|
| مقـالات
في جميع دول العالم المتحضر بما فيه الدول النامية تأخذ استراتيجية التنمية في الدولة بعين الاعتبار والأهمية والحسبان مشاركة الرجل والمرأة في خطط النهوض بالتنمية بمختلف توجهاتها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية وغيرها، وأي تهميش أو تجاهل أو عدم اعتراف لأي منهما بدوره الفاعل الكامل في المساهمة في البناء معناه فشل خطط التنمية أو تأخير سير عجلة الاقتصاد والنمو وبالتالي حصول الانكماش والتأخر الذي يؤدي غالباً الى الهبوط والشلل. وفي بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية تأتي في أولويات اهتمام المسؤولين وفي مقدمتهم باني وحارس مكتسباتها الحضارية والتنموية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله حرصهم على إنجاز كل ما من شأنه رفع مكانة هذا الكيان العظيم في خارطة الشعوب المتقدمة وتحقيق الحياة الكريمة الفاضلة للشعب السعودي على أسس راسخة من العلم النافع والعمل الجاد والتخطيط السليم والمستقبل المضمون المأمون للأجيال القادمة بإذن الله.
وفي الجانب الذي يعنينا التطرق إليه في هذه العجالة وهو عن دور المرأة السعودية في دفع عجلة التنمية والمساهمة بقدرتها وإمكاناتها مع شقيقها الرجل السعودي في النهوض بمقدرات الوطن من أجل البناء والاكتفاء.. كيف لا وأن التعاون والتكاتف في هذا المجال عامل قوة وهيبة وأمان في الحاضر والمستقبل برعاية الله وتوفيقه وأي مجتمع ينشد الازدهار والرخاء لابد ان ينهض بجناحية وعنصرية المتكاملين ونعني بهما الرجل والمرأة.. كل بجهده وقدرته ومجاله.. ومن هذا المنطلق الراشد الواعد لا تطوف مناسبة إلا ونرى ونسمع ونقرأ مناشدة ولاة الأمر في بلادنا وفقهم الله الى ان تأخذ المرأة مكانها ومكانتها في دور العلم بمختلف المراحل التعليمية وتتاح لها فرص التدريب والتوظيف في جميع المجالات التي تتناسب مع كفاءتها وطموحها. وهي قدرة أثبتت فيها المرأة ولله الحمد رسوخا ونجاحا في جميع الفرص التي أتيح لها العمل فيها مما جعلها تطمع بالمزيد وتتطلع الى الجديد وتطمح الى المفيد وبما يتناسب مع الأعداد الهائلة المؤهلة اللاتي يتخرجن بالآلاف كل عام من المعاهد والجامعات ومراكز التدريب والتأهيل المختلفة مما يجعلنا جميعا مسؤولين ورجال أعمال ومواطنين نفكر مليا ونجد في البحث من أجل خلق وإيجاد فرص وظيفية مناسبة أو مرافق ومجالات عملية لاستيعاب تلك الجموع العاطلة من بنات هذا الوطن للمساهمة بقدراتهن وكفاءتهن في كل ما يحقق لهن خدمة وطنهن ويعود عليهن بمردود مادي بدخل يسد عوزهن ومن يلوذ أو يحتاج إليهن ولا يتركن للعوز والفراغ والبطالة وما يترتب عليها وتبعاتها من آفات ومضاعفات نفسية مثبطة ومحطمة لا قدر الله.
ومن هذا المنطلق الرحب المشرق المتفائل بالمستقبل من واقع الجهود الحثيثة الخالصة المخلصة الملموسة.. وبعد هذه المقدمة الضرورية في مجال الحديث عن توظيف المرأةالمتعلمة والمتخصصة.
والأهمية والضرورة التي تتطلب ذلك والمبادرة فيه بعد ان أزيلت أو تآكلت التعليلات المثبطة والتأويلات الساذجة التي كانت تحول دون ذلك في الماضي مما حدا بالمسؤولين المخلصين الى الاهتمام والتخطيط بجدية وعزم وإرادة جسور بهذا الموضوع الحيوي الجوهري. وأنا هنا عندما أمسك القلم وأسجل انطباعاتي عن الجهود والمساعي التي تبذل من أجل تحقيق فرص عمل شريفة ولائقة تستحوذ على فراغ المرأة المتعلمة في بلادنا وتتيح لها مجال الإبداع في المهن والأعمال الأخرى التي تتناسب مع قدرتها ورغباتها.. إضافة الى مهنة التدريس والطب والتمريض وأمثالها. فإنني هنا وأقولها كلمة للحق وللتاريخ وبعيدا عن الإطالة. ولا أعدو الحقيقة قيد أنملة أو أغالي إذا قلت أن من أبناء مجتمعنا وفي ساحة رجال المال والأعمال من تؤرقهم حالة الفراغ والبطالة التي تعاني منها فئات متعددة ومؤهلة من بنات مجتمعنا حيث الطاقات المعطلة والكفاءات المنتظرة للتدريب والعمل ويأتي في مقدمة وطليعة رجال الأعمال المتحفزين للمساهمة في تدريب المرأة ومن ثم توظيفها على حساب القطاع الخاص في مهن وأعمال مناسبة لها وفي محيط محفوف بالأمن والراحة والمستقبل الوظيفي المشرق. من هؤلاء وفي مقدمتهم آتي على ذكر سعادة الشيخ عبدالعزيز الصالح العثيم رئيس مجموعة لازوردي.
هذا المواطن المخلص الشهم ورجل المواقف الفذ، حيث هو صاحب السبق في ترجمة الأقوال إلى أفعال والتجاوب مع نداء ولي الأمر في التوجه الى السعودة وإتاحة الفرصة لأبناء وبنات هذا المجتمع بالعمل المناسب في وظائف وأعمال ذات مردود مادي مقبول.. لقد قام المذكور بأريحية وشهامة وتضحية بتدريب أكثر من ألف متقدمة في مجالات تختص بالمرأة مجانا وبإدارة وإشراف وتدريب فني نسوي. مائة في المائة.
ولم يكتف بذلك بل قام على اثرها بتوظيف حوالي أربعمائة من هؤلاء المتدربات كدفعة أولى برواتب مجزية في مصانع نسوية مستقلة وبأعمال خفيفة ولكنها مفيدة وتحفز المتدربات الى الإبداع والتجديد لوجود الحوافز المادية والمعنوية.. هذه المصانع تختص. بتشكيلات ونقوشات مصاغات النساء من ذهب وألماس وما في حكمها. وقدعقد العزم على تدريب ألف متقدمة أخرى وتوظيف عدد مماثل بحلول عام 2002م وفق البرنامج المدروس المعد لذلك.. وكانت خطواته في مجال تدريب وتوظيف المرأة عامل منافسة شريفة اقتفى أثره وطريقته فيها بعض رجال الأعمال فيما بعد.. ولقد قوبلت هذه الجهود من الشيخ العثيم. بالشكر والامتنان والتقدير من ولاة الأمر ومن الوزارات المعنية ومن قطاعات مختلفة من أوساط مجتمعنا المثالي الذي لمس آثارها في تخفيض وطأة الفراغ وإتاحة التوظيف لمئات من الراغبات في العمل الشريف المناسب وفتح الأمل والمستقبل للبقية حيث ان الكثيرات منهن تجابههن مصاعب وظروف مادية وعليهن التزامات أسرية.. أكثر الله من أمثاله وجعل جهوده ومساعيه الخيرة في موازين أعماله الصالحة، وهكذا تكون الوطنية وهكذا تتجسد المثالية والتضحية والتجاوب المثمر مع كل ما يحقق الصالح العام للجميع.
|
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثان |
للتواصل: ص.ب: 27097 الرياض: 11417
|
|
|
|
|