أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th March,2001 العدد:10394الطبعةالاولـي الاربعاء 19 ,ذو الحجة 1421

الريـاضيـة

رأي
الاتحاد والهلال والخسارة "الموجعة"!!
حمد الراشد
نعم.. كان الاحد يوما حزينا في تاريخ الكرة السعودية فقد شهد سقوطا مدويا للهلال وتعثرا متوقعا للاتحاد ليعود الفريقان الى ارض الوطن بحقائب ملأى بالاحزان والآلام والحسرة بدلا من بطاقتي التأهل للدور قبل النهائي لبطولة آسيا.. كان الخروج مريراً والوداع حزيناً. والالم كبيراً حد الوجع.. فالاتحاد كان قاب قوسين او ادنى من التأهل ومع ذلك سقط عند الحاجز الاخير لأسباب عديدة ابرزها الاحساس بالتفوق المسبق والامتلاء الزائد بالثقة خاصة بعد تصدر الفرق والفوز الكبير على الهلال وقبله التعادل الصعب مع المضيف على ارضه وأمام جماهيره.. كل ذلك زرع في اعماق اللاعبين احساساً واهما بالفوز والتأهل للدور قبل النهائى.. فهو يلعب بفرصتين الفوز او التعادل.. ولاخوف عليه.. ولهذا استهل مباراة ارتيش بتراخ واضح اقرب للخمول مشجعا ارتيش على اخذ زمام المبادأة والهجوم المبكر والضغط على مرمى الاتحاد ولم تمض عشرون دقيقة حتى استقبلت شباك الصادق هدفين سريعين حسما النتيجة في وقت مبكر رغم الصحوة الاتحادية المتأخرة.. وشتان بين اداء ومستوى وروح لاعبي الاتحاد في لقاءي بيروزي والهلال ولقاء ارتيش.. في اللقاءين السابقين كان الاتحاد صاحب المبادأة الاولى.. والحضور المميز والروح القتالية العالية والنزعة الهجومية والرغبة الجامحة في التسجيل والفوز.. وفي لقاء ارتيش حدث العكس تماما.. غابت الروح.. وغاب المستوى وعاد الاتحاد لممارسة هوايته القديمة مؤكداً انه فريق الالغاز الغامضة.. لعب باسترخاء كبير وعدم تركيز واضح يؤكد ذلك طريقة تسجيل هدفي ارتيش فأين التغطية والرقابة للمهاجم مندوزا؟ ولماذا تسمّر الصادق في مرماه ولم يخرج في توقيت مناسب لإبعاد الكرة بقبضته قبل وصولها رأس مندوزا وكيف تعثر مدافعو الاتحاد وتساقطوا الواحد تلو الآخر ومندوزا بمفرده يقتحم دفاعات الاتحاد ويتوغل داخل منطقة الخطر ويسجل في حراسة ثلاثة مدافعين.. ولماذا سادت الفريق حالة من الفوضى والارتباك في خطوطه الثلاثة بعد هدفي ارتيش وطوال الشوط الثاني.. كل هذا يؤكد افتقار الفريق للتركيز في التحرك والانتشار والتمرير وأداء الواجبات الدفاعية والهجومية كما كان عليه الحال في لقاءي بيروزي والهلال.. واذا اضفنا الى ماتقدم سلبية المدرب دوتيسنا في قراءة المباراة و التعامل مع احداثها خاصة الشوط الثاني وكأنها مباراة عادية ضمن مباريات الدوري.. الخسارة فيها ليست نهاية المطاف والتعويض مازال قائما وليست مباراة مصيرية حاسمة.. بدليل تأخره في اشراك حمزة ادريس ومرزوق العتيبي.. علماً بأن المشكلة لم تكن في الهجوم وإنما في عدم نجاح الوسط بصناعة الهجمات وفك الاختناق المروري حول مرمى ارتيش فقد كان الفريق بحاجة ماسة لمشاركة خميس الزهراني او خالد الشمراني لإنعاش الوسط على حساب المجتهد جيلسي الذي لايملك من الامكانات الفنية سوى مجهوده الوافر ومخزونه اللياقي الهائل.. فكان طبيعيا ان يخسر الاتحاد ويودع التصفيات بعد ان كانت بطاقة التأهل تحت اسنانه وبين اصابعه.. وللحق والانصاف المسؤولية لايتحملها دوتيسنا بمفرده.. فالفوز والخسارة دائما وأبدا مسؤولية مشتركة وان كان يتحمل المدرب نسبة اكبر من اللاعبين..
المهمة المستحيلة.
وتكتمل الاحزان.. بسيناريو هزيمة الهلال.. وان كان خروجه من التصفيات متوقعا بعد تعادله السلبي مع ارتيش وخسارته من الاتحاد.. كما ان خسارة الاتحاد من ارتيش جعلت مهمته امام بيروزي مستحيلة فلكي يتأهل للدور قبل النهائي كان عليه الفوز بأربعة اهداف.. وهذا نظريا مستحيل ومع ذلك تحلى الازرق بالشجاعة متغلبا على ظروفه الصعبة القاهرة ونجح في مباغتة بيروزي بهدف السبق لكنه لم يستطع مقاومة المد الايراني العنيف المعزز بدعم جماهيري هائل وكذا الرغبة القوية في الفوز وانتزاع بطاقة التأهل.. فأدرك التعادل قبل نهاية الشوط الاول.. وحاول الهلال جاهداً في الشوط الثاني انقاذ مايمكن انقاذه فاذا فاته الفوز فعلى الاقل ايقاف بيروزي في محطة التعادل واهداء بطاقة التأهل الثانية للاتحاد.. وكانت الامور تسير على مايرام حتى ارتكب عبدالله سليمان خطأ لا يغتفر بتعمده لمس الكرة العرضية بيده خوفا من وصولها لرأس المهاجم الايراني.. فحدث ماحدث.. طرد الشريدة فانهار الدفاع وتقدم بيروزي بالهدف الثاني من ضربة جزاء.. ليفقد الهلال توازنه لدقائق وقبل ان يستفيد من صدمة ماحدث صعقه بيروزي بالهدف الثالث من تسديدة صاروخية انفجرت بعنف على يمين الدعيع كان كافياً لوضع حد نهائي لآمال الاتحاد بالتأهل وتأكيد حجز بيروزي للدور قبل النهائي ولاسيما بعد حماقة الكاتو التي يجب ان يحاسب عليها بشدة من الادارة واكمال الهلال المباراة بتسعة لاعبين غرقوا جميعاً في بحر اليأس والاحباط.. فقد انتهى كل شيء.. فبعد دقائق من تلقي الجمهور صدمة خروج الاتحاد على يد ارتيش جاءت هزيمة الهلال بما صاحبها من احداث دراماتيكية مؤسفة لتعمق جراح الكرة السعودية في يوم الاحد الحزين. وماحدث حدث.. فالبكاء على اللبن المسكوب لن يجدي نفعا والمطلوب الآن.. اتحاديا.. الوقوف على "علة" الفريق الاساسية وعدم ثباته على مستوى واحد ومناقشة المدرب في اخطائه المتكررة.. ولا يعقل ان يستمر عليها حتى نهاية الموسم وهو يردد بعد ضياع كل بطولة مازالت هناك بطولات قادمة.. لا داعي للقلق..
هلالياً.. مساءلة المدرب صافيت اولا وثانيا عما حدث في طهران ومراجعة شاملة لأوراقه.. فالرجل يتحمل القسط الاوفر من مسؤولية ما حدث.. وكذلك معاقبة الكاتو واعادة تقييم اوضاع الفريق الفنية..!!

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved