أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st March,2001 العدد:10401الطبعةالاولـي الاربعاء 26 ,ذو الحجة 1421

تحقيقات

"الجزيرة" تواصل متابعتها لأوضاع أسواق الغنم وحظائر الأبقار في الرياض:
حذر وترقب والزبائن متخوفون من الحمى القلاعية والملاك متفائلون!
تحقيق - عبدالعزيز الثميري:
أكد عدد من باعة الأبقار والأغنام بمدينة الرياض سلامة أبقارهم وأغنامهم من مرض الحمى القلاعية الذي أعلن عن دخوله المملكة عن طريق بعض الأبقار التي اكتشف إصابتها بالمرض في عدد من مناطق المملكة وأكد هؤلاء الباعة أنهم قاموا بفحص بعض الأبقار لدى أطباء بيطريين وراقبوا وضعها حيث تأكدوا من عدم وجود أعراض للحمى القلاعية لدى الأبقار والأغنام.
وفي جولة للجزيرة يوم أمس على عدد من حظائر البقر وسوق الأغنام والمسلخ الحديث، أكد لنا الباعة وأصحاب الحظائر والأطباء البيطريون أن المرض لم يستفحل بعد وتمنوا ان يكلل الله جهود وزارة الزراعة والمياه في وأد هذا المرض في مهده خصوصا ان أعداد الأبقار المصابة التي أعلن عن إصابتها بهذا المرض ما تزال قليلة والجهود المعلن عنها في تطويق هذا المرض كبيرة.
إلا أنهم طالبوا وزارة الزراعة بضرورة إرسال الفرق المختصة بالكشف عن هذا المرض وتسليمهم اللقاحات المضادة والأدوية البيطرية اللازمة لمساعدتهم في حماية مواشيهم.
الحذر سائد
وقد أكد لنا البائع سالم عيسى في سوق الغنم ان الحذر سائد في السوق وحظائر البقر وهناك خشية من المشترين ولكن نؤكد للجميع ان البقرة المصابة بالحمى القلاعية يتضح عليها المرض وذلك من خلال إعيائها وارتفاع درجة حرارتها وهزال يصاحب جسمها. حتى ان الأبقار يتضح عليها ذلك من خلال مشيتها.
أما البائع محمد الحبيب جاسم والذي التقيناه في سوق الغنم بالعزيزية فقد أوضح ان الأبقار والأغنام هنا في حالة صحية سليمة وهذا ما أكده لنا الأطباء البيطريون وأحب ان أطمئن الجميع بأن الماشية في حالة إصابتها بأي مرض يتم عزلها تماما إلى ان يعرف مرضها ويتم تشخيصه وإذا لم نتمكن من علاجها نعدمها فورا وسمعتنا التي نبحث عنها لا تتم إلا من خلال بيع الأغنام والأبقار السليمة تماما.
متأكدون
وفي حظائر البقر في الجهة الجنوبية خلف سوق الأغنام بمدينة الرياض التقينا بعدد من مربي البقر والعاملين فيها بينهم سعيد فهمي - مصري الجنسية - حيث ذكر لنا أن الأبقار تم فحصها وتأكد لنا سلامتها من الحمى القلاعية ونحن دوما نسعى لفحص أبقارنا بشكل منتظم حتى نتأكد من عدم إصابتها بأي مرض. كما أننا دائما نبعد الأبقار المصابة بأي مرض كان عن باقي الأبقار وذلك حتى لا تنقل العدوى.
أما الطيب بدري - سوداني الجنسية - وهو طبيب مشرف على عدد من حظائر الأبقار في الموقع فقد أوضح أن الأطباء البيطريين أكدوا سلامة الأبقار وعدم إصابتها بالمرض وعموما نحن نراقب الأبقار بشكل مستمر والمعلومات عن أعراض هذا المرض معروفة لدينا وبالتأكيد لن نبيع البقر المصاب بل نعزله عن باقي الأبقار وفي حالة استمرارمرضه نعدمه حتى لا ينقل العدوى. ونتمنى من الأطباء البيطريين التابعين لوزارة الزراعة تسليمنا اللقاحات المضادة لهذا المرض ففي ذلك مزيد من الاطمئنان لنا.
وهذا ما أكده أيضا ل"الجزيرة" عدد من العمالة الموجودة في حظائر الأبقار والذين أكدوا سلامة أبقارهم وعدم وجود أي أعراض لمرض الحمى القلاعية عليها إضافة الى تطمين الأطباء البيطريين لهم.ثم التقينا بالطبيب البيطري الدكتور جلال التويجري الذي أوضح ان الحمى القلاعية هي عبارة عن مرض فيروسي حاد شديد العدوى يصيب الحيوانات ذوات الظلف ويتميز بارتفاع درجة الحرارة وتشكل حويصلات تنفجر فتؤدي الى نشوء تقرحات وتشققات في مخاطية الفم وفي جلد ما بين الظلفين والصفائح الناجية الظلفية وفي جلد الثدي. والمسبب هو فيروس الحمى القلاعية وهو من مجموعات فيروسات البيكورنيا الدقيقة وهو واحد من أصغر الفيروسات المعروفة.
وهذا الفيروس يقاوم الظروف حيث يمكنه العيش في الحظائر والأماكن الملوثة. كما أنه يوجد في الافرازات المخاطية واللعابية بكميات كبيرة.
والمرض منتشر في معظم دول العالم ويسبب خسائر اقتصادية كبيرة ناتجة عن انخفاض أو توقف كامل في إنتاج الحليب وإلى نفوق العجول التي ترضع من أمهات مصابات.
انتقال المرض
يعتبر المدخل الرئيسي للعدوى عن طريق الفم من خلال تناول طعام أو ماء ملوثين بالعامل المسبب.
وأحيانا بواسطة الاستنشاق ويشكل حليب ولعاب وبول وبراز الحيوانات المصابة أهم مصادر العدوى ونأخذ الحيوانات التي لها قابلية للعدوى بالمرض من الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة والمواد الملوثة. كالطعام والماء ولباس وحذاء العمال ووسائل النقل.
كذلك يلعب الذباب والطيور دورا في نشر المرض.
قابلية العدوى
ويوضح الدكتور جلال التويجري ان الأبقار تعتبر أشد الحيوانات قابلية للعدوى تليها الأغنام والماعز والغزلان.
أما الأعراض والآثار المرضية فتتراوح فترة الحضانة ما بين يوم الى ثمانية أيام حيث تبدأ الأعراض بحمى تظهر بعدها مباشرة الحويصلات على مخاطية الفم وجلد مابين الأظلاف وعلى الضرع والحلمات وينخفض إنتاج الحليب انخفاضا شديدا وتجهض الأبقار الحوامل أحيانا ويستمر ارتفاع درجة الحرارة لمدة يومين بعدها تكون معظم الحويصلات قد انفجرت وتبقى هذه الآثار المرضية دائما في فم الأبقار وبنسبة أقل من الأغنام والماعز وتظهر على الوجه العلوي للسان واللثة والشدقين. ويكون الفم ساخنا ومؤلما ومملوءاً باللعاب الذي يتدلى على شكل خيوط لعابية من الفم. ويغلق الحيوان فمه ويصبح مضغ الطعام صعبا ومؤلما. ويترك الحيوان الطعام بعد ذلك. ويصيب البقرة عرج في المشي. وممكن ان يحدث التهاب معوي شديد ويفضل الحيوان الرقاد ويمكن حدوث الشكل الخبيث فتنكرز العضلة القلبية ويموت الحيوان بسبب اخفاق القلب.
أما في الأغنام والماعز فيكون المرض والآفات معتدلة وصغيرة مقارنة بالأبقار.
لا يوجد علاج يؤثر على الفيروس
أما بالنسبة للعلاج فذكر الدكتور جلال أنه لا يوجد علاج يؤثر على الفيروس المسبب للمرض ولكن تستعمل المعالجات العرضية وتجرى المعالجة على النحو التالي:يعزل الحيوان المصاب في مكان جاف ونظيف بعيدا عن الرطوبة والروث وحرق القرشة الملوثة. ثم يغسل فم الحيوان وينظف بمطهرات خفيفة ثم تستعمل المقبضات وتعالج الآثار المرضية في الظلف بالمحاليل وتدهن. ثم يعطى الحيوان مضادات حيوية والحيوانات التي يبدو عليها اضطرابات قلبية يمكن ان تعالج بمنشطات قلبية.ولتسهيل عملية إطعام الحيوان يمكن ان يعطى طعاما طريا ناعما كالنخالة والأعلاف الخضراء.
علاقة المرض بالإنسان
ويعتبر المرض من الأمراض المشتركة إلا أنه ولله الحمد لا يشكل خطورة على الإنسان لذلك ننصح بعدم تناول الحليب إلا بعد غليه وبسترته. وعلى مربي الماشية عدم ملامسة إفرازات الحيوان المصاب واتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة.
من الجولة:
من خلال جولتنا لاحظنا ان هناك مفهوما خاطئا لدى بعض مربي الماشية حيث يعقتدون ان سبب الإصابة بالمرض تشقق إضافي للأظلاف لدى الحيوان وهذا ما دعاهم الى فحص خفي الحيوانات معتقدين ان المرض قد لا يأتي إلا من خفي الحيوان والحقيقة ان المرض يصيب الحيوانات متشققة الأظلاف كالبقر والماعز والضأن عن سواها من الحيوانات غير ذات الأظلاف
.وأثناء الجولة وجدنا حيوانات نافقة تم وضعها بين الحظائر وربما كان السبب في نفوقها هذا المرض أو غيره.
والسؤال الذي يطرح نفسه أين وعي المواطن بمخاطر مثل هذه الحالات وأين دور إدارة السوق المسؤولة مسؤولية كاملة عن مثل هذه التصرفات؟.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved