أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th March,2001 العدد:10404الطبعةالاولـي السبت 29 ,ذو الحجة 1421

لقاءات

عدد من أعضاء مجلس الأعيان الأردني يتحدثون ل«الجزيرة» عن القمة العربية:
د. العناني: السياسة السعودية مستنيرة وعقلانية وتتحمل مسؤولية خاصة في القمة
الحمود: الشعارات السياسية لا تحل مشاكل الأمة.. والبداية الايجابية تمر عبر الاقتصاد
جمّو: حين تصدق النوايا وتصفو القلوب.. يمكن ان تبدأ مسيرة الألف ميل
ما الذي بإمكان قمة عمان ان تفعله؟. فما بين أثقال السياسة وهموم الاقتصاد هموم أخرى وقضايا عالقة منذ سنين فهل تستطيع قمة عمان ان تفعل وان تثمرمالم تثمره أية قمة عربية سابقة.. لا ندري عما تسفر عنه هذه القمة ولا ماهية نتائجها لكن الواقع ان هناك أملا لكل مواطن عربي أن تحقق هذه القمة الشيء الكثير، فهل تكون قمة عمان منعطفا خيرا على الأمة العربية وتبدأ صفحة جديدة من العمل العربي المشترك؟ ذلك ما يتطلع له الجميع ويرنو إليه كل إنسان يعيش على أرض العرب وهذا ما يشاطرنا إياه أصحاب المعالي الذين التقيناهم في عمان قبيل انعقاد القمة. إذ أجمع عدد من أصحاب المعالي الأعيان في مجلس الأمة الأردني على ان أهمية قمة عمان تعود لأسباب عديدة يقف على رأسها تطلع الجميع لأن تكون الأمة العربية ذات تأثير على المسرح الدولي وصاحبة مهابة يحسب لها حسابها في الساحة السياسية وأكدوا ان الأمة العربية زاخرة بكل مقومات القوة والاقتدار، فمن كثافة بشرية الى إمكانيات وثروات اقتصادية مهمة وهي اللاعب الرئيسي في عالم اليوم الذي تتجاذبه المصالح.
مكانة مؤثرة للمملكة
معالي د. جواد العناني رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق نائب رئيس وزراء ووزير سابق وخبير اقتصادي معروف يستهل حديثه بقوله:
هناك تناقضات وثنائيات كثيرة في ظروف الأمة والأجندة عموما هي أجندة مشرقية عربية، أما المغرب العربي فسيحضر القمة بالدرجة الأساسية من أجل المفهوم الشامل أي التكامل والتعاون الاقتصادي ومن أجل بناء موقف عربي موحد حيال القضية الفلسطينية والقدس بالذات. وفي دول المشرق العربي هناك قضيتان رئيستان الأولى هي القضية الفلسطينية والمضاعفات التي ترتبت على انتخاب «شارون» رئيسا للحكومة الاسرائيلية وما يفتحه ذلك من احتمالات الحرب والعنف والجمود في العملية السلمية، أما القضية الثانية فهي قضية العراق والسعي للتوفيق بين موقف عربي يريد رفع الحصار بشكل مطلق ويعمل من أجل إعادة العراق للصف العربي وموقف عربي يرى في رفع الحصار وسيلة لتخفيف المعاناة عن كاهل الشعب العراقي.. ويبدو أن السياسة الخارجية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تريد ان تركز على الموضوع العراقي لأسباب عديدة منها عدم ارتياح الولايات المتحدة لرفض القيادة الفلسطينية لمشروع كلينتون ومقترحات باراك حيث كانت الإدارة الأمريكية السابقة ترى في ذلك فرصة مناسبة للفلسطينيين للحصول على السلام الدائم ضمن شروط معقولة ويبدو ان إدارة بوش لا تجد نفسها قادرة على تقديم ما هو «أكرم» من ذلك للفلسطينيين ما قدمه كلينتون ولهذا فربما اختارت تأجيل الموضوع لاعطاء القيادة الاسرائيلية الجديدة فرصة للسعي نحو السلام. أما السبب الثاني فهو ان العراق شكل في رأي الإدارة الأمريكية تهديدا لمناطق النفط وبخاصة بعد ان أخذت أسعاره بالارتفاع منذ آذار الماضي وهنا كثيرمن الاقتصاديين في الولايات المتحدة وأوروبا يجدون في ذلك )قميص عثمان( لتبرير التراجع الكبير الذي تشهده معدلات النمو في اقتصاديات الغرب وتراجع أسواق البورصة ومؤشراتها. أما السبب الثالث فهو ان الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى حاليا نظرة استراتيجية شاملة للمنطقة وهذا المفهوم أسهل عليها بصفتها دولة تتربع على ر أس هرم القوى الدولية فهي لا تستطيع ان تتعامل مع أكثر من 185 دولة بل تفضل التعامل مع مناطق متقاربة ومتشابهة جغرافيا الى حد ما من حيث المفهوم الاستراتيجي والاقتصادي ولذلك فهي تنظر الى الوطن العربي أمنيا كنطقة استراتيجية واحدة صالحة لأن تكون محمية بنظام صواريخ مضادة للصواريخ ضد أي اعتداء محتمل في المستقبل وفي ظل هذا التحليل تبرز احتمالات أهمها أن تسعى إسرائيل بفضل تفوقها التكنولوجي في مجالات التسلح والإلكترونيات الى اقناع الولايات المتحدة بأن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة تكون مخدومة بشكل أفضل إذا تعاونت مع إسرائيل ضد من يسمونهم بقوى التطرف في المنطقة.
وأعتقد بأن مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في عمان يجب ان يكون معنيا جدا بأولويات الولايات المتحدة وبالتعمق في نواياها والتأكيد على ضرورة ان تعطى القضية الفلسطينية الدرجة الأولى من اهتمام الولايات المتحدة من أجل حل عادل وشامل لأن أمن إسرائيل لن يكون في منأى عن الخطر مما يجعلها في حالة استمرار الانتفاضة شريكا ضعيفا لأمريكا وعلى الولايات المتحدة أن تدرك أنه لا يجوز لها اهمال أو التقليل من القوة العربية. ومن هنا فإن بعض الدول العربية تتحمل مسؤولية خاصة في القمة وأخص المملكة العربية السعودية بالذكر أولا لأنها لها ثقلها ووزنها في العالم العربي والدولي وكونها أكبر دولة نفطية وان مصالح النفط لا تتأثر فقط بموقف الولايات المتحدة من العراق بل تتأثر كثيرا بالموقف السعودي كما أثبتته الأيام والمواقف كثيرة. ولعلنا نمتدح الموقف السعودي في هذا الإطار عندما عاد صفو العلاقات مع إيران مما مكن من إعادة الحياة لمنظمة أوبك والأمر الثاني هو ان السعودية تعبر وتعكس واقع مجلس التعاون الخليجي لأنها الشقيق الأكبر لدول المجلس والمؤثر الى حد كبير على توجهاته.
والأمر الثالث هو مكانة السعودية ضمن العالم الإسلامي بصفتها الدولة التي انطلقت منها فكرة منظمة المؤتمر الإسلامي وأما الرابع فهو ان السياسة السعودية سياسة مستنيرة وعقلانية ومعتدلة وقادرة على التفاهم والتخاطب مع الحضارات الأخرى وبخاصة الولايات المتحدة ولذلك فإن الموقف السعودي مثالا حيال القدس وبشكل واضح من قبل جميع المشاركين في القمة إزاء عودة القدس الشريف كاملة الى أهلها الشرعيين وان تتحمل الدول العربية ولاحقا الدول الإسلامية مسؤولياتها في دعم كل ما يحمي القدس وتشريف الالتزامات المطلوبة نحو القدس فك الله قيده. ولهذا ترى ان الدور السعودي مهم ومهم جدا في هذه القمة ومعول عليه. أما البلد الثاني الذي اعتقد بأن له أهمية في القمة فهي مصر وبخاصة ان علاقة مصر مع السلطة الفلسطينية علاقة حميمة ومن الواضح ان مصر هي الدولة الأولى التي قامت بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل ومصر الآن هي الدولة التي ترفض ان تكون اسرائيل في وقت من الأوقات مهيمنة على المنطقة سواء من الناحية التسليحية «أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الثانوية» أو من حيث الاقتصاد بحيث تكون وكيلا للشركات الكبرى في المنطقة أو في مجال الثقافة والإعلام والاستثمار. ومن هنا فإن مصر ستكون بالطبع حريصة على دفع التوجه العربي نحو الضغط على إسرائيل للوصول الى حل مشرف مع الفلسطينيين بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وسيكون لمصر تركيز خاص في المؤتمر على إحياء العمل الاقتصادي العربي المشتركة سواء من خلال استكمال تواقيع الدول على منطقة التجارة الحرة العربية أو الشروع في تنفيذ اتفاقية السوق العربية المشترك ولما لمصر من مكانة على المستوى العربي والأفريقي والمتوسطي وحتى الدولي فإنها أيضا تتحمل مسؤولية خاصة في إنجاح المؤتمر. أما الدولة الثالثة فهي الأردن وذلك لأن الأردن بقيادته الفتية يتولى مسؤولية انعقاد القمة على الأرض الأردنية ولأن موقع الأردن قريب ومجاور لكل من النقطتين الساخنتين في المنطقة وهما فلسطين والعراق وكذلك فالأردن سيتحمل ضغوطا من بعض الدول العربية لإعادة النظر في علاقاته مع إسرائيل علما بأن هذه العلاقة شبه مجمدة حاليا حيث لا تبادل للزيارات والسفير الأردني ما زال في عمان والتبادل الاقتصادي في أدنى مستوياته الا ان صعوبة الموقف الأردني تكمن في انه يعلم اكثر من غيره ان حدوده مع فلسطين هي التي تشكل الرئة الرئيسية للشعب الفلسطيني خاصة في حالة الحصار الذي تمارسه إسرائيل ولذلك فإن من المفروض ان يقوم الأردن بشرح دوره الحساس مع كل القضيتين حتى تبقى الأولويات العربية في مكانها وحتى يعطي كلا من الشعبين الفلسطيني والعراق المتنفس من حالة الحصار الضاغطة عليهما، لذلك فإن المطلوب من العرب التعاطف مع الأردن لا محاصرته. ويبقى أمر يجب ان يكون جليا وهو ثقتي بقدرة القادة العرب على الخروج بأمتهم من ظلمتها ولم شملها وأحب ان أضيف شيئا آخر وهو العلاقة الوثيقة بين الأردن والسعودية ستعطي للقمة قوة دفع وما يربط بين البلدين الشقيقين كبير جدا فالعلاقة بدأت تنتقل من مرحلة تبادل عناصر الإنتاج أي رأس المال مقابل العمل الى مرحلة تبادل السلع والخدمات والاستثمار وذلك لأن كلا الاقتصادين يقوم على الانفتاح ومنح الحرية للقطاع الاقتصادي ليأخذ دوره بدون عقد وبدون احتكار ومغالاة ولقد أدى التنوع الاقتصادي السعودي وارتفاع مستوى النوعية الى زيادة تدفق كثيرمن السلع ذات الجودة العالية الى الأردن، وأعتقد ان امكانات تطوير التبادل التجاري حتى في غياب النفط ما تزال تبشر بالخير الكثير وكما نعرف ان البلدين يشكل كل منهما عمقا للآخر وتعاونا قائما في كافة الحقول وأرى في انعقاد القمة فرصة لتعزيز هذه العلاقة المتميزة وتطوير العلاقة أكثر وأكثر لأن التوافق القائم ليس في الشأن السياسي وحسب بل يتجاوز ذلك بكثير وصولا الى الانسجام والتفاهم التام في كل ما يتعلق بقضايا الأمة العربية والإسلامية.
استحقاقات مهمة
أما معالي الأستاذ مروان الحمود )عضو مجلس الأعيان( نائب رئيس الوزراء ووزير في الحكومة السابقة وعضو مجلس نواب سابق فيرى ان قمة عمان المرتقبة تقف أمام استحقاقات مهمة جدا وتعقد وسط ظروف بالغة التعقيد. ويرى معاليه، ان هناك ظروفا عربية واقليمية ودولية غاية في الدقة والحساسية وهي قمة لها أهميتها كونها أول قمة عربية تعقد بصورة مؤسسية بعد قرار قمة القاهرة السابقة ومن هنا فإن الأمة العربية تنتظر من قمة عمان، أمورا كثيرة سواء في المجال السياسي واثقال هذا الجانب عديدة أو الجانب الاقتصادي وهذا له مجالات عدة أضف الى ذلك الشأن العربي البيني. ومن هنا فإن الأمة العربية تنتظر من قمة عمان أمورا قد تضع العالم العربي على طريق البناء الموحد خاصة ونحن نواجه مخاطر تحدق بنا على رأسها تعثر عملية السلام على المسار الفلسطيني والجمود الذي يلف المسار السوري وعدم التوصل الى اتفاق سلام رسمي على المسار اللبناني ومطالبة لبنان بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من أراضيه هذا فضلا عن قضية العراق التي باتت تشكل مصدر قلق للجميع في ضوء استمرار الحصار وعدم وجود فرصة مقنعة لحل سلمي للملف العراقي برمته. كل هذه الظروف الخطيرة وما يرافقها من انقسام عربي ومن خلافات عربية إسلامية ومن ذلك قضية الجزر الاماراتية الثلاث وكذلك تردي الأوضاع الاقتصادية في سائر البلدان العربية وبنسب متفاوته.. نعم كل هذه الظروف تفرض استحقاقات مهمة جدا على قمة عمان بحيث بات مطلوبا منها التعامل المباشر مع جميع هذه الملفات كحزمة واحدة. شخصيا اعتقد ان عوامل الثقة المتبادلة بين الأقطار العربية أمر ضروري وأساسي في طرح جميع القضايا وبمنتهى الصراحة والوضوح والبحث الجاد والمعمق فيها وصولا الى قواسم مشتركة تفرز اتفاقات عربية حول السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات العربية وتأكيد الموقف العربي الموحد إزاء مختلف القضايا وكذلك تعزيز الحضور العربي في المحافل الاقليمية والدولية.. بغير ذلك لن يكون ممكنا للأمة العربية مأسسة دورها ومواقفها بصورة تواجه الواقع ولن تتمكن الأمة كذلك من مواجهة الأخطار التي تتتهددها جميعا أوحتى الحد من هذه المخاطر. إن المصالح القومية والقطرية العربيةتقتضي معا البحث الجاد في بناء اقتصاد عربي موحد وقوي وربط المصالح الاقتصادية للعرب بالعرب، فالاقتصاد في الزمن الراهن هو السبيل والأداة الفاعلة لبناء التكتلات الاقليمية القوية القادرة على فرض إرادتها السياسية وممارسة دورها الوطني والقومي وحتى الدولي، بقوة وكفاية وبغير ذلك تبقى الأمة في موضع ضعف وهوان بحيث ترسم لها السياسات وتفرض عليها الإرادات خلافا لمصالحها. إن ما تنتظره الشعوب العربية من مؤسسة القمة العربية وبدايتها قمة عمان المرتقبة هو الالتفات الجاد الى ان مجرد طرح الشعارات السياسية والمواقف النظرية المجردة لا يمكن ان يكون سببا فاعلا في حل قضايا ومشاكل الأمة وان البداية الحقيقية المؤثرة والايجابية لابد وأن تكون بداية اقتصادية متدرجة لبناء اقتصادي عربي متكامل وقادر على إقامة شبكة من العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين العرب من خلال التواصل المستمر وفقا لما تتطلبه المصالح الاقتصادية والتجارية التي ستشكل في فترة لاحقة منظومة متميزة من الترابط العربي ووحدة المصالح العربية وقوة اقتصادية عربية هائلة تحظى باحترام العالم وتقديره لدورها ووجودها والتزامه بالتالي بالتعامل معها على أسس التكافؤ والاحترام المتبادل بالشكل الذي سيمكن الأمة من فرض إرادتها السياسية وفقا لذلك بصورة تخدم مصالحها وقضاياها وحقوقها، وشيء لابد من الإشارة إليه وهو العلاقة السعودية الأردنية الوثيقة والمتميزة والمتجذرة وهي دون شك علاقة راسخة وأصيلة لا يمكن للاجتهادات السياسية ان تنأى بها عن حقيقة وحدة الأهداف والمشاعر بين الشعبين الشقيقين وهما بلا شك يشكلان عمقا طبيعيا لبعضهما ودولتان ذواتا منهج سياسي يتميز بالوسطية والاعتدال ومن هنا فقد حظيتا على الدوام باحترام وتقدير العالم لهما ولهذا فإنني أتطلع لهذه القمة وأدرك ما لقيادتي البلدين وتوجهاتهما الصادقة نحو بناء عربي واحد ودورهما الطليعي لخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية. وعموما القمة على الأبواب والآمال مشرعة من كافة أبناء الوطن العربي تجاه هذه القمة التي نرجو من الله ان تكون بداية خيرة لعمل عربي خير..
طالع خير على أمة العرب
ويقول فضيلة الشيخ عبدالباقي جمّو عضو مجلس الأعيان: الحمد لله والصلاة على من لا نبي بعده وبعد: لا شك ان ما ينقصنا نحن كعرب ومسلمين ان نكون يدا واحدة وان تكون كلمتنا واحدة لأنه في الأصل وان لم يكن هناك إعلان إلا أن أهدافنا واحدة ومصيرنا واحد. فنحن وان رسمت وفصلت الحدود وتعددت العناوين وكثرت الدول نبقى أمة واحدة والله شرفنا بأن يكون منطلق الرسالة من أرضنا الطاهرة من قلب العالم الإسلامي )مكة المكرمة( لتكون الرسالة رحمة للعالمين . وأنا دائما وأبدا وبالرغم من النتائج الكثيرة التي تترتب على نهايات القمم العربية وسواء كانت مؤتمرات قمة أو وزراء الخارجية أقول بالرغم من النتائج الكثيرة والمتعاقبة أنا دائما من المتفائلين لأن الله سبحانه وتعالى وعد هذه الأمة بأنها ستكون وستبقى خير أمة أخرجت للناس. وهذا المؤتمر يا أخي الكريم في بلد الوفاق والاتفاق إن شاء الله طالع خير على أمة العرب بعون الله وقوته فهذا البلد وقيادته هدفهم جمع كلمة العرب على الخير لأن اجتماع كلمتهم يعني ان هذا الاجتماع سيؤدي بالنتيجة الى جمع صفوف المسلمين أينما كانوا والمسلمون في تاريخهم الطويل لم يجتمعوا ولم يتحدوا على ظلم أحد وليس من أهداف الإسلام والمسلمين ان يستعبدوا أحدا إنما هم يطلبون حرية الآخرين ويطلبون السلام وينشدونه لهم وللآخرين. وقد آن الأوان لنا نحن ولقياداتنا ولشعوبنا كافة ان يتنبهوا وان يستيقظوا وأن يعلموا يقينا ان الخير لن يأتيهم وهم متفرقون وان العدو لن يحترمهم وان قضايانا لا تحل بفرقتنا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ) يد الله مع الجماعة( لذلك انا أتوقع وبمشيئة الله أن يكون هذا اللقاء لقاء خير وصفاء وان ينتهي المؤتمر وقد اجتمعت كلمتنا ولو بخطوة أولي بصدق النوايا وتذويب الخلافات التي بين بعض دولنا وبدء صفحة جديدة لأن الألف ميل تبدأ بخطوة. حين تصفو القلوب وتصدق النوايا وتنبذ الخلافات التي لاتقدم لأمتنا غير الفرقة والتشتت والهوان. نريد من هذه القمة ان تبدأ بوضع لبنة في بناء تضامن عربي صادق وان تتضافر الجهود لتحرير بيت المقدس من نير الاحتلال الصهيوني الغاصب وعودة حقوق أبناء شعبنا الفلسطيني وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس وكذلك بدعم صمود الشعب الفلسطيني في أرضه حتى يستطيع المقاومة والصمود فقضية القدس ليست يا أخي الكريم قضية فلسطينية بل هي قضية عربية إسلامية ويجب ان تتضافر كل الجهود لتحقيق هذا الأمر. وأتمنى من قادتنا ان يدركوا وهم لا شك يسشعرون بأن أمتهم في خطر من كل الاتجاهات فوحدتهم تعطيهم منعة وقوة بين الأمم وقحوقهم لن تعود بغير تكاتفهم في كل الأمور والقضايا فالمسلم أخو المسلم ونحن كالجسد في مرضه والاقتصاد يا أخي اليوم هو قوة لنا فلابد من العمل على تقوية اقتصاديات بعضنا فنحن أمة أعطاها الله الخير الكثير وأنا شخصيا أعوّل على العلاقات السعودية والأردنية الشيء الكثير لترجمة آمال الأمة وتطلعات الشعوب ولا تستغرب ان تكون العلاقة ممتازة بل الغرابة لو لم تكن ممتازة وكما أعرف حقيقة أننا بلد واحد ونحن كأخوين كل يسكن داره تجمع بينهم بسورها وروابطنا أكبر من المصالح وعلى هذا فنحن نشعر بأن المملكة الشقيقة ديدنها جمع الأشقاء على الخير، والقدس نحن نعرف مقدار ما تحتل لدى السعوديين من مكانة وما ترمز له من موقع في قلب كل سعودي ولذلك فإنني متفائل جدا بنتائج القمة وعسى الله يجمع قادة الأمة على الخير وعلى ما يؤلف بين قلوبهم ويشد أزرهم.
نحتاج وقفة مصارحة
أما معالي د. محمد عفاش العدوان ) رئيس التشريفات الملكية الأسبق ووزير سابق وسفير( عضو مجلس الأعيان حاليا فيقول:
قمة عمان تعقد وسط ظروف عربية دقيقة وفي ظل قضايا عربية عديدة تحتاج الى إرادة سياسية واضحة للتعامل مع هذه الظروف والقضايا وبصورة تحاكي طموح وتطلعات الإنسان العربي نحو وحدة الصف العربي وتعزيز مجالات التعاون والتنسيق لبناء مواقف عربية قوية وموحدة إزاء سائر التحديات التي تجابه الأمة ومن هنا فإن الجميع متفائلون بإذن الله بما يمكن ان تسفر عنه القمة من قرارات عملية إيجابية على الصعيدين السياسي والاقتصادي بحيث تكون القمة مناسبة قومية تناقش بكل الصراحة والوضوح التحديات الجسام التي تحول دون توحيد الصف والموقف العربيين وبخاصة الخلافات البينية العربية ومنها الحالة العراقية الكويتية والتي لابد من تجاوزها بروح الأخوة القومية الصادقة الصافية والتي تضع حدا فاصلا للمشكلات العالقة بين البلدين الشقيقين أما على صعيد القضية الفلسطينية وعملية السلام فإن الشعوب العربية تنتظر من القمة اتخاذ مواقف عملية حاسمة في دعم صمود الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال ومساندة جهود القيادة الفلسطينية في مساعيها من أجل استعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني علي ترابه الوطني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة والتعويض للاجئين ولابد من تأكيد الدعم الكامل لسوريا ولبنان لضمان الانسحاب الكامل من أراضي الدولتين والنظر بصورة جدية الى السبل الكفيلة بإنهاء معاناة الشعب العراقي جراء الحصار والعمل على ضمان أمن وسلامة الكويت وتحقيق المصالحة العربية الشاملة ضمن قواعد الأمن العربي وإقامة أفضل أنواع التعاون بينها على أسس التكافؤ والاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية. أما الأمر الآخر والذي اعتقد بأنه على درجة من الأهمية فيتمثل في العامل الاقتصادي فلابد من الالتفات الجاد الى حتمية البناء والتعاون الاقتصادي العربي الشامل من خلال السوق العربية المشتركة التي طال أمد انتظارها هذا الأمر يشكل في تقديري نقطة حاسمة ومهمة وضرورية في توثيق العلاقات العربية واستثمار الموارد والطاقات العربية في خدمة مصالح الأمة وقضاياها في وقت نشهد فيه توالي قيام التكتلات الاقتصادية الدولية والاقليمية وتسارع العولمة وإعادة رسم شكل العالم الجديد وهي تطورات تتطلب من الأمة الانتباه جيدا ومواجهة هذه التحديات الكبيرة بما تستحقه من تنظيم الصف العربي وتسخير الموارد في خدمة المصالح القومية العليا على أسس من التكامل الاقتصادي المدروس والتعاون الشامل وأنا على يقين من ان توجها عربيا جديدا وجادا على هذا المستوى كفيل بتعزيز الإرادة السياسية وتأكيد الحضور العربي الفاعل على الساحة الدولية وبالتالي الاسهام المباشر في فرض الارادة العربية حيال القضايا العربية المستعصية فالأمة القوية هي التي تستقطب احترام العالم وسماعه لصوتها وتعامله مع قضاياها بعدالة والعكس هو الصحيح تماما. ومن الطبيعي ان قيام تعاون عربي شامل في هذا المضمار يحتاج أولا وقفة مصارحة صادقة لتعزيز الثقة أولا في التعامل والتعاون بين الأقطار العربية بعيدا عن أية مخاوف إذ لابد وان تشعر كل دولة بأنها عضو مهم في جسد الأمة وعنصر فاعل في إطار المنظومة العربية وأن أمنها مصون وسيادتها مصونة من أي عبث أو تدخل.وحسبما طرح أو أعد للقمة فإن الإيحاء بأنها ستكون قمة مؤثرة على المسيرة العربية هو الأمر المتوقع ومع هذا فإنني أتمنى للقمة ان تخرج عن الإطار التقليدي والذي درجت عليه كل القمم السابقة وان تتخذ من القرارات الفاعلة والحاسمة ما يعيد للإنسان العربي ثقته بها وأن تكون قرارات فاعلة وجدية وقابلة للتطبيق وقابلة للمتابعة وأن تخاطب الرأي العام العالمي بأسلوب بعيد عن الشعارات ومتعمق في النظرة الجادة لعدالة القضايا العربية ومما يضفي على القمة حيوية هو التميز في العلاقة بين الأردن والسعودية ويعطيها دفعا خاصة وأنا من المؤمنين بحتمية ان تكون العلاقة الأردنية السعودية وباستمرار في أفضل حالاتها كون البلدين لهما رؤى ومواقف متجانسة ومتناغمة ومتماثلة مستندة الى سياسة وسطية وعقلانية وذات جهد دؤوب لخلق جو عربي يقرب أكثر وهما لذلك أقدر من سواهما في استقطاب التفهم الدولي لعدالة القضايا العربية وبإمكانهما تعزيز علاقاتهما الثنائية بصورة أشمل وأعمق وأفضل مما هو قائم حاليا ولا شك ان لجهود القيادتين دورا ملموسا تجاه قضايا الأمة وتصب دائما في إطار هذا الهدف وما فتئا يبذلان كل الجهود لتحقيق تضامن عربي ورؤية عربية واحدة..
تذويب الفوارق وسد الفجوات
ويرى معالي العين المهندس إبراهيم الغبابشة )عضو مجلس الأعيان(ّ
إن قمة ا لقاهرة التي عقدت قبل أشهر والأسلوب الذي خرجت به وما ظهرت به من نتائج وما أفرزته من آلية جديدة تعطي مؤشرا مهما علي نهج جديد أخذت به موسسة القمة متمثلا في إيجاد لجنة المتابعة، وقال ان تلك النتائج رغم محدوديتها إلا أنها عبرت بشكل أو بآخر وقد حظيت جزئيا بارتياح الشارع العربي. وأنت تعرف بأن الوضع في عالمنا العربي كان في حالة احباط خصوصا وان مؤتمرات القمة غير منتظمة الانعقاد وليست هناك آلية لتنفيذ القرارات والانعقاد لا يتم إلا لظرف طارئ أو قضية معينة. قمة القاهرة أقرت الآلية الجديدة لانعقاد القمة وأوجدت لجنة المتابعة وهي بحد ذاتها خطوة مهمة وضرورية.
وفي هذه الظروف والتحديات التي تواجهها الأمة ليس في الحقل السياسي وحده لكنها تحديات وجود وكيان، يتحد العالم ويتكتل وتبرز تكتلات سياسية وأخرى اقتصادية ونحن في العالم العربي نعيش فرقة في كل شؤونا. وأعتقد ان قمة عمان هي صياغة أو إعادة صياغة لعالمنا العربي في بنائه وتكوينه وآليات التعامل العربي البيني ورسم اسس لبناء عربي موحد تجمعه روابط عديدة جدا ولا أجد أمرا أعتقد بأنه وسيلة فرقة أو أداة للاختلاف. في هذه القمة ألمس وأشعر بأن هناك مساحة للتفاؤل ومساحة للأمل ،وان الشارع العربي يعلق عليها آمالا كبيرة وعديدة نحن لا نقول بأن قمة عمان ستنهي كل أوجه الاختلاف أو أنها قادرة على توحيد العرب ولكنها خطوة مهمة في وضع أساسيات البناء. الاتصالات التي نسمع عنها ونلمسها تنبئ عن أن هناك تواجها عربيا جديدا وروحا عربية جديدة . في التعاطي مع قضايا الأمة بروح صادقة واهتمام بالغ وفي رأيي ان قمة عمان سترسم طريقا للخطى العربية الواحدة وسترسخ مبدأ التضامن العربي. نحن نعلم بأن هناك تباينا في وجهات النظر أو اختلافا في الاجتهادات والتحليل لقضايا عربية ولهذا فلابد من أن تعمل القمة علي تذويب هذه الفوارق والفجوات وان تسعى لإزالة أي أمر قد يكون معيقا لوحدة الصف العربي وفي تصوري أن قمة عمان ستكون فيصلا لتلك العوائق والقضايا والخلافات وتأصيلا لمبدأ الأخوة والتصافي والتعامل بروح الأخوة العربية وبناء علاقات قائمة على الثقة وصفاء النية ومصارحة لا تأخذ بمبدأ المجاملات أو المحاباة. إن الأمة العربية تتعرض لهجمة شرسة من الذين لا يريدون بنا خيرا ويريدون فرقتنا أكثر وضعفنا في تفرقنا وهو شيء يسعدهم بأن يروا الأمة العربية في حالةتشتت واختلاف. والظروف السياسية والأوضاع السياسية القائمة والأمور الاقتصادية التي يمر بها الوطن العربي تتطلب وقفة صادقة ونظرة معمقة وتستدعي من القادة اهتماما بالغا يتجاوز بفعله، العبارات الإنشائية والشعارات المفرغة. الوضع بالغ الخطورة ودقيق خصوصا تلك الضغوطات الدولية التي تمارس بحق دولنا والتي أستطيع تسميتها ب )التعسفية( والاستهانة بنا وبقضايانا. أتساءل بيني وبين نفسي طالما ديننا واحد ولغتنا واحدة وجذورنا واحدة وكل عوامل القربى والاقتراب موجودة فما الذي يعوق توثيق العلاقات وتوحيد السياسات وقيام كيان عربي مؤثر في موازين القوى الدولية سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو غيره؟ إذ لو نظرنا الى الواقع العربي لوجدنا مقومات عديدة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو التاريخي كلها عوامل تدعم توحدنا وتجعلنا يدا واحدة وقلبا واحدا وبتوحدنا تقوى شوكتنا بين الأمم وتقوى مواقفنا. وإذا عدنا الى المعطيات التي يشير لها انعقاد القمة في عمان فإنني أستبشر بالخير لأن الجهود المبذولة تصب في تصفية الأجواء وهذا ما يتمناه كل مواطن عربي في المشرق أو المغرب ويجب على قادتنا ان يراعوا مشاعر الشعوب والرغبة الصادقة والصريحة في تحقيق المصالحة مع البعض وإنهاء بل وطي الخلافات العربية وتجاوزها لنتمكن من تحمل مسؤوليات المرحلة هذا جانب مهم أما على الصعيد الاقتصادي والذي بدأت تظهر بذوره سواء بالمناطق الحرة أو السوق العربية المشتركة أو تحت أي مسمى فالمهم ان تجد صيغة تجمع الاقتصاد العربي لأن التكامل الاقتصادي هو ما يمكننا من التعايش مع معطيات العصر والمقدرات العربية في ظني لو اجتمعت لشكلت أقوى تجمع اقتصادي على المستوى الدولي فإن كنت قويا يصبح لك مهابة ومكانة بين الدول. المهم والمطلوب من المؤتمر الخروج بقرارات سياسية تدعم الموقف الفلسطيني نحو تحرير أرضه واستعادةحقوقه المشروعة وقيام دولته وعاصمتها القدس ودعم صمود شعبنا الشقيق والذي يتعرض لهجمة شرسة وحصار وقتل، وتفعيل التضامن العربي في هذا الجانب والوقوف وبحزم وحسم يحسب له ألف حساب وكل ما أرجوه ان تلبي هذه القمة مطالب الأمة في توحيد الصفوف ولو بحدها الأدنى المهم ان تكون خطوة على الطريق الصحيح والألف ميل تبدأ بخطوة لكن التحديات القائمة وتعثر مسيرة السلام وجمودها على بعض المسارات فأنا في تصوري ان هذا السلام وهذا المطروح على الساحة هو سلام زائف كله ولو رجعنا للنص القرآني الكريم الذي وصف اليهود بأنهم ليس لهم عهد ولا ذمة ولا ضمير وووو وهناك مثال بسيط وهو أن حكومة باراك فاوضت في طابا وكادت ان تصل الى اتفاق وحل ولما لم يفز باراك في الانتخابات أعلن ان كل مفاوضاته التي تمت مع الجانب الفلسطيني لم تعد قائمة وملغاة وهذا أمر ليس مستغربا من اليهود وأعجبني تصريح لوزير الخارجية السوري فاروق الشرع إذ قال ما دام انه لم توقف كل أشكال العلاقة مع الجانب الاسرائيلي ومن كافة الأقطار العربية وما دام ان إ سرائيل تجد منافذ فلا يهمها بقاء الوضع إذ أنه في الأمد البعيد هم يهمهم ان تبقى المشكلة عالقةوبالتالي هم قوم مدعومون من القوى الوحيدة في العالم والتي هي أمريكا وهم يتسيدون الساحة ونحن مهما فاوضنا فلن نخرج بحصيلة لأننا لا نملك حولا أو قوة مالم تقو شوكتنا ببعضنا ولا يجب ان ننظر لشارون أو غيره فلا يفرق هذا عن غيره فكلاهما من عملة واحدة وان اختلف الوجه وليس هناك من سبيل إلا اللحمة العربية والتكامل العربي في كل مناحي الحياة وشؤونها اما بدون هذا فسيستمر وضعنا الى ما شاء الله وأسأل الله لقادتنا التوفيق والفلاح لخدمة أمتهم والأخذ بها الى مدارج العزة والكرامة والسؤدد.
جسد واحد
ويقول معالي الأستاذ ذوقان الهنداوي )نائب رئيس الوزراء ووزير سابق( عضو مجلس الأعيان:
يتزامن انعقاد مؤتمر القمة العربي في عمان مع تفاقم تحديات دولية واقليمية متعددة وكبيرة. لن يسلم من شرورها وآثارها السلبية أي قطر عربي مهما بلغت امكاناته وقوته الذاتية إذا لم يكن ثمة إرادة عربية موحدة لمجابهة هذه التحديات والتعامل معها. فالقضية الفلسطينية وهي قضية عربية وفي مقدمتها القدس الشريف ثالث الحرمين الشريفين طرأ عليها وعلى المسارات الأخرى في الصراع العربي الاسرائيلي تعقيدات واختناقات بمجيء اليمين الاسرائيلي المتطرف بقيادة شارون وطاقمه والتنمية المستدامة ونمو الاقتصاد العربي تصده وتصدمه وتعيق مساره حواجز هائلة من المشكلات والتراجعات الاقتصادية العالمية من جهة ونتائج العولمة من جهة أخرى وما تصبه أولا في مصلحة اقتصاد الدول والتكتلات الاقتصادية الكبرى في العالم على حساب الدول الأقل نموا اقتصاديا وكل ذلك لابد وان ينعكس على الأحوال الاجتماعية للشعوب العربية وما قد يجره ذلك من مشاكل وعلاقات سيئة بين الأنظمة العربية وبين شعوبها وإذا أضفنا الى ذلك أجواء الشكوك والفرقة التي لا تزال قائمة بين بعض الأقطار العربية والتي لا تؤثر عليها وحدها بل توثر على شقيقاتها العربيات مثلها في ذلك مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. فإننا نصل الى النتيجة الحتمية بأن معالجة مثل هذه الأمراض الختلفة لا يمكن ان يتم إلا بمضاد حيوي قوي وفعال جدا والذي لا يتمثل إلا في توحد الارادة العربية والذي نأمل ان يتحقق في مؤتمر القمة العربي في عمان وخاصة وأن مؤتمر القاهرة قبل شهور وضع لبنة قوية وصلبة لبناء مثل هذا التضامن العربي وفي هذا المجال فإن المرء لا يستطيع الا ان يقدر ويثمن عاليا موقف المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين في ذلك المؤتمر والذي عبر عنه بشفافية ووضوح ووضح سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز من خلال كلمته في المؤتمر مما شكل عاملا فاعلا وحازما في بناء قاعدة الإرادة العربية الموحدة التي ندعو الله تعالى ان يقوم عليها بنيان عربي راسخ ومتين في مؤتمر القمةبعمان ونتطلع كشعوب عربية بآمال كبيرة نحو القمة والتي تعقد في هذه الظروف العصيبة ليتبلورموقف واحد ويبرز نهج صادق في تعاملنا العربي يؤسس عليه ويكون الطريق سالكا في منهجية جديدة تعطي للعمل العربي المشترك دفعة الى الأمام ونسأل الله لقادتنا التوفيق والسداد.
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved