أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th March,2001 العدد:10400الطبعةالاولـي الثلاثاء 25 ,ذو الحجة 1421

الثقافية

لافتة
تركنا في العراء..؟!
عبد الحفيظ الشمري
نمر في تجربة السرد.. قصة ورواية في آخر مراحلها «الثانية».. وأقول «هنا» اننا في المرحلة الثانية لأن هناك.. قبل عقد ونصف تجربة اولى من الابداع القصصي الوافر.. والروائي النادر.. فما يميز هذه المرحلة التي قد نقول عنها «ابداعات الثمانينات» انها مرحلة حظيت بالوهج الاعلامي، والنقد الأدبي الحاشد الذي اسبغ عليها من كرم عطائه.. ومن بذخ رؤاه ماجعله لامعا.
لكن هذا اللمعان وللأسف غير الشديد اصبح وقتيا.. وعابرا مثل هذه الاعمال.. ذهب البريق والتطبيل واخذ معه تلك التجارب غير الجادة.. فلا نأسف على ما هو رديء ومتهالك.
ولتلك التجربة «الأولى» تياران ما زالا يمدان جسور التواصل مع المشهد الثقافي يتجسد الاول في قلة من ارباب تلك المرحلة الابداعية الذين تواصلوا مع الابداع بشكل واع ومدروس.. ولم يلتفتوا كثيرا الى تلك الهالات والاغراءات واللعب اللامع باسم الثقافة.. بل انهم ربما همشوا كثيرا لانهم لم يكونوا تحت أيدي تلك «الشلة» .. وذلك التجمع الليلي الباذخ.. انني استثني من عالم الموتى ابداعيا.. د. حسن النعمي، خالد اليوسف، عبد العزيز الصقعبي، احمد الدويحي.. ولي ان أثني ثناء موصولا على قدرات ابراهيم الحميدان، وحسين علي حسين، وشريفة الشملان، وعبد العزيز مشري رحمه الله الذين امتدت عطاءاتهم قبل مرحلتي السرد الأولى والثانية.
أما وان تحدثت عن هذه المرحلة التي نعيش تفاصيلها اليوم.. وربما لأيام قادمة.. فانها تتجسد كرؤية بعدة أمور أهمها:
* كثرة الكتاب.
* غزارة الانتاج.
* غياب الأضواء.
* حضور الرواية.
واختصر هذه النقاط بأمر مهم هو التأكيد على ان مرحلة النضج والوعي هي ما نعيشه الآن.. لكن أين السند، والمعاضد الذي يخلق من هذه المرحلة صورة زاهية لأدبنا المحلي؟
الأسماء لا غبار عليها.. وغزارة الانتاج تجسدها المجموعات القصصية والأعمال الروائية التي نراها في فترات متقاربة.. اعمال تستحق الاهتمام بصرف النظر عن مؤلفيها.. لكن هناك من يتجاهل هذه الابداعات والطروحات الجادة والمتميزة بل ان هناك من يضعنا في العراء ويهيل علينا قراء وكتابا تراب النسيان.. ولي ان افخر بما يقدمه الدويحي والجراد، وفاطمة منسي، وعبد الرحمن الدرعان، وفالح العنزي، وجعفر الجشي، والمصبح، والجاسم، والخضري، وآخرون.. ولي ان اتساءل عن اسماء ما زالت تتمتع بشيء من ذلك البريق الذي خلقته حاجة المرحلة وندرة الاسماء النسائية على وجه الخصوص.. وقلة الأعمال الروائية ايضا.
واعجب من أمر يثير الغرابة فعلا يتمثل في تلميع بعض الأسماء واحيائها في كل عمل توثيقي جديد يعرف بأدبنا المحلي.. ليجتهد منصور الحازمي وعزت خطاب، وبكر باقادر ولجان اكاديمية قديمة في تقديم محمد حسن عواد، ومحمود المشهدي، واحمد عبد الغفور عطار وعزيز ضياء، وأحمد السباعي رحمهم الله جميعا الى المشهد الثقافي رموزا وامثلة حية لأدبنا المحلي لقد مات هؤلاء واشبعت أعمالهم دراسة وبحثا فالى متى نجعلهم هم المثال الحي على تجربتنا الأدبية في المملكة.
لماذا ترمى ابداعات جيل المرحلة...؟... يا لهذه«اللماذا» لقد اشبعنا هما وغما لفرط ما نرى من غياب للمشروع الأدبي الجاد.. وحضور للنمطية.. والعبثية والتسلية.. وضجر الكسالى والمحبطين.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved