أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st March,2001 العدد:10401الطبعةالاولـي الاربعاء 26 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

وسميات
الرجل... الكشكول
راشد الحمدان
هناك من الناس من خلقه الله وقدر له الأشياء.. ومنحه ميزات عديدة والى جانب ذلك.. رغب فيه مزاولة الأشياء الضرورية التي تتطلبها حياته.. من غير وجل.. ولا خجل.. ولا كلمة "عيب" وهل أذهب الكثير من مدخولاتنا إلا كلمة "عيب هذا..".. ويقول بعض الفاهمين ، والله لو كانت "عيب هذه" رجلا لقتلته.. دعك يا أخي من طبائع العرب "العاربة والمستعربة" الموروثة، فذلك نفاق في الافتخار الكاذب.. وإلا لما كنا.. كما قال شاعرنا الصادق..


هذا على الخسف مرهون برمته
وذا يدق فلا يرثي له أحد

ولذلك.. فان الشاب الذي يكفي أسرته ومن حوله عناء البحث عن سباك او كهربائي أو حتى عناء البحث عن جزار لا يدرى أصله وفصله وعقيدته وسلامة ميوله.. ونظافته. هذا الشاب هو أحسن من غيره كثيرا ممن يترفعون عن المهن التي هي صلب الحياة.. ولقد احسنت الدولة الكريمة عندما اهتمت بجانب التعليم المهني.. فرأينا كثيرا من شبابنا يمارسون العمل الصناعي ثقيله وخفيفه.. ولا يركنون الى اليد العاملة التي جاءت تتعلم هنا.. وتضحك علينا وتمص دماءنا ونحن.. بغباء زائد نتفرج.. ومن المؤسف ان البعض اذا ما رزقه الله راتبا "محدودا" بدأ في الترفّع وعدم الميل للعمل بيده أو محاولة الاكتفاء الذاتي ومن المفروض ان يكون الشاب او الرجل في البيت لديه خبرة كافية لتركيب حنفية الماء التي لا تتطلب سوى لف "التيب" ومسك "ابو جلبمو" او المفتاح وادارته حتى يحتكم الشد وينتهي الموضوع او حتى مد الماصورة خاصة وان البلاستك سهل الأمر كثيرا فما هي الا أخذ مقاسات وقطع وتغرية.
لكن الترف الزائد والليونة والميل للخمول والرفاهية أوجدت نوعا من الاتكالية التي مصت دخل الفرد وجعلته أحيانا يستدين ولو كان لي من الأمر شيء لحتمت على كل بيت ان يكون فيه "بغل" بدل ما يأكل ويشرب ويتيه في الشوارع ان يتعلم صناعة من الصناعات او حرفة من الحرف البسيطة التي لا يستغني عنها بيته.
ولدينا وقت كبير جدا لأخذ هذه المعرفة من المعاهد الكثيرة التي افتتحتها الدولة خاصة اذا ما ساهمت هذه المعاهد المهنية في فتح دورات اسبوعية او شهرية لطالبي معرفة الحرف البسيطة.
اعرف كثيرين من شباب القرى يجيدون عدة حرف.. فهو سباك وكهربائي ويذبح في البيت ويدهن الجدران ويصلح فساد سيارته ويوفر راتبه ويشتري زهور الحديقة ويغرسها بنفسه، بل هناك من يشتلها في مشتل صغير مظلل لديه فيوفر من النقود الشيء الكثير.
ذلكم هو الرجل الكشكول.. الذي نأمل ان ينتشر في كل بيت.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved