أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st April,2001 العدد:10412الطبعةالاولـي الأحد 7 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

الأسلوب الغربي تجاه العرب والمسلمين
مقاييس غير عادلة.. ومكاييل مزدوجة تجاه قضايانا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله:
سعادة/ رئيس تحرير جريدة الجزيرة
وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اما بعد:
فمن نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى نعمة الاسلام، ولقد اغاظ اعداء الاسلام تمسك اهل المملكة حكاما ومحكومين بالشريعة الاسلامية فعملوا بكل ما أوتوا من قوة لممارسة اصناف من الضغوط الهائلة على المملكة لكي تتزحزح عن تطبيق الشريعة الاسلامية ومؤازرة المسلمين في العالم، ولقد تنوعت انماط واشكال وألوان هذه الضغوط والابتزازات!! ولعل النمط الابتزازي الذي حظي بنصيب الاسد ما سمي )بالديقراطية وحقوق الانسان( وأضحى الغرب يتقمص دور القاضي والجلاد في آن واحد!! ممارسا أدوارا ملتوية باسم الديمقراطية وحقوق الانسان، من خلال قناعاته ورؤاه الخاطئة المبتذلة التي يروج لها بصخب في المحافل والمنتديات باسلوب انتقائي فج، وبمكاييل مختلفة وأقنعة متعددة!! فمن خلال السياسات الانتقائية والعنصرية التي تمارس بلا استحياء ولا خجل ولا مواربة يعمد الغرب الى توجيه حممه البركانية وسياطه الملتهبة باسم حقوق الانسان والديمقراطية لتحقيق مآربه المشبوهة وأغراضه الشخصية من اجل قلب الحقائق رأسا على عقب!؟ وجعل الباطل حقا والحق باطلا!؟
فنحن في المملكة إذا اردنا القفز فوق الحواجز المصطنعة والبالونات الفارغة لتعرية الواقع عن الاقنعة الزائفة، ولإسقاط الاردية المهترئة، لنبش الماضي ولتعرية الحاضر للبحث عن الحقائق المتراكمة واظهارها للآخرين بوجهيها الابيض والاسود فلا غضاضة لدينا بفتح الابواب على مصراعيها ونثر سجلات التاريخ في جميع الاتجاهات ونكء الجراح الغافية حتى يتسنى لنا رؤية ما فعله ادعياء حقوق الانسان والديمقراطية )الذين يبكون عليها بكاء الثكلى ويذرفون عليها دموع التماسيح!!( تجاه الانسانية جمعاء، ناهيك عن شعوب بأكملها تجرعت كؤوسا من الذل والهوان حتى الثمالة على أيديهم، ورزحت تحت نير سياطهم الملتهبة التي لم تفتأ طرفة عين عن الفتك بهم، وما زالت ذاكرة التاريخ حية ماثلة للعيان بصور مرعبة ترتعد لها الفرائص من هولها وشناعتها حيث رأينا كيف يعمد الرجل الغربي الى اصطياد فرائسه من الزنوج ثم حشرهم وشحنهم في سفن )أعدت اصلا لشحن الحيوانات( الى اوربا وامريكا، وهناك تتابعت فصول المأساة المؤلمة من اغتصاب وقتل وتشرد وعبودية وخلع كامل لربقة الانسانية وصل لحد تنصير هؤلاء الزنوج بعد ما كان جلهم مسلمين!؟ وما زال السعار الغربي قائما لإجهاض اي بارقة تلوح في الافق لإعادة الحقوق المغتصبة للزنوج فرائحة العنصرية تعج في كل مكان وتزكم الانوف، فاذا كانت شبكة الانترنت )على سبيل المثال( تحتوي على الفين وخمسمائة موقع عنصري امريكي مجاني تدعو بشكل فاضح لممارسة العنف تجاه غير البيض!!. وتظل المآسي قائمة على قدم وساق لم تضع أوزارها بعد! فاذا انتقلنا الى السجل الخاص بالهنود الحمر وتأملنا صفحة منه )على عجل( رأينا الصور المفزعة التي غادر معها النوم الاعين حيث آل الامر بالهنود الحمر ليعيشوا في اماكن فقيرة مهلهلة بأعداد محدودة بعدا أفناهم الغربيون واستأصلوا شأفتهم عن بكرة ابيهم!!
ولكن هل انتهت المأساة عند هذا الحد؟ كلا لم تنته حيث عمد البيض على طمس هوية الهنود الحمر ومسخ حضاراتهم ومورثاتهم ومحو ثقافاتهم عن الخريطة، وجعلها مجرد نماذج للعرض في المتاحف والاماكن السياحية فهي الشعاع الاخير الغارب من شمس الهنود الحمر الآفلة!!
ونستمر في تصفح صفحات التاريخ السوداء لنجد انماطا متعددة من العنجهية والاستبداد الغربي بشعوب العالم بأسره فمن )شفط واستنزاف( الثروات الوطنية الى تصدير النفايات الملوثة بالاشعاعات النووية ودفن المواد الكيمائية السامة في بلدان العالم الثالث، ناهيك عن جعل العالم الثالث ميدانا خصبا لتجريب الاسلحة المحرمة، والادوية التي في طور التجربة!!؟
بيد ان الغرب الذي يمارس اساليب رجل الغاب لم يقف عند هذا الحد بل واصل اساليبه الرخيصة وفرض نوعا من الوصاية والحصار تجاه شعوب عدة للاختلاف في الايدلوجيات السياسية او العقائدية التي لا تتفق مع الاهداف والمصالح الغربية وصل لدرجة استخدام العنف المباشر تجاهها ووضع الانشوطة حول عنقها باسم انتهاك الديمقراطية وحقوق الانسان!!؟
بل تطورت النزعة العدائية لديه من مرحلة التشرنق الى مرحلة الحشرة الكاملة فألقى )بثقله وقضه وقضيضه( خلف الجرثومة الصهيونية في فلسطين )ضاربا بنظرية الديمقراطية وحقوق الانسان المصطنعة عرض الحائط!!( فما انفك عن مد الطرق والجسور بكثافة اشكالها وصورها لدعم هذه الجرثومة فهو الرحم الذي قام باحتضانها في احشائه وحدب عليها وأغدق عليها الاموال الطائلة والاسلحة المحرمة حتى خرجت واشتد عودها واستطال شرها موجها بعمله الآثم صفعة شديدة للقرارات الدولية والاخلاق والمبادئ الانسانية!! حتى بلغ التبجح مبلغه بالمؤازرة الشعبية من الشعوب الغربية لهذه الجرثومة مثلما أظهرت بعض استطلاعات الرأي، اليس هذا يتنافى مع أبسط الحقوق الانسانية يا ادعياء حماية الحقوق الانسانية!؟ ام ان الشعب الفلسطيني لا ينتمي الى البشرية وانما ينتمي الى كوكب آخر وبالتالي يكون خارج القاموس البشري!!؟
وتستمر فصول هذه المهزلة عندما نرى التلميح الغربي لمجرم الحرب الارهابي )شارون( وإضفاء سمات الحمل الوديع عليه، واستخدام المنظفات بكافة اشكالها وانواعها لمحو التاريخ الاسود للمجرم الارهابي )شارون( ورش المطهرات على يديه القذرتين لمحو ما اقترفتاه من مآثم وموبقات تجاه الانسانية، ويبدو ان هؤلاء الغربيين بحاجة الى اجراء عملية تجميلية كبرى لشارون )تحت التخدير الكامل( حتى يمكن قبوله في المجتمع الدولي!!؟
اليس الاولى بأدعياء حقوق الانسان المطالبة برأس شارون ولفظه خارج الشرعية الدولية لتقديمه لمحكمة مجرمي الحرب )على غرار محاكم مجرمي حروب البلقان( ام ان هناك علاقة توأمية مقدسة غير قابلة للنقاش بين الارهاب الصهيوني والعالم الغربي!!؟
ومن الرسوم الكاريكاتورية لحقوق الانسان المتباكى عليها إذكاء الصراعات في العالم غير الغربي لتمرير اكبر قدر من الصفقات العسكرية حتى )التخمة( للاجهاز على البقية الباقية من الثروات الوطنية ولضمان دوران دواليب المصانع في الغرب، ودعم القيادات الدكتاتورية )بشكل او بآخر( في المناطق الحساسة في العالم لضمان استمرارية تسخين الاجواء الملتهبة وسكب الزيت على النار لإذكاء الصراعات الاقليمية وممارسة قدر من الارهاب والضغوط تجاه الدول في حالة تعرض المصالح الغربية للخطر المحدق!!
ويبقى الكثير الكثير من جعبة التاريخ المثخنة بالسواد!!
وبنظرة خاطفة على الواقع اليوم نجد معالم العنصرية الدينية واضحة للعيان لا يمكن تجاهلها بأي حال من الاحوال، فكما رأينا حالة الهستريا والهلوسة تجاه لبس المرأة الزي الاسلامي )الحجاب( في العديد من البلدان الغربية حيث شنت وما تزال حربا ضروسا على الحجاب الذي هو من ابسط حقوق الإنسان!!؟
نزداد دهشة وحيرة عندما لا يهتز الغرب ولا يغيَّظ ولا ينتفض ولا تشطب الدساتير ولا تغير القوانين ولا تزهق حقوق الانسان عند رؤية يهودي معتمرا قبعته )مثلا( أو سيخي ملتفا بعمامته!!؟ ولكنه على العكس من ذلك تماما عندما يقتص من جان او تقطع يد سارق او يجلد شارب خمر.. وفقا للشريعة الاسلامية الغراء!!؟ حيث تجد المطارق تنهال على المملكة باسم مسرحية حقوق الانسان التي يفتقد الغرب ابسط مفرداتها وحروفها الابجدية!!؟ وبالانتقال الى غرفة اخرى داخل البيت الزجاجي الغربي )الهش( نصعق تماما عندما ندرك حجم الكارثة على البشرية في الغرب يتضورون جوعا ويئنون مرضا فهم يفترضون الارض ويلتحفون السماء حيث يعيشون حياة التسكع والتشرد والحرمان الازلي، ويقتاتون من براميل النفايات!؟
فأعدادهم بالملايين )14 مليونا( ويتزايدون بالملايين سنويا!! بيد ان الحيوانات والطيور المنزلية التي بلغ عددها )500 مليون(!!؟ )تعاني من مشاكل في جهازها الهضمي نتيجة للاشباع المفرط لحد التخمة( حيث بلغت تكاليف اطعامها )7،24( مليارا في العام الواحد )يا بلاش( ناهيك عن تكاليف الرعاية الصحية والفندقية ووو الخ، وجمعيات الدفاع عن حقوق )القطط والكلاب والقرود والسحالي والصراصير ووو( التي تنتشر في طول البلاد وعرضها والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة وبعنف: اليس البشر احق بهذه الاموال الطائلة يا أدعياء حقوق الانسان!؟؟
إن التهريج الغربي باسم حقوق الانسان انما هو من نسج خيالهم المنحرف من اجل اقصاء الاسلام عن ميادين الحياة وتهميشه. لذك ادعو إخواني الى عدم الانسياق وراء الالاعيب الغربية التي ترتدي جلود الحملان وتحتها انياب الذئاب، وعدم الالتفات للابواق العفنة التي تصم الآذان، وصدق الله القائل في كتابه العزيز: )ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم(.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
عبدالمحسن الفريح العنقري
عضو هيئة التحقيق
والادعاء العام بمنطقة القصيم

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved