أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 31th March,2001 العدد:10411الطبعةالاولـي السبت 6 ,محرم 1422

مقـالات

لا وقت للصمت
الأقسام النسائية والعدالة الغائبة!
فوزية الجار الله
أصبح عمل المرأة في الوقت الحاضر من الأمور الحتمية الهامة التي لابد منها لأسباب اقتصادية واجتماعية ونفسية لا مجال لذكرها هنا إذ انها معروفة مسبقا فيما أعتقد.
وتحقيقا لذلك ولاستيعاب هذه الطوابير من الطاقات النسائية فقد بدأ افتتاح الأقسام النسائية منذ سنوات حيث أصبحت بعض الوزارات تنشئ أقساما نسائية تابعة لها لتخفيف ضغط العمل ولأهداف عملية أخرى.. حدث ذلك في كثير من الوزارات والمرافق الحكومية مثل: وزارة المالية وزارة الصحة وزارة التخطيط الشؤون البلدية والقروية.
وهو أمل مبهج نُشجِّع عليه طالما يتم هذا العمل في اطار الشريعة الاسلامية.. وقد ثبت أن المرأة أكثر دقة وحرصا ونظاما وترتيبا من الرجل،
ولذا فقد كان الاتجاه الى تشغيلها في الأعمال الاحصائية والنسخ والكمبيوتر والارشيف.. إلا أن الملاحظ هو طغيان بعض الأعراف السائدة التي لا أساس لها وامتدادها الى مجال العمل!.
ففي بعض البيوت يحتل الرجال أجمل وأفضل غرفة في المنزل.. هي الصالون.. ويتم تفضيلهم أيضا في الاستراحات حيث توضع الأرائك المريحة لهم والنساء يبقين في أقصى الاستراحة..
وفي بعض الأسر يصبح للأب وللأبناء الكبار من الذكور الأفضلية في سفرة الطعام وفي نيل بعض الامتيازات المنزلية.. وتبقى النساء في الخلف للحماية والخدمة والحرص على راحة الذكور!
وقد امتد شيء من هذه المفاهيم للأسف الى مقر الأعمال.. حيث تعاني الكثير من الأقسام النسائية من الاهمال واللامبالاة!
كيف ذلك؟!
يبدأ الأمر بتخصيص الموقع )الخلفي غالبا( والأكثر سوءا لها في مبنى المنشأة التي تتبع لها.. وفي الوقت الذي يمتدحون فيه دقتها وحرصها والتزامها لا توفر لها الظروف المناسبة للعمل.. وليس لها إلا الصمت والرضا الانصياع وان تحمد الله أنها لم تبق في البيت تعاني الملل والبطالة!
ولو اطلعت على البيئة التي تعمل فيها بعض إن لم يكن أغلبية الأقسام النسائية لضحكت كثيرا حتى البكاء..
إذ تتذكر لو كنت مطلعا قارئا بأن البيئة تعتبر من أهم العوامل المحفزة على العمل.. كلما كانت مريحة كان ذلك أدعى الى العمل بروح معنوية عالية.. وتعرف أيضا بأن الظروف المطلوبة للعمل هي كالتالي:
أن يكون الموقع متناسبا مع عدد الموظفين/ الموظفات.
أن تكون التهوية والاضاءة في حالة ممتازة، لابد أن يكون الشباك خلف المكتب مباشرة والاضاءة مكتبية مشابهة تماما لضوء النهار!
لابد من توفر كافة وسائل وأدوات العمل المادية.
لابد أن تتوفر هناك مخارج للطوارىء، ومقاعد للاستراحة بين الممرات ومطعم أو كافتيريا للخدمة.
يفضل أيضا وجود حدائق صغيرة مرتبة حول المبنى ونوافير لتجديد الهواء وتنقيته.
أتوقف هنا عن سرد هذه المزايا الموجعة.. لأنه وبكل بساطة وبجولة على الأقسام النسائية لا يتوفر في أغلبها شيء من ذلك اطلاقا!
وعليه أجدها فرصة مناسبة لأقول للمسؤولين من الرجال في القطاعات التي يوجد فيها أقسام نسائية:
أما آن الأوان ليتم معاملة أولئك الموظفات من النسوة كما يعامل الرجال.. سواء كن موظفات أو مسؤولات.. أما آن الأوان لنظرة عادلة؟!
Email:fowzj@hotmail.com
ص.ب: 61905 الرياض 11575

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved