أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th March,2001 العدد:10409الطبعةالاولـي الخميس 4 ,محرم 1422

العالم اليوم

أضواء
أسبوع القمة العربية 6 ـ 6
ما تحقق في عمّان
جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعيداً عن المساومات التي مارسها اعضاء وفد النظام العراقي، وبعيداً عن المزايدات الأخرى التي اعتبرت المسجد الأقصى مجرد جامع يمكن ان يستغنى عنه بتأدية الصلاة في مكان آخر، فان القمة العربية الدورية الأولى والتي يمكن اعتبارها قمة تأسيسية، فانها تعد كذلك تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك بشرط أن تنفذ القرارات التي اتخذها القادة وبالذات فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة وتطوير آليات العمل العربي من خلال تفعيل عمل مؤسسات جامعة الدول العربية، وتنشيط التبادل التجاري بين الدول العربية، والاهتمام اكثر من ذي قبل بمستقبل الأجيال العربية القادمة.
فبالنسبة للقضية الفلسطينية جاءت القرارات التي تعد في المحصلة النهائية «قرارات الحد الأدنى» إلا أنها اذا ما وجدت التنفيذ فانها خطوة متقدمة، خاصة فيما يخص التأكيد على دعم الانتفاضة الفلسطينية حيث لم يلتفت القادة العرب لدعوات وقف العنف، والمقصود بالعنف في تلك الدعوات، هو وقف الانتفاضة، وجاء الدعم عن طريق تسهيل ايصال الدعم المادي للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، كما انه جاء الموقف الحازم والداعي الي تفعيل المقاطعة العربية لاسرائيل أيضاً رفضاً عربياَ لطلبات «أصدقاء اسرائيل» بوقف العرب استعمال هذا السلاح الفعال، رغم ان بعض العرب لايزالون يتعاملون مع اسرائيل من تحت الطاولة..!! ولا اقصد بهؤلاء العرب الاردن ومصر فهاتان الدولتان ورغم اتفاقيتي السلام، إلا ان مواقفهما اقوى واشجع واكثر صلابة من الآخرين الذين لابد وان يأتي اليوم الذي يفرض على كاتب تحديدهم بالاسماء وبالمناسبات..!!
المهم نعود الى قرارات قمة عمان وهنا لابد من الاشارة الى قرار القمة بتحذير الدول التي تنقل سفاراتها للقدس بقطع العلاقات معها فوراً ان هي اقدمت على هذه الخطوة وكم تتمنى الجماهير العربية ان تفعّل هذه الفقرة وتنفّذ في حال اقدام اي دولة على نقل سفارتها الى القدس.. فتنفيذ هذا التحذير يعيد للعرب مصداقيتهم ويجعل لتحذيراتهم معنىً.
الشيء الأكثر أهمية أيضاً هو التأكيد على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس فور الاعلان عنها، وهذا شيء مهم في هذه المرحلة التي يعمل شارون على تجريد هذه الدولة والقضاء على الحلم الفلسطيني في ظل مسايرة من شريكه في الحكومة شيمون بيريس.
يظل الأهم الذي تحقق في عمان عملياً هو عودة التنسيق بين الدول العربية المحتلة اراضيها من قبل العدو الاسرائيلي، فبعد «المصالحة» التي تمت بين الرئيسين بشار الأسد وياسر عرفات والاجتماع الذي تم بينهما بعد ان مدَّ الرئيس السوري يده للفلسطينيين دعماً ومصالحة، فان المرحلة القادمة ستشهد تنسيقاً وتعاوناً بين سورية وفلسطين ولبنان ميدانياً في مواجهة الحرب الاسرائيلية التي تشن على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتعاوناً في العمل السياسي والدبلوماسي واذا لم يتحقق في قمة عمان فقط الا هذا الصلح، وعودة العمل السوري الفلسطيني اللبناني فهذا كاف، واذا ما فُعِّل على أرض الواقع وميدانياً في فلسطين وجنوب لبنان تكون أول الحراب العربية الحقيقية قد غرست في جنب الكيان الصهيوني.
لمراسلة الكاتب
Jaser@AlJazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved