أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th March,2001 العدد:10404الطبعةالاولـي السبت 29 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

ما قل ودل
د.عبد الإله بن سعد بن سعيد
من وقت لآخر يطالب كثير من الناس بالتقاعد المبكر للمرأة العاملة. وهي في الواقع مطالبة مجحفة ولاتستند الى منطق او سبب مقنع. واذا كان الهدف من ذلك هو توفير بعض الوظائف للنساء اللاتي لم يجدن عملاً، فما بال الشباب الذين تخرجوا من الجامعات ولم يجدوا وظائف !! لماذا لا نطالب الموظفين الذكور بالتقاعد المبكر لفتح المجال للآخرين. واذا كانت الحجة هي ان المرأة أكثر التصاقا بالأطفال والأطفال اكثر تعلقا بها ، فهذا الامر يحتاج منا اليوم الى دراسة علمية تؤكد ذلك.
علاقة الأطفال من الجنسين بالآباء حصلت فيها تغيرات جذرية مقارنة بثلاثين سنة ماضية. آباء الجيل الحالي اكثر عطفا، واكثر رقة، واكثر تفهماً لأطفالهم من الجيل الماضي!! ربما بسبب التعليم، وربما انتقاما لاطفالهم من التربية المتعسفة التي وجدوها من آبائهم!! وربما بسبب التغير الملحوظ في شخصية ومكانة الزوجة!!!. ولك ان تختار ما شئت او تضيف ما تشاء من هذه الأسباب.
التقاعد المبكر هو أمر اختياري ويجب ان يكون كذلك وفقا للمادة 18 من نظام الخدمة المدنية. المطالبون بتقاعد المرأة العاملة حفظوا شيئا وغابت عنهم اشياء. فهم ومع الأسف الشديد لا يأخذون في الحسبان امورا معروفة ومحسوسة ويكتب عنها الناس باستمرار في الصحف اليومية فارتفاع نسبة الطلاق وتزايد حاجات الاسر من مأكل وملبس ومسكن ومواصلات وعلاج وتعليم وترفيه وتسديد للفواتير التي تتزايد يوما بعد يوم وما تمثله الوظيفة النسائية من ضمان اجتماعي في حالات الطلاق والترمل والعنوسة كل تلك امور تدحض فكرة التقاعد وترد على من يطالب بالتقاعد المبكر للمرأة اننا يجب الا نندفع نحو امر لم نتبين عواقبه لمجرد ان لاحت لنا فيه بعض الفائدة فمصالح الناس عديدة ومتشعبة وليس هناك من سبيل لمعرفة الآثار المحتملة الا من خلال دراسة حقلية في أوساط الناس الذين يعنيهم الأمر والمصلحة العامة هي بغية الجميع. والله الموفق.
*** ليس لبعض الكتاب هما الا مسألة المطالبة بقيادة المرأة للسيارة في مجتمعنا. وكأنها المشكلة الوحيدة التي تواجه هذا المجتمع. وليست الحجة التي يستندون اليها منطقية وهادفة وانما بحجة تقليد المجتمعات الاخرى كمقياس للتحضر. تماما كما كان بعض الكتاب في بعض الدول العربية في القرن التاسع عشر يطالبون بتعليم المرأة في الوقت الذي كانت نسبة الأمية عند الرجال تصل الى تسعين في المائة.
وبالمناسبة نحن لنا تجربة مميزة في تعليم المرأة يحسدنا عليها كثير من المجتمعات ،وهذه حقيقة . لماذا لا نطور وسائل النقل عندنا، كما هي متطورة في بعض الدول الغربية ومن هنا يبرز سؤال مهم وهو هل قيادة السيارة وسيلة او غاية؟؟
الجواب وسيلة بالطبع. اذن لماذا لا نطالب بتحسين وسائل النقل في مجتمعنا التي تعتبر متخلفة، عن افقر المجتمعات في العالم!! بدلاً من الدخول في مناقشات لا تخدم الهدف الأساسي.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved