الجغرافية المبكرة اشارات عديدة الى المواقع والمرافق التي تولى انشاءها بعض الخلفاء والامراء والوزراء والاعيان وتذكر المصادر ان الخلفاء والامراء كان لهم مبان وقصور خاصة بهم ينزلونها عند زيارتهم الاماكن المقدسة ومن ابرز الخلفاء العباسيين الذين سافروا على هذا الطريق ابو جعفر المنصور والمهدي وهارون الرشيد وقد ادى الرشيد فريضة الحج تسع مرات طوال فترة خلافته 170 ه الى 193ه 786 الى 809م، بهذا يكون قد قطع في رحلاته بين بغداد ومكة ما يقارب من 5698 ميلا «6.9686 كيلا» وكان في بعضها يحج ماشيا وكان لطريق الحج من الكوفة الى مكة عمال )ولاة( يشرفون على الطريق ويتعهدونه بالصيانة والاعمار اولا بأول.
ورصد الجغرافيون المسلمون سبعا وعشرين محطة رئيسية على الطريق من الكوفة الى مكة وسبعا وعشرين محطة ثانوية تسمى كل واحدة منها متعشى وهي محطة استراحة تقام بين كل محطتين رئيستين هذا خلاف المرافق الاخرى التي كانت تضاف علي امتداد الطريق.
وهناك طرق فرعية اخرى منها طريق معدن النقرة/ المدينة وبلغ امتداده حوالي 156 ميلا «265 كيلا» تقريبا.
ويوجد طريق فرعي اخر تسلكه القوافل من معدن بني سليم «مهد الذهب» عبر الحافة الشرقية لحرة رهاط مرورا على صفينة وحاذة ثم المسلح ويلتقي طريق البصرة مع طريق الكوفة في معدن النقرة حيث يصل اليه من النباج او يتجه محاذيا له حيث يلتقي الطريقان في ذات عرق.
ويتضح من المصادر التاريخية والجغرافية ان طريق الكوفةمكة بلغ اوج ازدهاره في العصر العباسي المبكر وشعر المسافرون على الطريق من اقصى المشرق الاسلامي بالأمن والطمأنينة لكن الطريق تعرض لهجمات القبائل في فترات متعددة وفي اواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجري تعرضت محطات الطريق للتخريب والتدمير بواسطة القرامطة وتعطلت بسبب ذلك المنشآت المائية.
وكانت هذه العوامل مجتمعة من اسباب اندثار معالم الطريق وبسبب الخلل الامني توقف الحجاج عن استخدام الطريق الا عند توفر الحماية العسكرية وفي مواسم الحج فقط على عكس العصور المبكرة عندما كان الطريق يستخدم على نطاق واسع بدون حماية امنية.
غير ان تعطل الطريق بشكل كبير حدث بعد سقوط بغداد على يد المغول سنة 656ه/1258م ولم يعد الطريق مستخدما الا في فترات متقطعة كما ان اجزاء الطريق من معدن النقرة وحتى مكة انقطع استخدامه نهائيا منذ اواخر القرن الرابع الهجري وبالتدريج اندثرت معظم محطات الطريق وتقلصت المحطات والمنازل الى اطلال دارسة وبقيت بعض الابار والبرك صالحة للاستعمال ولكن الغالبية العظمى منها غطتها الرمال.
وعلى الصعيد الاثري تم رصد الاثار الباقية على الطريق ويتمثل ذلك في المواقع الاثرية والمنشآت المائية واثار الرصف والتمهيد والاعلام كما تم العثور على امثلة من احجار المسافة )الاميال( التي توضح المسافة بقياس البريد والميل وعثر علي شواهد اثرية توضح اصلاحات الخليفة المهدي العباسي واعمال الصيانة والتجديد التي تمت في عهد الخليفة المقتدر بالله.
وكشفت المسرحات والحفريات الاثرية عن انصاص من القصور والتحصينات والمنازل والمساكن والمساجد في محطات الطريق وقد كانت تخدم سكان هذه المناطق وقوافل الحجاج والتجار والمسافرين ويتوفر لهم في هذه الاماكن ما يحتاجونه من مأكل ومشرب وملبس واوان واعلاف لدوابهم كما كانت الاسواق قائمة في كثير من محطات الطريق ومن اشهر المواقع الاثرية على الطريق والتي كانت تمثل محطات رئيسية كبيرة زبالة والثعلبية وفيد وسمير والنقرة والربذة ومعدن بني سليم.
وقد اوضحت الدراسات الاثرية ان المنشآت المعمارية على طريق حج الكوفة مكة تمثل نمطا معماريا فريدا للعمارة الاسلامية المبكرة في جزيرة العرب ويتمثل ذلك في اسلوب التخطيط المعماري والوظائف المختلفة كما تميزت المباني بسماكة الجدران والابراج كما ان وجود خزانات لحفظ المياه للشرب داخل المنازل وخارجها اضفى على هذه المواقع اهمية اخرى لاستقطاب المسافرين كما اشتملت المحطات على الاسواق والحمامات العامة وغيرها.
واقيمت على امتداد الطريق برك للمياه حفرت وبنيت على مسافات متفاوتة بعضها بالقرب من المحطات والمنازل والبعض الآخر في اماكن نائية عنها ولا يزال معظم تلك البرك واضحة للعيان بمعالمها وتفاصيلها المعمارية الدقيقة والبعض الآخر قد طمرته الرمال وتتنوع مساحات البرك واشكالها حيث صمم بعضها بشكل دائري والبعض الآخر جاء مربعا ومستطيل التخطيط.
ويصل طول الطريق من الكوفة وحتى مكة المكرمة حوالي 751 ميلا «7.1276 كيلا» وتوضح المعثورات الفخارية والخزفية والزجاجية والعملات والكتابات والنقوش الاسلامية مراحل استخدام الطريق خاصة في العصور الاسلامية الاولى.
ثانياً طريق البصرة مكة:
تأسست مدينة البصرة سنة 14ه/635م بعد الفتح الاسلامي للعراق وارتبطت بطريق مباشر مع مكة المكرمة ويعد هذا الطريق من الطرق المهمة في العصر الاسلامي المبكر ويبدو ان اهمية طريق البصرة تركزت في القرون الثلاثة الاولى للهجرة ويلتقي طريق البصرة مع طريق الكوفة في ذات عرق ويلتقي الطريقان ايضا في معدن النقرة الذي يرتبط في هذه المحطة منطلقا من النباج.
ويلاحظ في كتابات الجغرافيين المسلمين قلة المعلومات التفصيلية عن طريق البصرة ولعل سبب ذلك ان معظمهم عاش في القرن الثالث الهجري وهي الفترة التي كان التركيز فيها على طريق الكوفة اكثر من طريق البصرة ومع ذلك لم يكن هذا الطريق بمنأى عن اهتمام الخلفاء المسلمين.
اما آثار الطريق فنشاهدها ا لى اليوم في عدد من المواقع ففي الاسياج )عين ابن فهيد( توجد اطلال قصر كبير مبني بالحجارة وله بقايا عقود نصف دائرية وغرف الجلوس وبالقرب من اثار العيون والقنوات القديمة والبرك السدود وفي ضرية لا تزال اثار البلدة القديمة باقية لليوم بالاضافة للعيون والبرك وتشاهد اثار الاعلام )الرجوم( المتراكمة على امتداد الطريق خاصة في المناطق السهلية المستوية ويلاحظ ان بعض محطات الطريق استمر فيها او بالقرب منها الاستيطان الحضاري بسبب توفر المياه والمناطق الرعوية كما ان بعض المحطات اختفت معالمها تحت الكثبان الرملية.
ومن المحطات المهمة على طريق البصرة بركة الخرابة الواقعة عند التقاء الطريق مع طريق الكوفة بالقرب من ذات عرق وهي عبارة عن بركة دائرية مدرجة من اعلاها الى اسفلها وتجاورها بركة مربعة مدرجة ايضا بينهما على مستوى سطح الارض غرفة للمراقبة مقببة ولها ابواب ذات عقود نصف دائرية ويمر من تحت مستوى الغرفة قناتا تصريف للمياه من البركة المربعة )المصفاة( الى البركة الدائرية.
وتصل المياه الى البركة بواسطة قناة ارضية مسقوفة تمتد من وادي العقيق لمسافة 15 كيلا تقريبا وبالقرب من هذه النقطة توجد بركة العقيق الواقعة في محطة غمرة المشهورة ولا نستبعد ان بركة الخرابة كانت تخدم المسافرين القادمين من البصرة والكوفة علي حد سواء.
ويصل طول طريق البصرة مكة حوالي 1200 كيلا ولا تزال بعض اسماء محطاته القديمة محتفظة باسمائها حتى يومنا هذا ومن هذه المواقع حفر ابي موسى في موضع حفر الباطن الان والعوسجة )الان العوسجية( وطخفة وضرية والسفينة.
ثالثاً طريق الحج الشامي:
يعد هذا الطريق من الطرق الرئيسية المهمة حيث يصل دمشق بالمدينة المنورة وبلغ عدد محطاته بين المدينتين 23 محطة يقع معظمها داخل الاراضي السعودية وقد تغيرت احوال الطريق عبر العصور الاسلامية بسبب تغير الاحوال السياسية الامر الذي ادى الى ظهور محطات ومرافق جديدة في العصور الاسلامية المتأخرة وهي فترات الايوبيين والمماليك والعثمانيين وكان هذا سبب في اختفاء محطات ومرافق كانت عامرة في العصر الاموي والعباسي والفاطمي.
وتدل آثار الطريق الباقية على تطور الحضارة الاسلامية فقد تم اكتشاف عشرات النقوش الاسلامية والتي يعود بعضها الى القرن الاول الهجري وهناك كتابات تأسيسية على منشآت الطريق من قلاع وبرك وابار.
ومن اهم اثار الطريق قلعة ذات الحاج وقلعة تبوك وآثار الاخضر وفيها مدينة اسلامية مبكرة وثلاث برك وقلعة واثار المعظم وفيه قلعة وبركة واثار البريكة وكانت تسمى قديما بالدار الحمراء وفيها بقايا قلعة وبركة.
وهناك آثار الحجر والعلا والتي يتبعها عدد من المرافق ثم اثار صغيرة وقلعة زمرد وقلعة الصورة واثار هدية واسطبل عنتر والفحلتين واثار نصيف وقلعة الحفيرة.
ويشاهد ايضا على امتداد طريق الحج الشامي آثار سكة حديد الحجاز التي تم تنفيذها في عهد السلطان عبدالحميد في الفترة ما بين عام 1900 و1906 ومن الآثار الباقية للطريق المحطات المبنية بالحجر واجزاء من مسار السكة والجسور.
رابعاً طريق الحج المصري:
كان حجاج مصر وغيرهم من حجاج شمال افريقيا والمغرب يعبرون شبه جزيرة سيناء حتى يصل بهم الطريق الى ايلة على رأس خليج العقبة ثم يتجه الطريق جنوبا حيث يمر على حقل وشرف البعل ومدين.
ومن مدين يتفرع طريقان الطريق الداخلي ويتجه الى الجنوب الشرقي حتى المدينة المنورة مارا على عشر محطات رئيسية اما الطريق الآخر فهو الطريق الساحلي الذي يسير بمحاذاة ساحل البحر الاحمر حيث تقع عليه 13 محطة رئيسية كما يتصل الطريقان مع بعضهما بطرق فرعية.
ويتضح من الآثار الباقية على الطريقين ان الطريق الساحلي استمر استخدامه لفترات طويلة فقد كشفت الدراسات الاثرية عن وجود اثار خطية ومواقع اثرية متعددة وقلاع ومنشآت مائية ومن ذلك كتابات بدأ والخشيبة ومن الآثار الاخرى يمكن ان نذكر اثار مدين وقلعة المويلح والازنم او الازلم والزريب واثار مدينة الجار التاريخية.
خامساً طريق الحج اليمني الساحلي:
وينطلق هذا الطريق من صنعاء ويتجه بمحاذاة ساحل البحر الاحمر وبين مكة وصنعاء 21 محطة وقد اوضحت المسوحات والدراسات الاثرية الحديثة عددا من المواقع الاثرية التي كانت عامرة في العصور الاسلامية المبكرة.
ومن اهم هذه المواقع سهى وعثر وعشم والسرين وكشفت الدراسات عن الاثار المعمارية بالاضافة الى ادوات فخارية وخزفية ونقوش خطية وغيرها.
سادساً طريق الحج اليمني الداخلي:
يبدأ هذا الطريق من صنعاء مرورا بصعدة ويسلك المناطق الجبلية لمنطقة عسير والحجاز مارا بالقرب من موقع جرش ثم يتجمع الى بيشة وتبالة وتربة حتى يصل قرن المنازل فمكة المكرمة.
وقد بلغت المحطات على هذا الطريق فيما بين صنعاء ومكة 25 محطة رئيسية.
وكشفت الاستطلاعات والدراسات الاثرية عن جوانب مهمة تتمثل في الاعمال الهندسية من رصف للطريق في المناطق الوعرة والمنشآت المائية والكتابات الاسلامية الصخرية المبكرة واحجار المسافة ومن المناطق التي يمكن فيها مشاهدة اثار هذا الطريق منطقة الراكبة والمصلولة وكريف العلب.
سابعاً طريق عمان مكة:
هناك طريقان من عمان الى مكة احدهما يأخذ من عمان الى يبرين ثم الى البحرين فالساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية ومنها الى اليمامة ثم الى ضرية.
وتذكر المصادر الجغرافية ان ضرية كانت ملتقى حجاج البصرة والبحرين وهناك يفترقون اذا انصرفوا من الحج فيأخذ حجاج البصرة ذات الشمال وحجاج البحرين ذات اليمين وهناك طريق اخر من عمان يتجه الى فرق ثم عوكلان ثم الى ساحل هباة وبعدها الي شحر.
وبامكان حجاج عمان اخذ احد الطريقين من اليمن فاما عن طريق الحج الساحلي الموازي لساحل البحر الاحمر الذي يمر بعدد من المخاليف والمنازل مثل مخلاف عك والحردة ومخلاف حكم وعثر ومرسى وضنكان والسرين حتى الشعيبة ثم جدة فمكة او بامكان حجاج عمان اخذ الطريق الداخلي من اليمن الى مكة مرورا بعدد من المنازل بعضها لا يزال معروفا حتى اليوم مثل رنية تربة حتى يصل الى مكة.
معظمها ضمن النطاق الجغرافي للمملكة
وبين الاستاذ الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد ان هذه الطرق تتركز في معظمها ضمن النطاق الجغرافي للمملكة العربية السعودية واثارها الانشائية والمعمارية المختلفة لا تزال باقية حتى اليوم الحاضر كشاهد على اهتمام المسلمين بطرق الحج علي مر العصور كما ان اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالمحافظة على هذه الآثار الخالدة نابع من اهتمام الدولة بتراث المسلمين كونه مصدرا من مصادر دراسة التاريخ الاسلامي للاجيال الحاضرة واللاحقة.
غير ان رحلة الحج الى الاراضي المقدسة كانت على الدوام محفوفة بالمخاطر خاصة في العهود التي بدأت فيها الفتن تدب في الدولة الاسلامية وبداية اختلال الامن بسبب الحروب والفتن وتعديات القبائل على الطرق واعمال النهب والسلب والقتل وقطع الطرق منذ نهاية القرن الثالث الهجري الامر الذي ادى الى انقطاع الحج لسنوات متصلة بالاضافة الى هدم وتخريب محطات طرق الحج وتدمير الابار والبرك بل ان الامر كان يتعدى الى اثار الذعر والخوف لحجاج بيت الله الحرام داخل المشاعر المقدسة.
كما ان الحجاج كانوا يتعرضون لمخاطر الجوع والعطش في سفرهم على طرق الحج الطويلة ويتعرضون ايضا لبعض الكوارث الطبيعية في اسفارهم ومن ذلك العواصف والبرد القارس والامطار الغزيرة والسيول الجارفة.
ولقد اراد الله تعالى ان يكون للدولة السعودية منذ بداية تأسيسها في عام 1157ه/ 1744م الاهتمام بالحجاج وتأمين الطرق التي يسيرون عليها ففي عهد الدولة السعودية الاولى اصبح الحجاج امنين عند اسفارهم واثناء ادائهم لشعائر الحج لدرجة ان الراكب كان يخرج وحده من اليمن وتهامة الحجاز والبصرة والبحرين وعمان وانقرة والشام لا يحمل سلاحا بل سلاحه عصاه لا يخشى كيد عدو ولا احد يريده بسوء.
كما ان عهد حكم الامام فيصل بن تركي «توفي 1282ه 1865م» عهد امن واستقرار غير ان القفزة الحقيقية لتطور طرق الحج كانت منذ توحيد الدولة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله فقد ارسى الامن في كافة ربوع هذه البلاد وحكم شريعة الله وشاع العدل في كل مدينة وقرية كما ابطل المكوس التي تؤخذ على الحجاج وبدأ رحمه الله في توسعة الحرمين الشريفين وانشاء الطرق الحديثة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved