أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th March,2001 العدد:10387الطبعةالاولـي الاربعاء 12 ,ذو الحجة 1421

مدارات شعبية

قراءة نقدية
قصيدة )بيدي رميت القلب(
سليمان عبدالله السلامة
عبدالله عبدالعزيز العليوي الشاعر الذي أجبر الأضواء على البحث عنه دون أن يبحث عنها كتب الشعر من أجل الشعر فزرع روضة من زهور الإبداع.
تنتقل بين أوراق ديوانه الشعري بصعوبة كبيرة فتقف حائراً بين توق نفسك للقصيدة التي أنت فيها وتلك التي ستنتقل إليها جميعها تشدك للقراءة بتشويق يتساوى.
المقطوعة:


بيدي رميت القلب في وسط نارك
وأقفيت يا ظالم وأنا فيك مفتون
انهد حيلي في عذاب انتظارك
وأخفيت جرحي مابي الناس يدرون
أرمي سلاحي واعترف بانتصارك
أبكيت من يضحك علي اللي يحبون
متى تخفف لوعتي باعتذارك
وأشوفكم مره علي الحب تبكون
أنهيت قصة حبنا باختيارك
وين الصبر ياقاسي القلب وشلون
يازين قلبي من هواك استجارك
حبك عسرني ماطوى القلب بالهون

قراءة القصيدة
حينما يكتب العليوي تشعر بحجم المعاناة التي يعانيها ذلك القلب العاشق لايجهد نفسه كما يفعل البعض في البحث عن تعبير دقيق ووصف للمعاناة إذ يكفيه فقط أن يشير لمقدرته الفذة في التعبير عما يريد لترقص ريشة إبداعه فنا وتعبيرا لتميز شعره عن غيره من الشعراء.
هاهو يعبر عن اعترافه بحجم الخطأ الذي ارتكبه قهراً لا رغبة بقوله:


بيدي رميت القلب في وسط نارك
وأقفيت يا ظالم وأنا فيك مفتون

ثم يتوقف ليرسم مابعد هذا الخطأ حاملا هموم انتظاره الطويل ومخافة اللوم على انتظار قد لايكون خلفه طائل وهو مكره عليه ولابد منه بقوله:


انهد حيلي في عذاب انتظارك
وأخفيت جرحي مابي الناس يدرون

وباستجداء وصورة تتجلى فيها أدق معاني الانكسار والانهزام أمام الاشتياق العنيف الذي أوصل إلى درجة أجبرته للاعتراف من جديد بلومه للعاشقين قبل أن يشده تيار العشق ولوعة الاشتياق بقوله:


أرمي سلاحي واعترف بانتصارك
أبكيت من يضحك على اللي يحبون

وبمرارة اليأس يتساءل كمن لايرى في غده كثيرا من التفاؤل مستبعداً بكاء من يعشقه على محبة أصبحت في قلبه وحده بقوله:


متى تخفف لوعتي باعتذارك
وأشوفكم مره على الحب تبكون

وأمام انتصار أسفه على نهاية تلك المحبة التي ما كان لنهايتها سبب بدى منه ولكنه اختيار من يهوى يلقي بلوم وعتب فيه بعض الأمل بقوله:


أنهيت قصة حبنا باختيارك
وين الصبر ياقاسي القلب وشلون

ويختتم قصيدته راميا آخر ورقة في يده بأمل لعل وعسى وصورة ترسم حجم معاناته من ذلك الحب لتكون آخر كلمة إقناع واستجداء بقوله:


يازين قلبي من هواك استجارك
حبك عسرني ماطوى القلب بالهون

وإلى اللقاء مع قصيدة أخرى
*عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved