أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th March,2001 العدد:10399الطبعةالاولـي الأثنين 24 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

الخط الساخن
يبكون على الحجارة ..؟!
صالح بن سليمان الحناكي
ما بين فينة واخرى تأتي المواقف والأحداث لتفضح الضغينة والعنصرية التي ينظر بها العالم الغربي وتوابعه الى الدين الاسلامي واتباعه.
ابداً لا يتوانى هذا العالم الغربي او الشرقي .. هذا العالم «المتحضر» علميا وصناعيا و«المحتضر» اخلاقيا وانسانيا .. عن الافصاح عن عداوته الدائمة للاسلام وعن عدم احترامه لتعاليمه ومبادئة.
فتأتي الآن القضية التي يتردد صداها عالميا.. وهي قضية تمثالي بوذا في افغانستان .. وهما التمثالان اللذان ذكرهما ياقوت الحموي في كتابه «معجم البلدان» .. وقال عنهما .. وفي باميان صنمان عظيمان يسمى احدهما «سرخبد» والآخر «خنكبد».
وقد انكر ابراهيم عليه السلام على قومه عبادتهم لمثل هذه التماثيل ففي الآية الكريمة «إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون»..
وتماثيل بوذا يعظمها ويقدسها البوذيون ويعبدونها .. لانهم يرفعون بوذا الى مرتبة الالوهية .. ويزعمون انه ابن الاله .. «تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً»..وعدم تحطيم تلك الأوثان في العصور الاسلامية القديمة ليس حجة لمن اعترض على تحطيمها.. لأن هذين التمثالين الضخمين جدا ليس من السهل تدميرهما حتى بالوسائل الحديثة .. كما ان تماثيل بوذا الموجودة الآن في المتاحف كان معظمها في ذلك الوقت مدفون في مواقعها الأثرية.. ولم يتم اكتشافها واستخراجها من باطن الأرض الا في القرون المتأخرة..والآن .. هاج وماج هذا العالم المتحضر! محذرا من مغبة تحطيم هذين التمثالين . بحجة انهما من الفن العالمي والتراث الانساني الخالد..!!حسنا .. لقد انتهت كل مشاكل الدنيا وحروبها ومآسيها وعاش العالم اجمع في وئام وسلام ورغد عيش .. ولن يكدر على هذا العالم السعيد عيشه الرغيد الا تحطيم هذين الحجرين..!اذا كانوا يتعذرون بكونهما من التراث الانساني القديم .. فلماذا لم نر هذه الاحتجاجات الصاخبة عندما قام حثالة الهندوس وعباد البقر باعتلاء المسجد «البابري» التاريخي والتحفة المعمارية .. وقاموا بتدميره «حجر .. حجر» .. تحت انظار وسائل الاعلام العالمية .. والعالم المتحضر لا يحرك ساكنا ؟!!..أين الاتحاد الاوروبي واين دول مجموعة الثمانية وأين الامم المتحدة ومنظمة التربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» .. الذين يهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور في حالة هدم هذين الصنمين البوذيين ..؟! اينهم عما حدث ل «البابري»..
واين هذا الصياح والعويل عندما هدم الصرب الأوباش المئات من مساجد البوسنة الأثرية والمعالم الاسلامية التراثية القديمة.
والآن ها هم اليهود الأوغاد يقومون بالحفر تحت المسجد الاقصى المبارك .. ويتعرض المسجد التاريخي لانهيار واصحاب الفن الانساني الخالد «لا حس ولا خبر»..!! وهذه حكومة الهند الهندوسية تصف قرار تحطيم التمثالين .. بانه قرار همجي ومتخلف!.. وهي الحكومة التي خططت وحرضت على هدم المسجد البابري.. ومنذ عدة اشهر وقوات الاحتلال الصهيوني تقتل وتريق دماء الأطفال الفلسطينيين ..
ومر الآن ما يقارب العامين على اجتياح قوات الاحتلال الروسي للأراضي الشيشانية .. وما زالت تعيث فيها فسادا ودمارا وترتكب المجازر وتهلك الحرث والنسل ..! ولم يجد هذا العالم المنافق دموعا يسفحها او كلمات يشجب بها اراقة دماء البشر لانها دماء مسلمة ..! لكنه يجيد البكاء وسفح الدموع على مجموعة من الحجارة والصخور ..!!..
تبا لك .. ايها العالم المنافق والمخادع .. الذي كلما «تحضر» ماديا .. «احتضر» انسانيا ..
والله لو سلخوا جلود المسلمين جميعا وصنعوا منها احذيتهم لما رضوا عنهم .. وقد قال تعالى «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»..
استدراك
استدراكا على احد مقالاتي السابقة .. وهي مقالة «ولو سكنوا القمر» .. فإن الاستنجاء ليس من شروط صحة الوضوء حيث يجزىء عنه الاستجمار.. ولله الحمد
alhenaky@yahoo.com
ص ب 84729 الرياض 1681

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved