أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th March,2001 العدد:10404الطبعةالاولـي السبت 29 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

الزواج في هذا الزمان
ان من يدخل عالم الخاطبين والمخطوبات يرى العجب العجاب من احوال الناس، فعند الخطبة يرمي البعض بكل تعاليم الدين الحنيف وتوجيهاته وراء ظهورهم متناسين انه لايؤمر الا بخير ولا ينهى الا عن سوء..
فالرسول عليه افضل الصلاة والسلام قال «اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ان لم تفعلوا يكن في الارض فتنة وفساد كبير» ولعل من يرى الفساد المنتشر في هذا الزمان وانتشار العنوسة وكثرة مشاكل الطلاق في المحاكم ليعزي ذلك الى التشديد وإعطاء الامور اكبر من حجمها في مسائل الزواج الذي امر الاسلام بتيسيرها. فالناس اليوم يسألون عن الراتب والشهادة والمسكن والسيارة.. ويشترطون شروطاً غريبة وثقيلة على الزوج، ويخططون لحفلة زواج كبيرة كي يتكلم عنها الناس الذين لن يقدموا أو يؤخروا في حياة الزوجين او في قدرهم عند الناس، وهذا ايضا كله لايعني شيئاً للزوجة مقارنة بتحقيق الحياة الزوجية السعيدة والتوفيق بينهم .. فكم من حفلة زواج ظهر فيها البذخ على اكبر اشكاله انتهت بالطلاق. في الوقت الذي يطلب فيه الزوج مواصفات وغايات ربما لاتدرك على فتاة تعيش على الارض «فاظفر بذات الدين تربت يداك» متغافلين السؤال عن الامور الاساسية والهامة التي سوف يكون لها الأثر الحقيقي في الحياة الزوجية كالصلاة والاستقامة وحسن الخلق..
وربما رفض شاب بسبب لايستحق عليه الرفض اما لشهادته الدراسية او بسبب الراتب او المرتبة الوظيفية او نظراً لوجود ابويه او احدهما معه في البيت حتى وان كان من افضل الناس خلقاً، وربما رفضت فتاة ايضا لاسباب غير منطقية وغير معقولة كأن يكون تخصصها الدراسي غير متناسب او ان شعرها غير طويل او انها نحيفة او سمينة.. الخ
والذي يرى تشدد الناس في هذا الزمان في امور الزواج وعدم تيسيرها في كل الامور لدى كثير من الناس الا من رحم الله ويقارنه بما في الزمان الماضي وبساطته في معالجته هذا الموضوع يجد الفرق الكبير في نسبة عدد حالات الطلاق والعنوسة وحتى في مشاكل الحياة الزوجية.. ففي الزمان الماضي كان يسود الاحترام والتقدير بين الزوجين والمحبة الصادقة والإخلاص والاحترام، حيث كان الزوج يشعر ويقدر احاسيس زوجته ويحترمها، والزوجة تقدر للرجل مايبذله من جهد لتحقيق الرزق لهم وتهيئ له سبل الراحة في البيت بعد عناء العمل متبعة في ذلك تعاليم دينها.
فهل من رجعة الى توجيهات الرسول الكريم حتى ننعم بحياة زوجية هنيئة وسعيدة.
اخصائية اجتماعية
سديم صالح عبد الله الفهد
القصيم

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved