أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st March,2001 العدد:10401الطبعةالاولـي الاربعاء 26 ,ذو الحجة 1421

العالم اليوم

أضواء
الأمريكيون دمروا عملية السلام في عهد كلينتون فهل يتعظ بوش..؟!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
العمل السياسي والدبلوماسي الذي يتم في فترة معينة في تاريخ الدول التي يتعاقب على حكمها الأحزاب السياسية أو ما يسمى بالتداول وفق النمط الديمقراطي الغربي الذي يكاد يصبح سمة العصر بعد سيطرة الفكر السياسي الغربي على معظم دول العالم هذا العمل الدبلوماسي والسياسي يصبح إرثاً لايمكن التنكر له أو تجاهله مهما تغيرت الإدارات السياسية وتغير الأشخاص وتبدلت الأحزاب، والإدارة الأمريكية الحالية التي ورثت المسؤولية الأدبية والدولية والسياسية للقضية الفلسطينية كونها اضطلعت بالدور الرئيسي بل واحتكار حل القضية في عهد كلنتون لايمكن ان تنفض الإدارة الحالية يدها أو يتراجع اهتمامها، وحتى لو كان هناك توجه من بعض أفراد الإدارة الأمريكية الجديدة بتخفيف الانغماس الأمريكي فيما يسمى بالعملية السلمية بالشرق الأوسط، فإن «الإرث» الذي ورثته إدارة كلنتون، ومكانة أمريكا الدولية وتشبثها بمقعد القطب الأوحد في رسم السياسة الدولية.. ومصالح أمريكا، تجعلها غير قادرة على تخفيف انغماسها في هذه المسألة المستعصية على الحل في ظل الانحياز الأمريكي المطلق لاسرائيل، ولذلك ومثلما واكب جهود إدارة كلنتون الفشل فإن هذا الفشل سيلاحق الإدارة الحالية ان هي ابقت الانحياز الأمريكي لاسرائيل.
ينقل الكاتب السياسي في وكالة الأنباء الألمانية عن روبرت مولي المساعد الخاص للشؤون العربية الاسرائيلية للرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون والذي كان أحد أهم أعضاء فريق التفاوض الأمريكي والذي اشترك في جميع اللقاءات والمفاوضات التي تمت في فترتي حكم كلنتون... يقول روبرت مولي في تحليل له قدمه أمام مركز أبحاث متخصص في واشنطن تحت عنوان «مركز التحليل السياسي حول فلسطين» ان الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل نصيباً كبيراً من اللوم في فشل عملية السلام في الشرق الأوسط ذلك لأن واشنطن عملت على أن تتصدر محاولة صنع السلام ولذلك تتحمل مسؤولية الكثير من الاخفاقات الأخيرة.
وينقل جيم اندرسون التحليل الذي حاول الدبلوماسي الأمريكي الكبير ان يكون محايدا وعلمياً إلى حد كبير، فيقول مولي ان الاسرائيليين يتحملون المسؤولية لاستمرارهم في بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية وإزالة منازل العرب أثناء المفاوضات وفي نفس الوقت حمّل الفلسطينيين المسؤولية لدفعهم بفريق ضعيف إلى المفاوضات لا يحمل أي استراتيجية حقيقية لانهاء اللعبة غير ان مولي أدرج فيما يمكن اعتبارها إلى حد ما خارطة طريق للمفاوضات المستقبلية سبعة أخطاء كبرى ارتكبها المفاوضون الأمريكيون.
ومن هذه الأخطاء.. كما ذكر اعتماد الولايات المتحدة بدرجة كبيرة تماما على المسودة الاسرائيلية للتسوية المحتملة، وهو شيء لم يكن الاسرائيليون ليقدموا عليه ما لم يكونوا قد حصلوا بالفعل على الضوء الأخضر من جانب فريق التفاوض الأمريكي وقد أدى ذلك وفقا لما قاله مولي إلى نوع من عدم التمييز من جانب المفاوضين الأمريكيين الذين رحبوا وأشادوا بكل تنازل اسرائيلي «بحماس لامبرر له» مما أدى بالتالي إلى تآكل المصداقية والثقة الأمريكية بين الفلسطينيين.
كما قاس الأمريكيون النجاح بالمسافة التي تم قطعها وليس بالأرضية التي يتعين تغطيتها حتى يمكن ان يكون هناك سلام.
وقد أدى ذلك بصورة غير مباشرة إلى خطأ ثالث حيث يعتقد مولي أنه كان يجب على الولايات المتحدة ان تمارس مزيداً من الضغط على كلا الجانبين وهو ما لم تفعله بسبب التأثير السياسي الداخلي إلى حد ما وخاصة من جانب الكونجرس.
ويعترف مولي بان الأمريكيين كانوا في حالة ارتياب مبالغ فيه من تدخل أطراف أخرى خارجية في المفاوضات مثل الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة.
وأهمل الأمريكيون الذين انتابتهم الهواجس والقلق بشأن ما يدور حول مائدة التفاوض ما يحدث على أرض الواقع في الضفة الغربية وغزة.
ويدرك مولي الآن ان الفلسطينيين لم تكن لديهم اي ثقة في صيغة التفاوض الأساسية «الأرض مقابل السلام» في وقت يواصل فيه الاسرائيليون أثناء المفاوضات الاستيلاء على الأرض الفلسطينية بصورة يومية.
وكوسيلة إلى حد ما لدعم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، تورطت الولايات المتحدة بشكل غير مألوف في السياسة الداخلية الفلسطينية وهو الأمر الذي ارتكب فيه الأمريكيون أخطاء فادحة.
ويعتقد مولي أنه من الأمور الأكثر أهمية على الأرجح في هذا الصدد ارتكاب الفريق الأمريكي خطأ مميتاً «بإضفاء الصفة الرئاسية» على المفاوضات وذلك من خلال المشاركة اليومية المباشرة لبيل كلينتون وقد كان الخطأ المميت في ذلك انه فتح الأبواب أمام السياسة الداخلية للالقاء بدلوها في النزاع وهو ما تمثل بصفة خاصة في الضغوط التي مارسها حلفاء اسرائيل السياسيون الامريكيون على الرئيس.
وعلاوة على ذلك فقد كانت للرئيس كلينتون علاقة شخصية وثيقة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك ايهود باراك وهو ما اتاح لباراك التأثير بصورة مفرطة وغير ملائمة على مواقف الوسطاء الأمريكيين.
وقال مولي الذي تعامل مع هذه المفاوضات بشكل يومي داخل البيت الأبيض إبان رئاسة كلينتون «لقد كان يتعين علينا القيام بدور أفضل».
وأعرب مولي عن أمله في امكانية ان تكون النظرة الفاحصة لاخطاء السنوات الثماني الماضية بمثابة نقطة انطلاق جديدة للمفاوضات القادمة.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved