| وَرّاق الجزيرة
الحافظ ابن كثير، اسماعيل بن عمر الدمشقي الشافعي )ت 774ه( من كبار علماء عصره، برع في فنون كثيرة كالتفسير و الحديث والفقه والتاريخ، وله مصنفات عديدة تدل على ذلك، مع صفاء عقيدته، وسلامة مشربه.
وتفسيره للقرآن العظيم، من اهم التفاسير الاثرية، مع وجازة لفظه وشمول معانيه، وقد جعل الله له قبولا عظيما بين الناس، خاصة وعامة.
وعلى كثرة طبعاته وتعددها، وتعدد ناشريها ومحققيها، لا تكاد ترى طبعة سالمة من النقص والسقط والتحريف والتصحيف، لاعتماد غالب تلك الطبعات على بعضها، مع ما يزيده الطابع المتأخر من اغلاط لم تأت عند المتقدم.
وقد شعر بهذا الاستاذ سامي بن محمد السلامة، فسعى لتحقيق واخراج هذا الكتاب اخراجاً علمياً سليماً، وتم له مقصده كما يذكر هو فطبعه في ثمانية مجلدات كبار عام )1418ه( ونشرته دار طيبة بالرياض. يقول المحقق المذكور في اول تحقيقه للكتاب السابق )1/9(: )وكنت منذ خمس سنوات قد بدأت العمل على تحقيق هذا الكتاب، بجمع مخطوطاته، وتوثيق نصوصه، واصلاح ما وقع في طبعاته السابقة من تحريف ونقص، حتى خرج في هيئة احسب انها اقرب ما تكون الى ما اراده المصنف رحمه الله إه. الا انه التمس العذر من اخوانه ان وقفوا على زلل او خطأ وقال:)فمثل هذا العمل الكبير، لابد ان تظهر فيه بعض الاخطاء المطبعية، والاوهام اليسيرة( له.
وله الحق في التماس العذر عند وجود بعض الأخطاء المطبعية والأوهام اليسيرة كما نص هو ولا يسلم منها كتاب. إلا أنّ الناظر في طبعته هذه، يجد أن الخلل غير يسير، والوهم كبير
وسبب تنبيهي هذا: أن المحقق السابق، قد نقد في أول تحقيقه للكتاب المذكور طبعات تفسير ابن كثير، بل قد قال عن إحدى طبعاته )1/9(: )وقد سدت هذه الطبعة فراغاً آنذاك ولكن يتعين بعد اليوم، عدم اعتمادها في دراسة أو قراءة، لكثرة ما فيها من السقط والأوهام( ؟؟ فجعل طبعته أصح وأتم النسخ المطبوعة وأقومها، مع ما فيها من خلل يجعل كثيراً من الطبعات أفضل منها وأكمل.
وأنا أورد هنا جدولاً لأسقاط طبعة السلامة، من أول تفسير الفاتحة إلى الآية )24( من سورة البقرة، وهي أسقاط كثيرة، بل منها أسقاط مهمة جداً. واستدركت هذه الأسقاط، من طبعة الدكتور محمد إبراهيم البَنّا، التي نشرتها دار ابن حزم البيروتية، مصححة عام )1419ه( لاعتماد الدكتور البَنّا في تحقيقه على نسخة الحرم المكي الخطية، وهي نسخة اعتمدها السلامة في تحقيقه أيضا! فالعمود الأول لرقم الصفحة في طبعة السلامة، والثاني لبيان عدد الأسطر الساقطة، والثالث لبيان مكان السقط، والرابع لرقم الصفحة في طبعة البَنّا، وإليك هو:
هذه اسقاط مائة صفحة فقط من تحقيق الاستاذ السلامة من )101 202( مما يجعل الكتاب محتاجاً الى اعادة نظر محققه فيه.
ثانياً: ذكر المحقق السلامة في تحقيقه اول النسخ التي اعتمد عليها في التحقيق، النسخة الازهرية، وجعلها الاصل، ثم وصفها بذكر تاريخ نسخها، وعدد اوراقها، ورقم حفظها وغير ذلك، مع انها نسخة كما ذكر هو لم يقف عليها، ولم تصور له ولم يرها مع محاولته ذلك. الا انه عمد الى طبعة )الشعب( المصرية لتفسير ابن كثير، وهي طبعة معتمدة على تلك النسخة، فأقامها مقام النسخة الازهرية، وعلل ذلك بجودة عمل محققيها في مقابلتها وضبط نصها، وهذا امر لا يصح له بحال ابداً، بل لو كانت طبعة )الشعب( نسخة خطية قديمة، مقابلة على النسخة الازهرية ومصححة، لما جاز للواقف على هذه النسخة الاخيرة، ان يزعم انه وقف على النسخة الازهرية، او نقل منها، فكيف بطبعة يعتريها ما يعتري بقية المطبوعات؟!!
ولو جعل طبعة )الشعب( اصل كتابه لا )الازهرية( ثم ذكر انها مقابلة على النسخة )الازهرية( لكن اقرب واولى.
ثالثاً: فرَّق المحقق نسخة الحرم المكي لهذا التفسير وهي نسخة ملفقة المحفوظة برقم )91( فرقها الى اربع نسخ استكثاراً.
رابعاً: جعل المحقق طبعة دار الراية لتفسير ابن كثير، بتحقيق الشيخ مقبل الوادعي احدى نسخة المعتمدة في التحقيق، مع انها طبعة!! وقد ذكر هو )1/39( انها طبعة معتمدة على ماسبقها من الطبعات، والاخطاء فيها كثيرة جداً حسب قوله. زد على ذلك ان الشيخ الوادعي لم يحققها كلها، بل حقق جزءا منها وحقق الباقي آخرون بتقديمه.
خامساً: التزم المحقق اول تحقيقه )1/42( بضبط الاسماء والكنى والانساب التي يحتاج اليها، وشرح بعض المفردات الغريبة، وقد تخلف هذا كثيراً، وهو لا يهمني في مقالي هذا.
سادساً: ذكر المحقق اول تحقيقه )1/7573( اسانيده الى الحافظ ابن كثير، وذكر ثلاثة عشر اسناداً، عن شيخين له، وهذه الاسانيد مع نزولها، فيها اسقاط واغلاط، وفي بعضها الرواية بالاجازة العامة لاهل العصر، وهي نوع ُمطَّرَحٌ عند كثير من اهل العلم، ولا حاجة للرواية بمثلها.
وأَنَزلُ إسناد ذكره المحقق فيه ثماني عشرة واسطة، واعلاها فيه احدى عشرة واسطة، الا انه لا يصح، فيه راويان رَوَيا بالاجازة العامة لاهل العصر وحالها كما سبق.
كما ان المحقق المذكور، روى عن هذين الشيخين تفسير ابن كثير من طريق جملة من مشايخهما، بعضهم مازال حياً الى الآن، فلو اخذ عنهم مباشرة لعلا اسناده درجة، وطلب العلوسنة.
وقد وقع لي تفسير ابن كثير بأسانيد منها: اسنادان صحيحان عاليان، مسلسلان بالشافعية، ورجاله اعلام كبار، بثنتي عشرة واسطة:
فأرويه عن الشيخ احمد نصيب المحاميد رحمه الله عن بدر الدين بن يوسف الحسني الدمشقي )ت 1354ه( عن ابراهيم بن علي بن حسن السعَّا )ت1298ه( عن ثعيلب بن سالم الغشني الازهري )ت 1239ه( عن احمد بن حسن الجوهري الازهري)ت1181ه( واحمد بن عبدالفتاح المجيري الملوي )ت1182ه( كلاهما عن عبدالله بن سالم البصْري المكي )ت1134ه( عن ابراهيم بن حسن الكوراني المدني )ت 1101ه( عن النجم محمد بن البدر محمد بن رحني الدين الغزي العامري الدمشقي )ت 1061ه( عن ابيه )ت 984ه( عن زكريا بن محمد الانصاري المصري )ت 926ه( عن الحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني ا لمصري )ت 852ه( عن الجلال عبدالرحمن بن عمر بن رسلان البُلقيني المصري )ت 824ه( عن الحافظ ابن كثير )ت 774ه( وهو شافعي ايضاً، ولذلك سلسلته بالشافعية )ح(.
ومثله يرويه ثعيلب الغشني ايضاً عن محمد بن سالم الحفني الازهري )ت 1181ه( عن ابي حامد بن محمد البديري الدمياطي )ت 1140ه( عن ابراهيم الكوراني بسنده السابق. رحمهم الله جميعاً.
واختم مقالي هذا، شاكراً سامي السلامة على جهده، وطالباً منه فضلاً ان يراجع عمله هذا، ويقابله ثانية، عله ان يستدرك مافاته فيه، ويخرج الكتاب بوضع اسلم، وابى الله ان يكمُل كتاب الا كتابه، والعبرة بقلة الخطأ وندرته لا انعدامه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
السلامة عدد الاسطر الساقطة مكان السقط البنا
121 3 بعد السطر الثالث 145
124 1 بعد السطر الثامن من الاسفل 149
126 5 بعد السطر السابع 150
133 11 بعد السطر الثالث 156
133 5 بعد السطر الخامس 156
133 5 كلمات بعد السطر الثامن 156
133 14 كلمة اثناء السطر العاشر 156
134 11 بعد السطر الخامس عشر 157
139 4 آخر الصفحة 162
143 16 قبل بداية الفصل الجديد 166
147 5 كلمات اثناء السطر السادس 168
151 3 بعد السطر الثاني 170
155 2 اثناء السطر العاشر 174
155 3 اثناء السطر الاول في الفصل الجديد 174
160 3 بعد السطر الثالث 180
162 5 بعد السطر الثامن 180
164 8 بعد السطر السادس 182
165 4 بعد السطر السادس عشر 184
174 12 بعد السطر الرابع من الاسفل 192
180 13 بعد السطر التاسع 197
184 4 بعد السطر الثالث من الاسفل 201
199 4 اثناء السطر الرابع عشر 213
arraihi@ayna.com*
|
|
|
|
|