أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 18th March,2001 العدد:10398الطبعةالاولـي الأحد 23 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

نوافذ
أميمة الخميس
المتثيقفون
على الرغم من النجومية والأضواء التي يتمتع بها أهل الفن والغناء في العالم العربي، لكنهم على الغالب لا يستطيعون الانعتاق من تلك النظرة الدونية التي تفهرسهم ضمن اطار من اللهو والعبث واضاعة الأوقات بل واثارة الغرائز، وما هنالك من تهم معبأة بإرث وافر يتقاطع مع الفن بقيمه السامية والنبيلة، فلا أحد يستطيع ان ينكر ان الفنون في العالم العربي «وبتفاوت في الأمكنة» ما برح ينظر لها بعين الشك والحذر، ذلك الشك والحذر يؤطر اصحابه في اطار ضيق من الصعب ان يتجاوزوه، ولربما يتدخل في هذا أمور كثيرة تتعلق بطبيعة المجتمعات العربية وعلاقتها مع الفنون على وجه العموم كهامش ثانوي يخص البسطاء والعامة!!
وعدا اسماء قليلة ومحددة استطاعت ان تحظى باجماع شبه عام والا فالبقية تظل تتراوح في مساحات الشك والحذر والريبة السابقين، ومن الأساليب التي وظفها الكثير من أهل المغنى للحصول على المباركة والقبول لدى طبقة «الانتلجينسيا» على وجه المثال، هو تجاوز لغة الشارع اليومية البسيطة التي توظف في ترويج لواعج الحب والشوق المبتذلة والمكررة، وتوسل قصائد «نزار قباني» كدرجة توصلهم الى بوابة الرضى!! ومن ثم تحولت قصائد «قباني» الى بطاقة استعطاف يبثونها لكي يندرجوا ضمن المغنين اصحاب الوعي والتوجه، اي «موضة» يركب تيارها الكثيرون، تماما كتلك الموضة التي حولت مشهد استشهاد محمد الدرة الى موضة يغني عنها الجميع حتى اكثر المغنيات ابتذالا وتراقصا!!
وعلى وجه العموم يبقى الفنانون من مغنين وأهل الدراما، «على الغالب» مغيبين عن الفعل الفني الجاد والملتزم، مما يحدو بهم الى توسل بطولات شعبية واجتماعية عبر الفرقعات الاعلامية التي تبرز بين حين وآخر ولا تخدم الجماعة بقدر ما تخدم اصحابها وتستجلب لهم المزيد من الأضواء وآخرها، «موضة» الذهاب الى بلاط «صدام حسين» لأن جميع العالم عندها سيراهم وسيتابعهم بداخل الشاشات.
وان كانت ورقة «اطفال العراق» توظف في هذا المجال، والحصار والفقر، فان اولئك الفنانين انفسهم ينساقون من حين وصولهم الى مطار «بغداد» للحصول على المباركة من يد صدام الملطخة بدماء الملايين من أبناء ذلك الشعب المنكوب، وتظهر وسائل الاعلام أولئك الفنانين الذين اعتمروا قلنسوة الثورية المؤقتة، في حالة انبهار وخشوع، وهم في حضرة أقسى رموز الديكتاتورية والظلم.
ويهمش أطفال العراق، ويخرجون خارج اطار الصورة، ويبقى تحت الأضواء والإعلام، فنانون يستعطفون للحصول على بطولة شعبية مغيبة ومزعومة، ومجرم حرب من أفخر طراز يرتدي ثوب الضحية ويشد شدقيه الشبعانين بابتسامه، وبعيدا عن الأضواء يجوع ويعري أطفال العراق.
***
* الاستاذ خلف العتيبي «الولايات المتحدة»
شكرا على كلماتك المؤثرة، وأعتقد ان هذا جل ما يصبو اليه الكاتب الذي يأمل ان يقدم رسالة او هدفاً.
email:omaimakhamis@YAHOO.COM


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved