أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th March,2001 العدد:10395الطبعةالاولـي الخميس 20 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

ضحى الغد
زبن الحصان الدوبلي كان خلي!
عبد الكريم الطويان
ü الهزيمة المفاجئة للغزاة تُعرضهم لانسحاب سريع غير منظم، يتركون فيه خيامهم ومؤونتهم ومواشيهم، ويتشردون.. أعمارهم على خيولهم الجرد، وقد ركب ظهورهم أعداؤهم العطشى الى دمائهم نكاية ونكالا بهم وثأرا منهم، وإيلاما لهم حتى لا يفكروا بتجديد الغزو!
العرب في عصورهم المتأخرة يسمون هذه الهزيمة «الدبيلة» وفي هذه الحالة تنشأ الحاجة الى صورة من صور البطولات التي يفخر بها الفرسان العرب، ألا وهي حماية التالي، والمنقطع وصاحب الفرس «الردية» و«الونية» هذا الفارس الذي يحمي مؤخرة المنهزمين ويذب عنهم طلائع فرسان العدو الذين ركبوا مؤخرتهم، هو صاحب القدح المعلى في الفروسية والصيت:


« الى قيل وين فلان وفلان وفلان
تطابحوا حمايهن بالدبيلة»!

ينادون بأسمائهم في هذه الظروف الحرجة والصعبة، فهم مشهورون مدربون، أقوياء رجال المهمات الصعبة لا يهابون الموت، انهم:
«فكاكة التالي الى ذلهب الريق»!
تراثنا الشعبي بشقيه المدون والشفوي مليء بأسماء الرجال الذين اتصفوا بهذه الصفة:


«تلفي مهلهل ساكن ملح ونطاع
زبن الحصان الدوبلي كان خِلِّي
تلقاه باولهم الى صار فزاع
وان أدبروا دايم خلاف المتلي»

هذا «محمد بن فهيد» مؤسس «عين ابن فهيد» بالأسياح القصيم، يمدح شيخ عنزة، «مهلهل بن هذال» الذي بدأه بقصيدة اثنى فيها على كرم «ابن فهيد»:


«تلقى محمد باسفل السيح زراع
قرم الى جوه النشامى يهلي
الصيت لولا فاعل الجود ما شاع
ولا ساد في قوم بخيل مذلي»

فالكرم الخصلة المثلى لدى «ابن فهيد» لكن حماية المنهزم هي الخصلة المثلى لدى «ابن هذال» وكلاهما خصلتان يحصل فيهما انقاذ الانسان من الهلاك، وليس الفخر بحماية الضعيف المتأخر في أعقاب قومه المنهزمين، هي منقبة للمتأخرين فقط، بل هي موضع الرجولة والشجاعة المتناهية لدى العرب في نجدهم ونجدتهم منذ ان عرفوا حقوق حماية الدخيل والضعيف والجار، وهي خصال ومروءات تربوا عليها وجعلوها معايير لتقييم الرجولة ومعرفة الرجال الذين يستحقون التقديم في المكان والمكانة، لهم الفنجال الأول، والمجلس الاول، والمقال الأول، لأنهم حماة الضعيف، جبر المنكسر، ردء وزبن «الفرس الونية» التي أخرها عن الركب المنهزم ضعفها وهزالها، فأمسى راكبها لقمة سائغة للعدو المتعطش الى دماء أعدائه، في مثل هذه الحالة يظهر فارس من فرسان «نجد» راكان بن حثلين ليستحق مقالته:


خري وانا راكان «زبن الونية»
ما يشرب العقبات كود الهداني»!

بلاد قاسية، وأحداث أقسى، لكنها علمتهم كيف يكونون على مستوى الحدث!.
هذه المنقبة الاجتماعية لم تنقرض من مجتمعنا المعاصر، فلا زال في الناس اشخاص يحامون عن الضعيف واليتيم والعاجز والفقير، يقدمون حاجته على حاجتهم، وسؤاله على سؤالهم، وحمايته على حماية حقوقهم!
فالمجتمع المعاصر المنطلق نحو احتياجاته المادية الملحة التي تزداد ندرتها ويزداد بُعدها كلما تعددت وتكاثر السكان، من الطبيعي ان يتخلف في أعقابه الضعيف والفقير والعاجز واليتيم والمنكسر! في مثل هذه الظروف تظهر صورة الفارس القديم في مؤخرة الركب فتراها عيانا بيانا في واقع مجتمعنا المعاصر، فتتذكر الوصف المدهش «زبن الحصان الدوبلي كان خلي»!
üü الأخ العزيز عمر بن عبد الله الربيعان الشيحيه
وصلت رسالتك في وقتها، أشكرك على كل ما جاء فيها، في الطريق لك رسالة خاصة، وفقك الله.
بريدة ص ب 10278

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved