أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th March,2001 العدد:10394الطبعةالاولـي الاربعاء 19 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

خواطر
الأرض المغتصبة
د. عبدالمحسن محمد الرشود
بينما كنت أسير في سيارتي عبرتحويلة إجبارية في حي المرسلات خلف مباني المساحة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، فوجئت بدخولي لحي قديم متواضع بين أحياء راقية في شمال مدينة الرياض، أشبه ما يكون بأحياء الرياض القديمة مثل الشميسي، ومعكال والسبالة، والعجلية أيام ما قبل الطفرة والتنمية العمرانية التي عمت بفضل الله ثم القائمين على هذه البلاد معظم مناطق المملكة..
وبدافع من فضول أوقفت سيارتي وصرت أتجول في هذا الحي الغريب )واليتيم( بين الأحياء الغنية المجاورة وانتابني إحساس بأن هذا الحي المظلوم له قصة عجيبة وعندما سنحت الفرصة بخروج أحد سكان الحي الكهول لأداء صلاة العصر سلمت عليه. وتجولنا في الحي الذي أدركت أنه المسمى )الأرض المغتصبة( لا شأن لي بموضوع.. هل الأرض ملك لسكانها ويملكون حجج استحكام لها.. وهل هي لهم أم لا.. فهذا شأن آخر لست معنيا بالخوض فيه.. إن ما أردت الإشارة إليه هذا الجانب الإنساني، والأمني والاجتماعي والصحي، فمن الناحية الإنسانية هذا الحي ليس فيه شوارع مضاءة فالكهرباء وصلت البيوت المسكونة فقط. ويعتمدون على براميل المياه في حياتهم حيث ان خدمات الماء من مصلحة المياه لم تصل لهم وممرات الحي غير معبدة أو مسفلتة كباقي الأحياء، وليس هناك صرف صحي ولا مدارس ولا مستوصفات وتكثر المستنقعات الأمر الذي يبعث على الحزن والشفقة على سكان وأطفال ذلك الحي الذين يفقدون الخدمات الصحية، والاجتماعية والتعليمية والثقافية.. وتلمس ذلك من خلال المستوى العام لهذا الحي والكتابات المنتشرة في جدرانه ونواصيه التي تعبر عن حالة معينة يدركها من يقرؤها ويسير بين جنباتها.
هذا من الناحية الإنسانية.. أما الناحية الأمنية فلقد علمت بأن هذا الحي غير المضاء ليلا يشكل هاجساً مخيفا للمواطنين والزائرين ذلك أن الدوريات الأمنية فيه قليلة إن لم تكن معدومة، والمراقبة الأمنية عبر العمد والمعنيين بالمسائل الأمنية غير متوفرة. وبالتالي فإن هناك مخالفات أمنية متعددة يأتي في طليعتها وجود الوافدين دون إقامات شرعية بأعداد كبيرة قد تصل إلى أربعين شخصاً في منزل واحد!! ويتسترون ويتدثرون بهذا الحي المهمل أمنيا للإقامة فيه والعمل في الأطر المخالفة أيضا وهم في بحبوحة من الاطمئنان والاستقرار.. وأتمنى ألا يكون وجودهم سببا في مشاكل أمنية أخرى لا نعلمها جميعاً.. فإذا غاب الوازع الديني وانتفى وجود الرقيب حدث مالم يكن بالحسبان ومن أمن العقاب أساء الأدب.
وأتصور ان بقاء هذا الحي مشكلة.. لابد من حل له ولسكانه ولأطفاله.. وللمخالفين الذين يقطنون فيه.. والرجال قادرون على وضع الحلول ويأتي في طليعتهم صاحب اليد الطولى لمنطقة الرياض وابنها الوفي أبو فهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمد الله في حياته.. حيث ان ترك هذا الحي بهذا الشكل أمر صعب.. فانتبهوا أيها السادة!!
AL RESHOUD@HOTMAIL.COM
ص.ب: 90155 رمز: 11633 الرياض.
أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved