أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th March,2001 العدد:10395الطبعةالاولـي الخميس 20 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

بكَ يسعدُ العيد..!
د. فهد حمد المغلوث
هاهي ايام تمضي من العيد، وهاهي تتسارع، ومع ذلك يظل لهذا العيد نكهته، مازالت له اهميته لانه ببساطة مرتبط بشعيرة دينية هامة ألا وهي شعيرة الحج والتي لا يملك المرء في هذه الايام المباركة سوى ان يحمد الله سبحانه وتعالى على مامنَّ به على المسلمين ومن الحجاج من اداء واكتمال هذه الشعيرة بيسر وسهولة بفضل الله ثم بفضل هذه الخدمات الجبارة والتسهيلات الكبيرة التي وفرتها الدولة من واقع احساسها الصادق والعميق بمسؤولياتها العظيمة عن هذه الشعيرة الهامة.
ونحن اذ نهنئ انفسنا بنجاح هذا الحج لهذا العام لنبارك لولاة الامر على سلامة حج هذا العام وخلوه من الامراض وندعو الله ان يديم علينا نعمة خدمة المسلمين ونعمة الامن والاستقرار.
نعم هذا هو العيد، فهل هو نفسه العيد السابق؟ ربما كان كذلك لدى البعض من الناحية الاسمية ولكن هل هو كذلك من حيث الفرحة به؟! اقصد هل هناك من تغيير فيه؟ وان كان كذلك، فأي نوع من التعبير؟ هل هو جميل أم غير ذلك؟هل تستطيع ان تجلس مع نفسك ولو للحظات قليلة وتكتشف نقاط الفرق بين هذا العيد وسابقه؟! أرجوك لا تستعجل المواقف السلبية فقط ابحث في الاشياء الحلوة وسوف تراها.
ألا يكفي هذا العيد جمالاً اننا التقينا فيه باعز الناس الى قلوبنا؟ او على الاقل سمعنا صوتهم ولو من بعيد وأطمأننا عليهم وسعدنا انهم بخير؟ ألا يكفي اننا عرفناهم بحقيقة مشاعرنا نحوهم واننا لم ننسهم ولم يغيبوا عن ذاكرتنا؟ ألا يكفي اننا من خلال هذا العيد عرفنا اين هم وسبب غيابهم عنّا وأحوالهم الصحية ليس فقط لنرسل لهم باقة ورد جميل وهم على الاسرة البيضاء بل لكي نصحبها بدعوات صادقة من القلب بأن يعودوا لنا كما كانوا في كامل صحتهم ونشاطهم؟ ألا يكفي هذا العيد جمالاً ان نصحح مفاهيمنا في الكثير من الامور القاصرة التي كنا غير محقين فيها وان نكون اكثر وعياً وتفهماً لما يدور حولنا؟ لاشك ان مفهوم العيد ومعناه يختلف من شخص لآخر بفعل العديد من المتغيرات المحيطة منها المكان والوقت والظروف وغيرها ولكننا حتما حينما نبحث عن الاشياء الجميلة في العيد سوف نجدها ولكن السؤال هل يكفي ان نجدها ام ان نستمتع بها؟ واذا استمتعنا بها، فكيف نستطيع ان نُطيل امد هذا الاستمتاع وان نوظفه لصالحنا وصالح من نُحب؟ من صخب الحياة وضوضاء المدنية ومشاغل الدنيا المتراكمة المتزايدة التي لا تنتهي؟ كيف.
اشياء كثيرة وكثيرة جدا يمكن ان نضيفها لجمال العيد لان الجمال وحدة متكاملة، رؤية شاملة حلقة متصلة.
انظر ان شئت الى زرقة البحر الهادئة حينما تمتزج بخضرة الطبيعة من حولها المترامية على اطراف شواطئ البحر. انظر ان شئت لهذه الطبيعة الغنّاء زرقة البحر وخضرة الشاطئ من مكان عال او من شُرفة مطلة من فندق عال مجاور لهذه الطبيعة، كيف تجدها؟ كيف تنظر اليها؟ هل تكتفي بالنظر اليها من بعيد؟ من تلك الاجواء العالية؟ ام انك تود الترجل من هذا المكان العالي والنزول الى حيث الطبيعة والسير على ارضها حيث الرمال اللازوردية الناعمة والقدمان حافيتان تداعبان ذرات الرمل الناعمة؟
هل تكتفي بالسير بمحاذاة الشاطئ، ام تدخل قليلاً للبحر لتجمع بيديك بعض الاصداف المائية وتبحث عما بداخلها من اسرار كونية لتكتشف بنفسه ان هناك مكنونات كثيرة واسراراً عجيبة مازالت بحاجة لكثير من الاجابات الشافية.
بل ما رأيك وانت في تلك الاجواء العيدية بجانب زرقة البحر وخضرة الشاطئ ما بالك بنسائم البحر الخفيفة تلفح وجنتيك، وانت جالس باسترخاء مغمض عينيك؟ تفكر فقط في البعد عن الضوضاء والتفكير في اللاشيء، فقط لتعيش لخطاتك الحلوة فقط لتنعم بهذا العيد؟ لابد وان تشكل لك تلك الاجواء معاني رائعة، لابد وان تُجبرك على ان تكون ملهماً، ان تكون شاعراً! لابد ان توحي لك باشياء ستظل عالقة في ذهنك لا يمحو ذكراها مرور السنين او مشاغل الحياة لانها شيء مختلف ليس ككل المناسبات التي عشتها!
هكذا هو العيد حينما نقضيه في اجواء رائعة مع الاحبة، مع الضحكات البريئة والقفشات الحلوة واسترجاع المواقف اللطيفة التي تجعلنا نضحك بصدق ونتحدث بعفوية دون الاحساس برقيب ودون الحاجة لتصنّع او استخدام اقنعة زائفة لا تلبث ان تزول مع اول موقف حقيقي يحدث لنا مع الآخرين! هكذا هو العيد حينما نحاول ان نخرج من قوقعتنا وعندما ننزل من برجنا العاجي وعندما نحاول ان ندرك تماماً ان هناك متسعاً كبيراً للكل في هذه الحياة، وحينما نعي ان الحياة تعاون على الخير وبذل في العطاء وتسامح وعفو. نعم هكذا هو العيد سوف نشعر بقيمته اكثر حينما نتهادى فيه بكل عفوية وبساطة وحينما نشارك الاطفال فرحتهم به. وحينا نؤكد من خلاله لاولئك الذين تبعدنا عنهم مسافات مكانية بعيدة، بأن معهم ولهم لم ولن نساهم لان العيد يولد شوقاً والشوق يزيد من عمق المحبة والمحبة تقرب القلوب والقلوب حينما تسعد سوف تنظر للعيد وللحياة بمنظار اكثر جمالا وشفافية.
جعل الله ايامنا وايامكم كلها اعياداً وكل عام وانتم بخير ولمن قضوا حجهم هذا العام نقول حجا مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً. ولا تنس كونك الصدق والصفاء والامل بك يسعد العيد.
همسة
حتى وان انتهى العيد!/وان مضت ايامه!
فماذا يعني ذلك؟!/هل تنتهي فرحتي بنهايته؟!
هل سيقلُّ اهتمامي لغيابه؟!/ابداً..
لا شيء من هذا سيكون!/سيظل العيد هو انت
لن يتغير فيه شيء!/لن ينقص فيه شيء!
üüü
فانا حتى هذه اللحظة/مازلت اعيشه..
بكل نقاوته/مازلت اتذوقه
بكل حلاوته
üüü
لِمَ لا../وانت مازلت ترافقني إياه!
تشاركني لحظاته!/حتى وان سافرت!
حتى وان رحلت بعيداً!/عن ارض الوطن..
عن ذكرياتي الحلوة..
üüü
حتى وان جبت الآفاق../هنا وهناك!
فهذا لا يعني نسيانك../لا يعني التخلي عن ثوبي!
عن اصلي!/عن أي قطعة من قماشي!
عن أي رائحة من تراثي!/عن أصالتي وناسي!
عن مشاعري واحساسي/لِمَ لا..
وانت الوطن../الذي انتمي اليه..
انت البيت../الذين احنُّ اليه..
انت الحب../الباقي في قلبي باذن الله..
مهما بُعدتُ عنك../مهما فرقت بنا الايام..
ومهما عاندتنا الظروف..
üüü
أرأيت بنفسك../كم هو جميل هذا العيد..
حينما يكون برفقتك؟/حينما يعني صحبتك؟
حينما يكون الصفاء../هو عنواننا؟
حينما يكون الصدق../هو شعارنا؟
وحينما يكون الخير../هو دأبنا وديدننا؟
أينما كنا ومع من كنا؟
üüü
أرأيت بنفسك../كم هي حلوة الحياة..
حينما تكون قلوبنا../بيضاء.. ناصعة..
خالية من كل حقد؟/حينما تكون نفوسنا..
قانعة..راضية.../مكتفية بما قسمه الله لها؟
üüü
هل عرفت الآن/هل تأكدت بنفسك..
لِمَ انا سعيد؟/لِمَ اشعر دوماًَ..
بالحيوية والتجديد؟/لانني وجدت ما اريد..
وربما أكثر ويزيد../لانني وجدتك..
يا أجمل وأروع عيد!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved