أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st April,2001 العدد:10412الطبعةالاولـي الأحد 7 ,محرم 1422

الاقتصادية

مدير عام تبوك للصناعات الدوائية الدكتور المشعل في حوار مع :
مبيعاتنا قفزت من 18 مليوناً عام 97 إلى 100 مليون ريال عام 2000م
سعر الدواء بالمملكة هو القاعدة لتسعيرة الدول المجاورة ووزارة الصحة تبذل جهدها في تخفيض الأسعار
منتجاتنا تصل إلى دول المجلس ودول أوروبا وأمريكا مرحلتنا القادمة
* حوار : عبد الرحمن الرميح
تعتبر الصناعات الدوائية بالمملكة صناعة ناشئة وجديدة ويدل على ذلك اعتمادنا الكبير في استيراد الدواء من خارج الحدود ولا تتعدى مصانع الدواء بالمملكة ستة مصانع لعدة اسباب لعل ابرزها هو احتكار المصانع العالمية لنوعيات الادوية المنتجة والمستخدمة مما يجعل مصانع الدواء الاخرى تدفع الكثير من اجل الحصول على علامتها التجارية او اعطائها الرخصة اللازمة لإنتاج الدواء اضافة الى قلة الخبرة في هذا المجال من الصناعات في المملكة،
ويذكر ان حجم سوق الدواء بالمملكة كما ذكر ضيفنا في هذا الحوار يبلغ حجمه حوالي 4 مليارات ريال لا تشكل الصناعات الدوائية المحلية فيه تلك النسبة التي بمقدرونا الاعتماد عليها في صناعتنا والاكتفاء الذاتي منها،
فعن صناعة الدواء بالمملكة استضفنا الدكتور محمد بن عبد الرحمن المشعل مدير عام شركة تبوك للصناعات الدوائية ليحدثنا عن مسيرة الشركة والخطط المستقبلية لها من اجل الاكتفاء الذاتي في هذه الصناعة التي لا غنى للانسان عنها فإلي الحوار، ،
* نريد من سعادتكم اعطاءنا نبذة عن بداية إنشاء الشركة وتأسيسها ومراحل تطورها؟
تأسست شركة تبوك للصناعات الدوائية برأسمال يبلغ 150مليون ريال سعودي لتضيف لبنة هامة لصناعة الدواء في المملكة العربية السعودية ولتساهم من خلالها في توفير احتياجات السوق من الادوية ذات الجودة العالية وبأسعار مناسبة،
تم وضع حجر الاساس لبناء شركة تبوك للصناعات الدوائية في 22/6/1994م وقد افتتح المصنع بتاريخ 11/6/1996م بحضور صاحب السمو الملكي الامير فهد بن سطان بن عبد العزيز امير منطقة تبوك يرافقه خمسة وزراء،
يقع مصنع شركة تبوك للصناعات الدوائية على طريق المدينة المنورة حيث يبعد عن مدينة تبوك 15 كيلو متراً تبلغ مساحة المباني الخاصة بالمصنع 18 الف مترمربع هو مقام على أرض مساحتها 50 الف مترمربع،
والمصنع مجهز بأحدث الآلات والتجهيزات ذات الكفاءة العالية والمتلائمة مع أدق متطلبات أسس التصنيع الدوائي الجيد وقد صمم المصنع على احدث طراز يضمن سهولة انسيابية العمل وحركة العاملين ومواد الخام يحقق التأكد من عدم حدوث خطأ او تلوث ما بين المواد الداخلة في صناعة لمستحضرات المختلفة، وتحرص الشركة علي رفع القدرة العلمية والخبرة العملية للعاملين والتأكد من فهمهم الصحيح لادق متطلبات التصنيع الدوائي الجيد GMP وعليه انشأ مركز تدريب يقوم باعطاء دروس منتظمة لجميع المتعاملين مع عملية التصنيع، ، هذه الدروس يعطيها مدربون من داخل المصنع في بعضها والبعض الآخر يحضر له مدربون من الخارج، كما يوجد بالمصنع مركز ابحاث لتطوير المستحضرات قوامه 25 شخصا ما بين عالم وفني، اما قسم التسويق يتكون من عدة فرق موزعة على مختلف مناطق المملكة يشرف عليها ثلاثة مراكز رئيسية في كل من الرياض جدة الدمام،
* تقدم الدولة حفظها الله الدعم الكبير والفعال لجميع الصناعات بالمملكة وخصوصا فيما يتعلق بالمجال الصحي فماذا عن الذي تلقيتموه عند انشائكم لهذه الشركة والحوافز التي قدمت لكم؟
لم تأل حكومتنا الرشيدة يوما عن مد يد العون والمساعدة لكل ما فيه مصلحة المواطن ورفعة الوطن وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني وليست بحاجة لشهادتي ولكن من باب التحدث بالنعمة فلقد تلقينا كل دعم وتشجيع من كل القطاعات الحكومية ذات العلاقة منذ ان كان هذا المشروع فكرة الى ان اصبح واقعا، وقد تمثل هذا الدعم على سبيل المثال لا الحصر في تقديم القروض الميسرة جدا وبدون فوائد وتسهيل جميع اجراءات التنفيذ من استخراج الرخص اللازمة والاعفاءات الجمركية على الالآت والمواد ثم تشجيع الشراء الحكومي لمنتجاتنا، كما ان هذا الدعم لم يقتصر على الجهات الحكومية في الداخل فقط بل تعداه لجميع سفارات حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين في جميع الدول التي بدأنا التصدير لها وحيث ان جميع المستحضرات الصيدلانية قبل ان يسمح لها بالتداول في السوق فانه يجب ان تسجل في وزارة الصحة وتجاز من قبلها ونظراً للكم الهائل الذي تستقبله هذه الوزارة من المستحضرات من جميع الشركات العربية والعالمية فقد اعطت وزارة الصحة الاولوية للمستحضرات الصيدلانية الوطنية كسبا للوقت،
* تولي حكومتنا الرشيدة جانب السعودة اهمية كبيرة فكم يبلغ عدد القوى العاملة بالشركة سواء في المركز الرئيسي او المصنع وما هي نسبة السعودة التي وصلتم اليها؟
السعودة واجب وطني وامانة في عنق كل مسؤول سوف يسأل عنها يوم القيامة فأبناء كل وطن هم اولى بشغل الوظائف في بلدهم وبعدها لا مانع من الاستعانة بخدمات الاشقاء والاصدقاء لسد النقص، ونحن في شركة تبوك نؤمن بهذا المبدأ وقد وضعنا السعودة نصب اعيننا والحمد لله نسبة السعودة لدينا تتجاوز النسبة المطلوبة نظاميا والجدير ذكره إننا قد وضعنا نصب اعيننا التركيز على سعودة الوظائف الفنية ما امكن لان ذلك فيه نقل للتقنية للمواطن السعودي الذي نأمل يوما ان يكون لدينا منهم القدر الكافي الذي لا نحتاج بعده عمالة فنية من الخارج،
* ما هي أنواع الادوية او المستحضرات الطبية التي تنتجها الشركة وكم تصل كمياتها؟
تنتج شركة تبوك للصناعات الدوائية الآن ما يقارب 90 مستحضراً في جميع الاشكال الصيدلانية من اقراص وكبسولات واشربة ومراهم وحقن تغطي كثيراً من الاستعمالات الطبية مثل المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب والروماتيزم ومضادات الحموضة والحساسية والسكر وخافضات الحرارة والمسكنات وغيرها كل هذه الادوية طورت في مختبرات الشركة من قبل فنيي الشركة وتسوق من قبل فريق التسويق بالشركة وقد رأينا ان نثبت وجودنا بالسوق اولا ثم نبدأ التخاطب مع الشركات في شراء العلامات التجارية وهذا يجعلنا في موقف تفاوضي اقوى والقريب العاجل يحمل كثيراً من الانباء السارة بالنسبة للمستحضرات التي سوف تطرح بالسوق المحلي والعالمي،
* تعتبر الصادرات الخارجية مورداً مهماً لكافة الصناعات فكم عدد الدول التي تصدرون اليها وما هي نوعية الادوية المصدرة خارجيا؟
منذ انشاء شركة تبوك للصناعات الدوائية وضعنا في اعتبارنا عدم الاعتماد على السوق المحلي فقط بل يجب التركيز على مبدأ التصدير لأنه فيه تعدد مصادر الدخل للشركة وكذلك توسيع دائرة المنافسة مع الشركات الاخري وزيادة الدخل الوطني بالمساهمة في تنمية صادرات الوطن، كما ان الحقيقة القادمة والمتمثلة في العولمة تحتم على جميع الشركات الانتشار وفتح الاسواق ونحن الآن نصدر لجميع دول مجلس التعاون كاملة والاردن ولبنان والعراق واليمن والجزائر وليبيا والسودان كما ان المغرب وبعض الدول الاوروبية وامريكا هي من اولويتنا في الحقبة القادمة،
* يتميز السوق السعودي بأنه سوق مفتوح فما هو حجم سوق الدواء بالمملكة وكم تبلغ حصة الشركة فيه وما هي نظرتكم لمستقبل صناعة الادوية في المملكة؟
السوق السعودي من اهم الاسواق بالمنطقة لما يتميز به من كبر حجمه واستمرار التوسع ونظراً لما يتميز به عن غيره من الاسواق من الانفتاح وتوفر السيولة فقد اصبح هدفا اوليا لكثير من الشركات العربية والعالمية بحيث اصبحت المنافسة فيه قوية جداً ويبلغ حجم سوق الدواء بالمملكة حوالي 4 مليارات ريال وقد استطاعت شركة تبوك ان تشق طريقها بخطى ثابتة وواثقة نحو هدفها المرسوم وهو الصدارة بين الشركات المتواجدة بالسوق السعودي حيث بدأت مبيعات عامها الاول 18 مليون ريال وذلك عام 97 لتقفز الى 41 مليون ريال في العام الذي يليه ويتواصل التصاعد حيث بلغت 70 مليون ريال في عام 99 وهو العام الثالث للشركة هذا وقد تجاوز مبيعات الشركة في العام الماضي وهو كما نعلم العام الرابع للشركة المائة مليون ريال والحمد لله، هذه القفزات الكبيرة جدا في تنامي مبيعات الشركة خير دليل على تقبل الطبيب والصيدلي والمريض منتجات شركة تبوك للصناعات الدوائية التي عاهدنا الله على ان يكون هدفنا هو المحافظة على الجودة مما ينعكس ايجابيا على ما يلمسه المريض والطبيب من تحقق الفائدة المرجوة من تناول الدواء،
اما ما يخص مستقبل الصناعة الدوائية في المملكة فهي مستقبل مشرق والحمد لله حيث إن عدد الشركات المنتجة حوالي 6 شركات وهناك عدد آخر في طور البناء والتجهيز سوف ينتج قريبا واعتقد انه يجب علينا كشركات منتجة او في طور الانتاج ان نتوسع افقيا في مجال المستحضرات لكي تعطي اكبر كمية ممكنة من الادوية المصنعة محليا للتحقيق الدوائي والا تركز على شريحة ضيقة من المنتجات يجري انتاجها من جميع هذه المصانع وبهذا لا نحقق الامن الدوائي المنشود ويكون التنافس على جزء يسير من حصة السوق الدوائي،
* سوق الدواء بالمملكة سوق نام وجديد نوعا فما هي العقبات او الصعوبات التي واجهتكم قبل تأسيس المشروع وبعده؟
سوق الدواء السعودي ليس بالجديد وهو من الاسواق المرموقة ومطمح جميع الشركات للدخول فيه، اما ان كان ما تقصد الصناعة الدوائية السعودية فنعم هي حديثة في المملكة السعودية، ولكن هذه ليس عقبة حيث إن ما تحتاجه محليا هو الجدوى الاقتصادية للمشروع اما بقيةالمتطلبات فهي عالمية ومتوفرة وبيوت الخبرة منتشرة في الدول المتقدمة وتقدم خدماتها لجميع دول العالم وبالتالي فليس هناك مشاكل او عقبات واجهناها قبل البدء بالمشروع او بعد الانتهاء منه،
* يشكو الناس من ارتفاع قيمة الادوية بشكل عام فما اسباب ارتفاعها هل تراعون ذلك عند وضع التسعير للدواء المنتج؟
أسعار الادوية بالمملكة العربية السعودية ليست مرتفعة كما يشار ولجنة التسجيل والتسعير بالوزارة تسعى جاهدة لتأمين الجيد بالسعر المناسب فهي تتطلب ان تقارن سعر المستحضر بأسعاره ب30 دولة في مختلف دول العالم ثم تأخذ أرخصها سعراً واصبح الآن سعر الدواء بالمملكة هو القاعدة لتسعيرة بعض الدول المجاورة وذلك لقناعتهم بالجهد الذي يبذله الاخوان بادارة الرخص بوزارة الصحة لتسجيل الدواء الجيد بأرخص الاسعار وللمعلومية هناك دواء سجل في الآونة الاخيرة أطلعت على تسعيرته في المملكة ب53 ريالا فيما نفس الدواء لنفس الشركة سجل في جمهورية مصر العربية ب98 جنيها مصريا، قد يحدث انخفاضاً ملحوظاً في تسعيرة بعض الادوية وهذا لكون هذا الدواء مازال في فترة الاحتكار وهي فترة تعرضها القوانين العالمية تحمي حق براءة الاختراع للشركة بأن تبيعه بالسعر المناسب للشركة في فترة محددة ما بين 15 20 سنة وذلك لكي تحقق الشركة عائداً مجزيا يعوض ما تنفقه من اموال اثناء البحث والاكتشاف لذلك الدواء، ، وعند انتهاء هذه المدة فانه يسمح للشركات الاخرى بأن تنتج مستحضرات مثيلة له تسمى بالادوية الجنيسة ولكن اسعارها رخيصة وذلك لان هذه الشركات لم تنفق اموالاً طائلة جراء البحث والتطوير لذلك المستحضر الذي اصبحت كل اسراره التصنيعية معروفة ومخاطره مأمونة،
* ما هي الخطط المستقبلية للشركة؟
شركة تبوك للصناعات الدوائية وضعت استراتيجية لها بأن توفر للسوق المحلي الدواء الجيد بالسعر المناسب وسوف تستمر على هذا النهج وتوسع تواجدها بالسوق السعودي وكذلك من استراتيجيتنا الاساسية هي فتح الاسواق العالمية بدأ بالاسواق المحيطة بنا وهذا ولله الحمد وفي فترة تقل عن اربع سنوات هو كل عمر هذه الشركة فقد فاقت مستحضرات الشركة ال90 مستحضرا والمبيعات تخطت المائة مليون والاسواق الخارجية تواجدنا في كل دول الخليج الكويت الامارات العربية المتحدة البحرين قطر وكذلك في شمال افريقيا الممثلة بر الجزائر وليبيا السودان علاوة على العراق الاردن لبنان اليمن وقريبا سوف يعلن عن دخول اسواق جديدة نعتقد ان تواجدنا فيها مفخرة للصناعة السعودية،
* في نهاية هذا الحوار هل هناك ما تودون اضافته؟
اتوجه بشكري الجزيل لحكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين امد الله في عمره وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني على دعمهم ورعايتهم وسهرهم على كل ما فيه رفعة هذا الوطن وتقدمه ومنها القطاع الصناعي الذي تمثل فيه الصناعة الدوائية عنصرا هاما وكما اوجه شكري لجميع المسؤولين بوزارة الصحة وعلى رأسهم معالي الوزير على دعمهم وتشجيعهم للصناعات الدوائية بالمملكة والمتمثل في تسريع التسجيل وكذلك الاسراع بدفع المستحقات التي تمثل الدعامة الاساسية لاستمرار الصناعة الدوائية وتقدمها،
كما واود ان اهب بشباب هذا البلد الانخراط في هذه الصناعة المتميزة وان يحرصوا على الجانب الفني فيها لان هذا الجانب يؤدي الى توطين التقنية وهي منشد الجميع والله من وراء القصد،

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved