أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd March,2001 العدد:10382الطبعةالاولـي الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421

شرفات

تفكر في العمل كمساعد مخرج..نجمة المغرب «منى فتو »:
أزمة السينما المغربية تتركز في قلة كتّاب السيناريو
خلال أقل من عشر سنوات احتلت )منى فتو( مكانة بارزة في الوسطين السينمائي والفني بالمغرب، حتى إن البعض رآها النجمة الأولى.. وإن كانت هي ترفض فكرة النجومية، وتشير إلى الخوف الذي سيطر عليها عندما أشار إليها أحد مواطنيها وهي تسير بالشارع كنجمة!.درست )منى فتو( المسرح حتى عام 1988 على حد تعبيرها لحسن حظي عملت مع المخرج القدير )الطيب الصديقي في عرض )خلقنا لنتافهم(، ومنه الى بطولة فيلم )الحب في الدار البيضاء( 1990 إخراج عبدالقادر لقطع، ثم )البحث عن زوج مراتي( 1994 إخراج عبدالرحمن التازي و )عبروا في صمت.. لحكيم نوري 1997 ، وفي نفس العام )نساء ونساء( أول تجربة لها مع زوجها الآن سعد شرايبي الذي عرض في العديد من المهرجانات وحقق نجاحا كبيرا جماهيريا ونقديا داخل المغرب وخارجها، وتلاه دور صغير عام 1998 في )غراميات الحاج مختار صولي( للمخرج مصصفى الدرقاوي، وأخيرا )العطش( من إخراج زوجها سعد شرايبي. كما شاركت )فتو( في عدة أفلام روائية قصيرة منها )فوق السطح( لفريدة بليزيد و )فابولا( ثم )لعبة القدر( وكلاهما من إخراج )عمر شرايبي( و )دولار( لمحمد ممخاس.
غير أن )فتو( لم تهجر المسرح إذ شاركت في العديد من العروض المسرحية.. واحدة فقط هي )طنجية( مما يسمى بالمسرح التجاري، غير أنها تفخر بتجاربها المسرحية مع كل من )الطيب الصديقي و )ثريا جبران( التي ما زالت عضواً رئيسياً في فرقتها )مسرح اليوم( ومن أبرز العروض التي لعبتها من إخراج )ثريا( تتوقف )منى( عند )الباتول( و )العيضة عليك( التي عرضت العام الماضي، وتستعد معها لعرض جديد يقدم في بداية العام القادم.
*سألتها )الجزيرة( عن البدايات؟
الهواية في الصغر والتمثيل في عروض مدرسية، وأتذكر مدرس التاريخ الذي التقط موهبتي في المدرسة ووجهني لتنميتها، وبعد ذلك جاء عشقي للفن.. والسينما بشكل خاص، ثم التحاقي بالمعهد لسنتين درست فيهما التمثيل بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، وأثناء الدراسة شاركت في عدة عروض مسرحية.
* وكيف جاءت تجربة السينما؟
بالصدفة.. كنت أعمل بالمسرح عام 1989م وجاء المخرج يبحث عن وجه جديد.. شاهدني وطلب إجراء )تست( لي، فقد رأى أنني أصلح للشخصية.. وكان أن لعبت بطولة )الحب في الدار البيضاء( الذي عرض عام 1991، وبعدها جاءت تجربتي مع )البحث عن زوج امرأتي( مع عبدالرحمن التازي الذي حقق لي وجودا أوسع.. ربما لأنه كان كوميديا. وتوالت الأفلام التي تعد كثيرة بالنظر الى قلة الإنتاج المغربي.
* لاحظ البعض تنوع الشخصيات التي لعبتها.. وتركيزها على قضايا المرأة والفساد؟
من الصدق ان أقول إنني لا أستطيع ان اختار القضايا التي تشغل الفيلم، أولا.. لأنني كنت ما زلت في البداية، ثانيا.. لأن قلة الانتاج السينمائي لا تعطي أحداً متعة اختيار قضايا معينة، فقط يمكنني اختيار الأدوار المعروضة لي.. أقبلها أو أرفضها.. في أول أفلامي لعبت دور فتاة شابة متمردة، وبالفيلم الأول ظلال من عقدة )أوديب( المعروفة ونلت عن دوري جائزة وطنية في الأداء، وفي الثاني كنت الزوجة الثالثة التي تتعرض لتجربة )المحلل( التي قدمتها السينما المصرية أكثر من مرة، وكان دوري في الفيلم الثالث )عبروا في صمت( لحكيم نوري بمثابة نقلة كاملة.. دور امرأة مستهترة تحاول إغراء صحفي يسعى لكشف الفساد.. وتُقتل في النهاية. وفي )نساء ونساء( عدت للشخصية المتمردة إذ لعبت دور صحفية تتمرد على سلطة الأب وعلى تقاليد المجتمع وتنحاز لقضايا المرأة، وهذا أفضل أدواري.. إذ تجول الفيلم في عدة مهرجانات وحصد جوائز كثيرة، كما حقق نجاحا كبيرا في السوق المغربي.
* كان غريبا بعد ذلك ان تلعبي دورا صغيرا في )غراميات الحاج مختار صولي(؟
أنا أختلف معك.. فمن الطبيعي أن يبحث الفنان عن الدور الذي يستهوية، ولأننا في المغرب لا نجد فرصا كثيرة، علينا أن نتمسك بالدور الذي نراه جيدا بغض النظر عن مساحته، خاصة إذا كان الدور الصغير.. مختلفا ومركبا. ومفتاحاً لعدة تساؤلات بالفيلم، ولا يمكن إهماله، هذا من جانب.. من جانب آخر كنت في ظروف )ولادة(.. كما أن المخرج )مصطفى الدرقاوي( له ثقله الفني في السينما المغربية.. ومعروف عربيا وعالميا، وعندما عرض عليّ الدور كان من الصعب علي مقاومة إغرائه.
* ودورك في )عطش( الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الأخير؟
هو أيضا نقلة شخصية فتاة بدوية في خمسينيات القرن الحالي، وفي ذروة النضال ضد الاحتلال الفرنسي، وهي منة فتاة بسيطة ليس لها علاقة بما يدور حولها، كل ما يشغلها هو الارتباط بحبيبها، وهي ترمز للبراءة. وتعيش مع زوجها الذي يفجر معدات استخراج المياه في الصحراء.
* وماذا عن التباس الرؤية.. وانتقاد البعض لإدانة الفيلم لمسلك زوجك الذي يرفض إنقاذ أهله من العطش.. لو أتى الإنقاذ على أيدي المحتلين؟
هذا الكلام سمعناه كثيرا، لكن هناك في مقابل شخصيتي )منة( ستجد )أم موح( أو )ثريا جبران( التي تنقل السلاح للمناضلين، هكذا هناك تنوعين على المرأة المغربية .. لكل جيل دوره.. هكذا كانت التقاليد في الصحراء في الخمسينيات.ثم )موح( زوجي لم يدمر وسيلة إنقاذ أهله من العطش، بل دمر الأدوات التي منحها المحتلون لأعوانهم ليستولوا بها على المياه القليلة المتاحة لأهل الواحة . وثالثا.. رؤية الفيلم تفرق بين المناضلين الحقيقيين. وبين من أرادوا استغلال النضال من أجل مجر العنف ضد الآخر.
* تجمعين بين التمثيل للمسرح.. والسينما كيف ترين الفرق بين الساحتين؟
الأداء المسرحي فيه لعب وحركات جسدية أكثر، وقد أفادني كثيرا أن أول تجربة سينمائية أتت لي قبل أن )أتقولب( في الأداء المسرحي، فالتمثيل السينمائي من وجهة نظري يعني أن تكون طبيعيا وتلقائيا. وان تنسى تماما من أنت بمجرد دوران الكاميرا. هذا لا ينفي استفادتي من تجربة المسرح التي هي بمثابة ورشة لصقل موهبتي وإضافة الكثير إليها، خاصة إذا كانت الورشة تديرها شخصية مسرحية لها قدرات وخبرة )ثريا جبران(.
*وكيف ترين مشاكل السينما المغربية مع قلة إنتاجها؟
لا أعتقد ان هناك مشاكل عندنا مثل التي تعاني منها السينما المصرية مثلا، فإمكانيات التمثيل متوافرة من الداخل أو من الخارج، وتظل المشكلة في كتابة السيناريو، فإذا توفر معك السيناريو المناسب. فمن السهل عليك الحصول على التمويل. وأعتقد ان الأمر يرجع لأن معظمنا وخاصة المخرجين يتعاملون مع السينما بوصفها هواية في المقام الأول، وكلهم تقريبا يفضلون كتابة أفلامهم بأنفسهم، وأعتقد أن الكثيرين منهم يتجهون الآن للاستعانة بسيناريست متخصص.
* لعبت من إخراج زوجك )نساء ونساء( و)عطش( .. هل هو اتجاه لتكوين )دويتو( فيما بينكما؟
أبدا.. لكلا منا تجاربه المستقلة، قد نجد من يجمع بيننا كما في الفيلمين المذكورين، لكن كلا منا يبحث عما يناسبه فقد مثلت مع مخرجين آخرين، وهو يشجعني على خوض تجارب مع غيره.
* ألم تفكري في مشاركته أعباء.. الإنتاج والكتابة والإخراج.. التي جمعها في يده؟
أنا ممثلة في الأساس، نعم شاركته رؤية )نساء ونساء(.. فقط لأن الفيلم يهمني كسيدة قبل أن أكون ممثلة، وقد أكون قد أبديت رأيي ما أثناء مناقشات ما قبل التمثيل، أو في اختيار ملابس )منة( في )عطش( لأن جذوري بدوية، ولكن لكلا منا مجال عمله.. فهو المخرج..
وعلى فكرة أنا أفكر جديا في خوض تجربة الإخراج . لأنني عند تجربتي اقتنعت ان موقع مساعد الإخراج هام جدا أكثر مما يتصور البعض.
عمر محمد

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved