أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th March,2001 العدد:10396الطبعةالاولـي الجمعة 21 ,ذو الحجة 1421

أفاق اسلامية

ظواهر أُحذرها الشباب
ظاهرة إيذاء الآخرين )9(
الشيخ عبيد بن عساف الطوياوي*
الإيذاء للآخرين، ظاهرة سيئة، توجد عند بعض الشباب، وبخاصة عند من قل حظه من الدين والتربية، ولها صور عدة، منها ما يفعله بعضهم من عبث في منافع المسلمين العامة كالحدائق ونحوها، ومنها ما يفعله بعضهم من تشويه لجدران المباني وكذلك المساجد والمرافق المهمة بكتابة ما يندى له الجبين، من عبارات ساقطة، تدل على سفهه وجهله وخفة عقله، وكما قيل: الجدران الواح المجانين، ومنها ما يفعله بعضهم من تضييق على المسلمين في طرقاتهم، بوقوف او تفحيط، او حتى جلوس، ومنها وهو اخطرها التعدي على الآخرين بالضرب او الشتم ونحوهما، وغير ذلك مما يتأذى به المسلمون في مجتمعاتهم الآمنة، واذية المسلم، مهما كان نوعها، ومهما كانت صورتها، من الامور المحرمة، التي جاء الدين بالتحذير منها، وبالامر بالبعد عنها، والادلة على ذلك كثيرة، منها: انه جعل السلامة من هذه الظاهرة دليلا على كمال الايمان، وعلامة لافضل الاسلام. فقد جاء في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره..» وجاء في الحديث عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه أنه قال: قالوا يا رسول الله: اي الاسلام افضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده». والحديثان رواهما البخاري ومسلم.
وقد تأملت واقع بعض الشباب، وبخاصة من عرف بهذه الظاهرة السيئة، وسألت نفسي، من هو قدوته في ذلك؟ فوجدت ان من جعل الايذاء شعارا له، ومنهجا في حياته، ليس له قدوة وشبه الا بعض الحيوانات وبعض الدواب، التي جبلت على الايذاء، وصار عادة لها وطبعا ومن تشبه بقوم فهو منهم فبعض الحيوانات وكذلك بعض الدواب، يكون الايذاء لها طبيعة ثابتة، فالعقرب مثلا تلدغ، وهذا الامر مألوف منها، معروف عنها، وكذلك الثعبان، بل من الحيوانات، من يؤذي حتى في الرائحة، فتجده عندما يريد ايذاء غيره، يبعث رائحة كريهة، تنتشر في جوه المحيط به، ولكن هذه الحيوانات وتلك الدواب، قد يصدر منها الايذاء لحماية نفسها، ودفع الضرر عنها، ولكن ماهي الفائدة التي يجنيها من لطخ جدران المسلمين بالكتابات السيئة؟ ومن عبث في منافع المسلمين العامة؟.. لا فائدة!!
ان المؤذي سوف يجد جزاءه لا محالة عاجلا او آجلا، ومن ذلك المقت والكره من الله، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «لا يتناجى اثنان دون واحد فإن ذلك يؤذي المؤمن، والله عز وجل يكره أذى المؤمن». وليبشر بالبغض من عباد الله، وليتذكر من تسول له نفسه ايذاء غيره، عواقب الايذاء الوخيمة، فكم جرت هذه الظاهرة من ويلات وويلات، وكم تسببت في آهات وآهات، فقد يجر نفسه لأمور لا تحمد عقباها، وقد حدث! اسأل الله السلامة، فلتحذروا معشر الشباب، فورب الكعبة اني لكم ناصح، وبكم مشفق.
* إمام جامع الخلف بحي صلاح الدين بمدينة حائل

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved