أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st April,2001 العدد:10412الطبعةالاولـي الأحد 7 ,محرم 1422

مقـالات

شدو
المنافسة .. نظافة ضمير!
د.فارس الغزي
صديقان حميمان أصاب أحدهما نجاحا مستحقا فداهمت الآخر مشاعر غيرة وحسد فبدأ بدس الدسائس وكيل التهم لصديقه ...، ومع ذلك وعلى الرغم من معرفة الآخر مقدما بما كان يعتمل ويدور في الأرجاء الضيقة )لمخيخ( صديقه نأى بنفسه وارتقى بسلوكه متوكلا على الله سبحانه وحقا فمن يتوكل على الله فهو حسبه....
هنا ما رأيك..؟! هل تعتقد انه من الضروري ان ما تكسبه انت يخسره غيرك؟... أوليس هناك متسع لكما أنت ومنافسك ليحصل كل منكما على حقه راضيا مرضيا .. لتتقاسما الرغيف الحلال عن قناعة ورضا بالمقسوم دون حسد او غيرة؟... لتمتشقا سلاح القناعة؟... ولتمتطيا صهوة الترفع والأنفة عن متاهات )اللف والدوران!( في حضيض دنس الدنيا الدنيئة..؟!
بالطبع للمنافسة )غير( الشريفة كمفهوم رأسمالي غربي أنصار وممارسون بل لها مدارس فكرية عديدة من احداها انطلقت النظرية الغربية المعروفة بنظرية )الندرة في القوة Scarcity )Theory of Power للعالم )لوبرت ليند( التي تمحور فحواها حول فرضية محدودية ما هنالك من موارد ومصادر اقتصادية في المجتمع مما يعني ان حصول جماعة ما على النصيب الأكبر من هذه الموارد خسارة لغيرها من الجماعات الأخرى .. ومثلها النظرية الأخرى التي تعرف بنظرية )المباراة ذات الحصيلة الصفرية او نظرية اللعب ZeroGame Theory( وهي نظرية سُخّرت من ضمن ما سُخّرت له في تفسير بعض السلوكات الاجتماعية ذات العلاقة بالربح الكلي لطرف ما مقابل الخسارة الكلية للطرف الآخر.
ان المنافسة الشريفة غريزة انسانية لا تستقيم امور الحياة بدونها بل انها سنة من سنن )الدفع( الكونية فلا مناص من ان تكون شريفة الأمر الذي يعني ان النجاح الذي يترتب عليه سقوط الآخرين ليس شريفا بل هو السقوط ذاته، بعبارة اخرى: النجاح يجب ان تحدده كمية ما يُنزف من فكر ويُسكب من عرق الجبين وينوء به )كاهل!( اليراع، وقبل هذا وذاك... وفوق هذا وذاك... بل فوق كل شيء: نظافة الضمير.
ان المنافسة عملية اجتماعية محورها التعاون الانساني شريطة ان تحدث في حدود المباح شرعا والمعقول انسانيا ولذا ففي زيادتها عن حدودها المعقولة صراع لا نهاية له وفي الصراع حسد وفساد.
كما ان في انحسارها عن مستوياتها المقبولة كساد وخمول وتقوقع، مما يعني ان )الوسطية( هي الوسيلة والغاية في حياة اقصر وأحقر من ان تكون غاية...
...اللهم اني أعوذ بك من نجاح )السقوط( والاسقاط....!
للتواصل ص ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved