أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th March,2001 العدد:10400الطبعةالاولـي الثلاثاء 25 ,ذو الحجة 1421

محليــات

مستعجل
الحمى القلاعية.. درس لصحفيينا..!
عبدالرحمن بن سعد السماري
انتشرت «الحمى القلاعية» في أحدث وأطور وأرقى قارة في العالم.. إنها قارة أوروبا.. قارة الطب والتصنيع والتحضر والإنجاز العلمي.. قارة العقول والمخترعين.. ومع ذلك.. انتشرت هذه الحمى في أبرز بلدانها.. فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها.. ولم يقل أحد هناك أو هنا.. لماذا انتشر المرض.. ولم يهاجم أحد هناك وزير الصحة متهماً إياه بالتقصير أو التسبب في انتشار المرض.
üü استشرى المرض هناك.. وانتقل من بلد إلى آخر.. ومن مدينة إلى أخرى.. وأتلفت عشرات الآلاف من الماشية بمختلف أنواعها وفي أكثر من بلد.. ولم يهاجم أحد وزير الزراعة هناك.. لأن المرض انتشر في المزارع والحظائر.. أو وصل للثروة الحيوانية أو هددها.
** استشرى المرض هناك وتفاقم الوضع.. وانتقلت العدوى بين مدينة وأخرى.. وبلد وآخر.. ولم يهاجم أحد وزير البلديات أو الخدمات هناك.. لأن الفيروس أو المرض انتقل بهذه السرعة بين بلد وآخر ومدينة وأخرى.
** أما عندما حل فيروس اسمه «الوادي المتصدع» هنا.. وحوصر في منطقة وجوده.. تعرض وزراء وجهات لهجوم شرس من صحافتنا ومن إعلامنا.. واتهموا هؤلاء الوزراء بالتقصير والكسل والفوضى والخطأ.. وهوجم الوزراء علانية.. واتهموا باتهامات باطلة ومن صحافتنا مع الأسف.
üü حمى الوادي المتصدع.. تم السيطرة عليها في زمن قياسي.. وتم حصر المرض والتعامل معه بوعي وحضارية وكفاءة وقدرة لا مثيل لها.
** وتم محاصرته بسرعة غير مسبوقة.. وتضافرت الجهود وشكلت اللجان.. وزار منطقة وجوده.. هرم القيادة في هذا البلد.. ووقفوا بأنفسهم على المشكلة.. وعاشوا عدة أيام بين الأهالي هناك.. وعايشوا الوضع عن قرب.. بل أقام أكثر الوزراء هناك مدداً طويلة لترأس اللجان.. واللجان الفرعية وتم بالفعل السيطرة على الوضع ومحاصرة المرض ووضع حد له.
** ليت صحفيينا الذين تعجلوا وطاروا في العجة وهاجموا وزراءنا وجهاتنا المسؤولة.. ليتهم يهاجمون اليوم.. الوزراء الأوروبيين الذين لم تهاجمهم صحافتهم.. ولم تطلب منهم الاستقالة ولم تتهمهم بالتهرب والتلاعب والكسل والغفلة.. ولم تتهمهم بالكذب.. بل تعاطت مع هذا المرض بواقعية ومنطقية وساقت المعلومات والحقائق ونقلت المعلومة الدقيقة.. وتم بالفعل.. العمل على محاولة السيطرة على المرض بكل هدوء.
** ليت صحفيينا المحترمين الذين أوسعوا وزراءنا تجريحاً وهجوماً شرساً لا هوادة فيه..
üü ليتهم يأخذون درساً من الصحافة الأوروبية التي تفاعلت مع المرض كمرض يمكن أن يحل في أي بقعة من هذا الكون.. ويمكن أن ينتشر في كل مكان.
** وليت صحفيينا الذين لم يتركوا في قاموس الشتائم والتندر شيئاً إلا ذكروه.
üü ليتهم يستفيدون من المعالجة الإعلامية الأوروبية للحمى القلاعية.
** مشكلة صحفيينا.. أنهم تناسوا أن بلدنا من أفضل وأرقى بلدان العالم طبياً وصحياً.. ومن أفضل بلدان العالم في اتخاذ الإجراءات الوقائية.
** وهل تناسوا أن بلدنا يستضيف كل سنة أكثر من مليوني حاج من أكثر من 150 بلداً في العالم وبعضهم وافدون من مناطق موبوءة.. ومع ذلك.. لم يسجل بفضل الله أي مرض وبائي مع الحجاج.. ولم ينتشر أي مرض في المناطق المقدسة وكل هذا بفضل الله ثم نتيجة جهود الجهات المعنية.. وعلى رأسها وزارة الصحة..
** يبدو أن استشراء الحمى القلاعية في قارة النور والتحضر والتقدم العلمي.. وبهذا الشكل.. كان درساً قاسياً لصحفيينا الذين «طاروا في العجة» واتهموا وزراءنا وبلدنا بأوصاف نستحي من إعادتها.
و«يا زين الركادة».

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved