أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th March,2001 العدد:10400الطبعةالاولـي الثلاثاء 25 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

هذا هو السائد في كتابة ال)مائة(!
إطلالة على الاجتهاد وبعض الأحكام الشرعية
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد قرأت في مقالين للاستاذ عبدالله بن ادريس رأياً وتنازلاً عنه واعتذاراً واستغفاراً، الا انني اود تناول ما سماه )رأياً( اجتهد فيه ولا يعصمه فأقول:
اولاً: لا اجتهاد في موضع النص، فإن ما اجتهد فيه الاستاذ ابن ادريس ليس محلا للاجتهاد فهو نص محكم، والحكم فيه بيّن فهو سنة او مندوب ولا اجتهاد في موضع النص ولا بأس بشرح موجز:
الاجتهاد: هو استنباط الاحكام الشرعية من ادلتها التفصيلية والاحكام الشرعية نوعان: احكام تكليفية واحكام وضعية.
اما الاحكام التكليفية فهي:
- الفرض او )الواجب( وهو ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه مثل الصلوات المفروضة.
- ويقابله الحرام وهو ما يعاقب فاعله ويثاب تاركه مثل السرقة.
- المندوب او )السنة( وهو ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه وهو مثل الحكم الذي تعرض له الشيخ ابن ادريس في الحج ومثل السنن الرواتب في الصلاة.
- ويقابله المكروه وهو ما يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله مثل الالتفات في الصلاة.
- واخيراً المباح )او الجائز( وهو مالا يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه مثل كثير من الاعمال التي نعملها. وفي بعض المباحات اجر وثواب مثل قوله صلى الله عليه وسلم للفقراء "وفي بضع احدكم صدقة قالوا: يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له اجر؟ قال: نعم..ارأيت لو وضعها في حرام الا يكون له وزر، فكذلك لو وضعها في الحلال يكون له اجر" - او كما قال صلى الله عليه وسلم.
وهناك ثلاثة احكام تسمى الاحكام الوضعية وهي:
- السبب: ويعرفه علماء الاصول انه ما ينتج عن وجوده وجود وعن عدمه عدم مثل )نصاب الزكاة( فاذا وجد النصاب وجبت الزكاة وان عدم النصاب عدمت الزكاة، ومنه قالوا: ان الحكم يدور مع علته سببه وجوداً وعدما.
- الشرط: وهو ما ينتج عن عدمه عدم ولا ينتج من وجوده لا وجود ولا عدم مثل الطهارة فلا صلاة بلا طهارة، لكن قد يكون المرء طاهراً ولا يصلي.
- المانع وهو ما يحدث عن وجوده عدم ولا يحدث من عدمه وجود ولا عدم مثل موانع الارث. قال الناظم:


ويمنع المرءَ من الميراثِ
واحدةٌ من عللٍ ثلاثِ
رقٌّ وقتل واختلاف دينِ
فافهم فليس الشك كاليقينِ

فاذا قَتل من سيكون وارثا من سيورثه مُنع من الميراث كما قالوا: "من استعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
- والرق يمنع الميراث: فلا يرث الرقيق ولايُوَرِّث لان المملوك لايملِك.
- واختلاف الدين فلا يرث مسلم كافراً ولا يرث كافر مسلماً لان الصلات انقطعت، قال الله تعالى: "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانو ا آباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم، اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها، رضي الله عنهم ورضوا عنه، اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون".
واضاف بعضهم اختلاف الدارين قالوا لا يتوارث مسلمان احدهما في ديار الكفر والآخر في ديار الاسلام )وديار الكفر هي التي بينها وبين المسلمين حرب او هدنة(.
واخيراً لا يحق لكائن من كان ان يجتهد الا اذا توفرت فيه شروط معروفة لدى الاصوليين منها معرفة القرآن الكريم معرفة تامة بكل ما يمكن ومعرفة الحديث رواية ودراية واتقان اللغة العربية الى شروط كثيرة ليس محلها هنا. والمجتهدون ثلاثة:
- مجتهد مطلق: مثل الائمة الاربعة ابي حنيفة والشافعي ومالك واحمد رضي الله عنهم والليث والاوزاعي ولكن ضاعت فتاواهما .
- مجتهد مذهب: مثل ابن تيمية وابن القيم يجتهدان على مذهب الامام احمد.
- مجتهد مسألة وهم كثير يُسأل احدهم عن مسألة فيجتهد رأيه ويجيب كما في وقتنا الحاضر.
ثانيا - عصمة الرأي: لا معصوم الا المصطفى صلى الله عليه وسلم فكلٌّ يؤخذ منه ويرد عليه الا النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان الائمة يقولون: هذا مذهبي، فان صح الحديث فهو مذهبي واضربوا برأيي عرض الحائط.
ويقول المجتهد: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
وهذا هو الرأي الشرعي الناتج عن الاجتهاد في الاحكام الشرعية اما في الامور الدنيوية كفتح طريق او اقامة مستشفى او غير ذلك فيؤخذ رأي ذوي الاختصاص أو الأغلبية أوالخبرة، كما في غزوة بدر الكبرى حينما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بمنزل فسأله الحباب بن المنذر رضي الله عنه: اهذا منزل انزلكه الله أم الرأي والحرب والمكيدة وفي رواية والخديعة، فقال صلى الله عليه وسلم: بل هو الرأي والحرب والمكيدة وبدون تفصيل اخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي الصحابي الجليل وغير مكان الجند والقصة مشهورة في غزوة بدر الكبرى.
والرأي الشرعي والعمل به اخذه الناس من قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما ارسله الى اليمن قال: بم تحكم؟ قال بكتاب الله قال فان لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله قال فان لم تجد؟ قال: اجتهد رأيي ولا آلو.
فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله الى ما يحبه الله ورسوله.
فالاجتهاد ليس من فراغ ولكن من نص قرآن او سنة والقياس اجتهاد فيما لا نص فيه بقياسه بما فيه نص مع وجود علة واحدة.
نَقْلة:
في مقال له اظنه الذي كان بعنوان "رأي اجتهدت فيه" خطَّأ الاستاذ ابن ادريس مصحح الجزيرة بارك الله فيه لانه غيّر له كلمة )مئة( كما كتبها إلى )مائة(، وقال انها كانت تكتب هكذا "مائة" للتفريق بينها وبين )منه( اما وقد أعجمت الكتابة )نقطت( فلا داعي لكتابة )مائة( بالالف.
واقول للشيخ ابن ادريس ان كتابة مائة هكذا هي السائرة والسائدة من المحيط الى الخليج واذهب الى اقرب بنك ليحرر لك شيكا وهذا ليس بدليل لكنه دليل على السائر والسائد لكنها مع ذلك هي القاعدة التي تسير عليها وزارة المعارف وللتأكد يمكنك مراجعة كتاب الاملاء للصف الاول المتوسط وسترى )مائة( مكتوبة هكذا )مائة( وبين يدي الآن كتاب عبدالسلام هارون قواعد الاملاء ط5 1406ه- 1986م الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة.
وهو مرجع لمؤلفي الاملاء للكتب المدرسية.
قال عبدالسلام هارون في الباب الثالث ص 30 بعنوان الحروف التي تزاد: تزاد الالف )وسطاً( في كلمة )مائة( مفردة، او مركبة كخمسمائة وتسعمائة. وهل القصة وقفت عند مائة:؟
فتزاد الألف بعد واو الجماعة نحو ذهبوا
وتزاد الواو وسطاً في اولى، واولاء، واولئك. وتزاد في اولو واولي.
وتزاد طرفاً في عمرو
واشياء كثيرة فنحن نكتب الذي بلام مشددة لاما واحدة، وكذلك التي والذين ونكتب اللذان واللتان واللائي بلامين ونكتب هذان بدون الف ونكتب هاتان بألف.
ومثله كثير والافضل السير مع الجماعة ورفع الاختلاف فاذا قرأ ابنك تصحيحك هذا في جريدة الجزيرة وقارنه بما درسه في كتاب الوزارة فسيقع في حيرة ولايعرف ايثق بكلام ابيه ام بكلام الوزارة.
وكنت كتبت مثل هذا تعقيبا على ابي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري )اعانه الله( وانني هنا بهذه المناسبة الحزينة اقدم له احر التعازي واصدق المواساة في وفاة ابنه داود رحمه الله تعالى وقد عرفت عن وفاته في جريدتنا الجزيرة التي نعته وعزت به ويا ابا عبدالرحمن دعواتي لك ولوالدة الفقيد والاسرة الكريمة ان يلهمكم الله الصبر وحسن العزاء والمؤمن مبتلى، ويبتلى المرء على قدر دينه واشد الناس بلاء الا نبياء ثم الامثل فالامثل، وهذه الدنيا حياة فموت وآجال مكتوبة، فالصبر الصبر، وحسن العزاء، وانا لا اعرف عن عمر الفقيد، وعسى ان يكون شفيعاً لوالديه، وسبباً في محو ذنوبهما ودخولهما الجنة، قال الله تعالى: "والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر".
وقال سبحانه: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون".
وقال سبحانه "يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
وقال عزّ وجل "يا ايها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين".
رحم الله الفقيد وادخله فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان و"لله الامر من قبل ومن بعد".
نزار رفيق بشير

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved