أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st March,2001 العدد:10401الطبعةالاولـي الاربعاء 26 ,ذو الحجة 1421

المجتمـع

في ظاهرة سلبية مع وضعية مجتمعنا
انتشار "تدخين" الشيشة بين النساء مدخنة.. زوجي شجعني على ممارسة هذه العادة السيئة
تحقيق وفاء اليامي مكتب جازان:
انتشرت مؤخرا في بعض مدن المملكة ظاهرة شرب الشيشة بين النساء وهي تمثل ظاهرة سلبية تشوه صورة المجتمع القويم المتمسك بتعاليم دينه وآدابه.. هذا خلاف ضررها على الصحة.. ودورها المؤثر في نشر هذه العادة السيئة لدى فئات أكثر في المجتمع حيث من الممكن ان تنتشر وتمتد لتشمل صغار وصغيرات السن والذين يعدون أمهاتهم قدوة في كل شيء.
عن هذه الظاهرة كانت تلك الآراء.
في البداية تحدث الشيخ الداعية موسى خمج قائلا: لقد قال المصطفى "لا ضرر ولا ضرار".. فالدين الاسلامي واضح المعالم كالمصباح الذي يخرج الانسان من الظلمات الى النور.
وفي هذه الأيام بتنا نلاحظ ظاهرة تحزن من اثرها القلوب وتدمع العيون حيث أصبح العديد من النساء ينسين أو يتناسين لماذا خلق الله الانسان ألعبادته أم للغوص في كثرة الملاهي ولم تتوقف المرأة ومربية الأجيال وصانعة الأبطال عند ذلك بل بدأت تخرج من بيتها بحثا عن المعصية مجاهرة بها وكأنها لا تعلم بأن الله شديد العقاب فشرب الشيشة يعتبر كبيرة وبشربها كأنها تحاول الاجتزاز من أصولها لتنبت في تربة الشيطان. فأين الأهل أين الوالد من قول الرسول: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" وقال تعالى:)إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين(.. فالشيشة تدعو لتبذير واسراف المال في أشياء قد نهى الله عنها بدلا من انفاقها في عمل الخير لتكون طريقا سهلا للجنة وفيها مضيعة للوقت والنفس فهي سبب لجلب العديد من الأمراض النفسية.. وختم حديثه قائلا: نسأل الله أن تعي المرأة دينها وبأن الحياة الدنيا ماهي إلا متاع الغرور وان تبتعد عن ما يخرجها من مبادىء الدين..
الإنسان مركب جسدي
كما تحدث مدير مستشفى الصحة النفسية بجازان علي عطية جريبي ل )الجزيرة( قائلا: الانسان ما هو إلا مركب جسدي ونفسي تتحكم فيه العديد من العوامل، ولقد خلق الله الانسان وزوّده سبحانه وتعالى بمجموعة من الانفعالات التي يستجيب بها لما يواجهه من مثيرات داخلية أو خارجية ومن الانفعالات القوية في حياة الانسان انفعال الخوف والقلق اللذين يساعدان الفرد على الاستجابة بكل ما يدركه من مثيرات تهدد ذاته أو تعرض حياته للخطر فخوف الفرد من حدث أو مشكلة تواجهه وتعمل على عدم توازن حياته يجعله يستجيب لها باحدى الحيل الدفاعية وهي محاولة الهروب من الواقع لعله يستطيع التخلص من هذا القلق الذي ما هو إلا نتيجة للظروف وضغوط الحياة بجوانبها الايجابية والسلبية.
وأعرف ان الانسان بحكم تركيبته الجسمية قد منحه الله جهازا نفسيا وعصبيا معقد التركيب وشديد التأثر بأي شيء غريب يحاول اختراق الجسم. الانسان توجد فيه العديد من الهرمونات ومنها هرمون "الادرينالين" الذي يعمل على تحضير الجسم للدفاع والهجوم وان زيادة هذا الهرمون تؤدي الى الاختلال وتساعد على التعصب.
واستطرد قائلا: إن العديد من متعاطي الشيشة يلاحظ عليهم حالة الاكتئاب والقلق والخواء الداخلي والتوتر والانطواء وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة. وختم حديثه بأن وسائل الاعلام لها دور كبير في نشر التوعية ومساعدة وزارة الصحة في ذلك للتخفيف والقضاء على هذه الظاهرة خصوصا بين النساء والعمل على الحد من انتشارها.
الفراغ هو السبب
وتحدثت أيضا احدى السيدات ف.ع. قائلة: إن الفراغ هو العامل الأساسي في تناول الشيشة بالنسبة لها فهي بعد ان تنتهي من أعمال البيت لا تجد شيئا تعمله سوى تجهيز حجر الشيشة لقتل الوقت. وقالت أعلم انها مضرة جدا من الناحية الصحية والناحية المادية وهي سبب الكثير من المشاكل بيني وبين والدتي أدامها الله لي فلقد كانت تحاول منعي لدرجة ضربي ولكن سبق السيف العذل. فهي أفضل لي حتى عند الطعام والشراب ولقد حاولت التخلص منها لكني لم أتمكن لأنني تنقصني العزيمة.
زوجي السبب
وتحدثت ر.ح ل )الجزيرة( قائلة: زوجي هو السبب في شربي للشيشة فهو كان يمنعني من الخروج من البيت لأنه يقضي معظم الوقت في البيت وفي ذات يوم شعرت بالملل يقتلني فأشار علي بمشاركته في شرب الشيشة وبالحاح منه شربتها ومنذ تلك اللحظة أصبحت لا استطيع الاستغناء عنها كنت في بداية مشواري معها أشعر بحالة اغماء وتعب وتوتر عصبي شديد وخمول ولكن اليوم اصبحت هي الوسيلة للقضاء على حالة التوتر والتفكير المستمر وكم أتمنى ان اتخلص منها ولكن كيف؟
رأي اجتماعي
الاخصائية الاجتماعية رقية مبارك قالت بهذا الخصوص: الانسان السلبي هو ذلك الانسان المستسلم لظروف الحياة والذي لا يستطيع اختيار ردة الفعل المناسبة ازاء مشكلة ما والتجاوب الصحيح معها لذلك نجده يلقي بأخطائه على عتبة الطريق ليلتمس له الناس الأعذار. نعم فالمجتمع له دور كبير في اكتساب العديد من العادات السيئة ولكن أين عقل الانسان، فالمجتمع ليس المسؤول الأول والأخير عما يقع فيه الانسان من أخطاء وإلا لما كان وجد في مجتمعنا المهندس والمعلم والطبيب والمجرم المنحرف والمحترف فالفرد هو من يختار مصيره وما المجتمع الا نتيجة لمن يحاول أن يجعل من المجتمع مجتمعا حقا.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved