أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd March,2001 العدد:10382الطبعةالاولـي الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

التثبت ضرورة قبل القطع بالأحكام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بعد عصر يوم الخميس الموافق 28/11/1421ه أدرت مؤشر المذياع، وإذا هو يستقر على إذاعة المملكة العربية السعودية من الرياض، وكان يبث فيها برنامج يتعلق بالأطفال، واسمه )استديو الأطفال( وكانت المذيعة فيه تحاور بعض الأطفال عن بعض الأمور المتعلقة بفريضة الحج، وقد استغربت من تعليقها على إجابة أحد الأطفال عندما ذكرت بعفوية تامة أن الحاج لابد له من الذهاب الى المدينة المنورة لأجل أن يكتمل حجه، وكما نعلم ويعلم الجميع انه لا علاقة البتة بين فريضة الحج وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والسلام عليه وعلى صاحبيه ونظرا لأن هذا الأمر مستقر في أذهان الكثير من المسلمين أحببت أن أنقل كلاما نفيسا لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن هذه المسألة وأطرحه للمتلقي عبر منبر الجميع )عزيزتي الجزيرة(
وإليكم نص الكلام حيث قال رحمه الله في كتابه )التحقيق والايضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة( ما يأتي: )ليست زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة ولا شرطا في الحج كما يظنه بعض العامة وأشباههم بل هي مستحبه في حق من زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أو كان قريبا منه أما البعيد عن المدينة فليس له شد الرحل لقصد زيارة القبر، ولكن يسن له شد الرحل لقصد المسجد الشريف، فإذا وصله زار القبر الشريف وقبر الصاحبين، ودخلت الزيارة لقبره عليه السلام وقبر صاحبيه تبعا لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم، وذلك لما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ) لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى( ولو كان شد الرحال لقصد قبره عليه السلام أو قبر غيره مشروعا لدل الأمة عليه وأرشدهم إلى فضله، لأنه انصح الناس وأعلمهم بالله وأشدهم خشية، وقد بلغ البلاغ المبين، ودل أمته على كل خير وحذرهم من كل شر.
كيف وقد حذر من شد الرحل لغير المساجد الثلاثة وقال: )لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم( والقول بشرعية شد الرحال لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم يفضي إلى اتخاذه عيدا، ووقوع المحذور الذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو والإطراء
كما قد وقع الكثير من الناس في ذلك بسبب اعتقادهم شرعية شد الرحال لزيارة قبره عليه السلام، ثم ذكر ان ما يروى في هذا الباب من الأحاديث التي يحتج بها من قال بشرعية شد الرحال الى قبره عليه السلام أحاديث ضعيفة الأسانيد بل موضوعة كما نبه على ضعفها الحفاظ كالدار قطني، والبيهقي، والحافظ ابن حجر وغيرهم.
فلا يجوز أن يعارض بها الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريم شد الرحال لغير المساجد الثلاثة.
وإليك أيها القارئ شيئا من الأحاديث الموضوعة في هذا الباب لتعرفها وتحذر الاغترار بها: الأول )من حج ولم يزرني فقد جفاني( والثاني )من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي( والثالث) من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد ضمنت له على الله الجنة( والرابع )من زار قبري وجبت له شفاعتي( فهذه الأحاديث وأشباهها لم يثبت منها شيئ عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص: بعد ما ذكر أكثر هذه الروايات طرق هذا الحديث كلها ضعيفة. وقال الحافظ العقيلي: لا يصح في هذا الباب شيء. وجزم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ان هذه الأحاديث كلها موضوعة. وحسبك به علما وحفظا واطلاعا،
ولو كان شيء منها ثابتا لكان الصحابة رضي الله عنهم أسبق الناس إلى العمل به وبيان ذلك للأمة ودعوتهم إليه لأنهم خير الناس بعد الأنبياء وأعملهم بحدود الله وبما شرعه لعباده وأنصحهم لله ولخلقه فلما لم ينقل عنهم شيء من ذلك دل ذلك على أنه غير مشروع ولو صح منها شيئ لوجب حمل ذلك على الزيارة الشرعية التي ليس منها الرحال لقصد القبر، جمعا بين الأحاديث( أ.ه
وختاما )أنبه إلى أهمية التثبت في إلقاء كل معلومة وخصوصا في الوسائل الإعلامية التي يصل ما فيها إلى الملايين من الناس، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أحمد بن محمد البدر
الزلفى

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved