أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st April,2001 العدد:10412الطبعةالاولـي الأحد 7 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

مع التقدير لتغطية "الجزيرة" المتميزة:
ما نشر عن عدد السائحين غير صحيح والهيئة في فترة التأسيس وليست لديها تقديرات محددة
عزيزتي الجزيرة
ظن الكثير ان الثقاقة كلمة تشتمل على عدة فنون.. وعند ذكر هذه الكلمة تنهال ما اشتملت عليه عقولهم من احتوائها على معان قلائل.. فالثقافة عندهم هي مجرد أدب، شعر، كتابة، وفن سواء تشكيلي او غيره.. وبعض العلوم المتفاوتة.
أما كيف اكتشفت هذا؟ فأقول ان موقع النادي الأدبي بحائل هو الذي أثار هذا الشجون بداخلي، وربما استقطب غيوماً قد انجلت في سماء تفكيري.. استعرض في الموقع اسماء كتب فوقها أسماء الكتاب والأدباء والمثقفين.. قرأت الأسماء.. ولكن هناك فرجة كبيرة لم تسد ولم يذكر اصحابها فكل الأسماء تدور في محور رحى الكتاب البارزين او من جرب جرة قلم في احدى الصحف وكذا الشعراء ونزر قليل من الأطباء.. ثم ماذا أين ركن الثقافة وعمادها؟؟
بعد فترة من قراءة تلك الأسماء انتظرت من يبين الخلل الذي لا بد ان ينجلي فهم بشر لاغنى لهم عن المناصحة..وفعلا كان ما أردت في عزيزتي الجزيرة مقال بعنوان "لماذا غابت هذه الأسماء عن موقع أدبي حائل"؟ للأخ محمد عطا الله العنزي في العدد 10389. قرأت الموضوع بشغف ابحث عن ترجمة لتمتمات ألستنا ومطالبتنا لاعادة العرش الى مكانه في اعلى القائمة وفي مقدمة الأسماء، لسد تلك الفجوة العريضة بطائفة غير قليلة من العقود الثمينة. لكن وللأسف كنت كمن يبحث عن اللؤلؤ في أرض فلاة.. فالأخ لم يصل اطلاقا الى الأولى من الذي كتب فيه والأهم الذي لا مراء ان يكون في مقدمة الركب.. أين اولئك من كتابة اسماء المثقفين ممن حملوا بين جوانحهم اصل الثقافات التي جميعها انبنت على أساس الدين والعلم الشرعي.. فلم أجد اسم شيخ ولا داعية ولا عالم لا في مقدمة ولا خاتمة .. أين هم من الشيخ سليمان العامر رحمه المولى قبل وفاته وبعدها، أيضا الشيخ فهد الفايز والشيخ عيد الرميح والشيخ عبد الله العبيلان والشيخ مسفر العتيبي والشيخ احمد العتيق والشيخ سعود المبلع والشيخ عيسى المطرودي والشيخ سعيد الهليل والشيخ حمد الحمد .. وغيرهم الكثير الكثير .. وكذا لم تذكر الداعيات المتميزات أمثال أ.ابتسام الحازمي مديرة مدارس التحفيظ وأ.نوال السلوم احدى طالبات د.رقية المحارب ووكيلة كلية التربية للبنات بحائل للأقسام الأدبية وأ.نوظة القحطاني مديرة التوجيه وأ.وفاء المغيص مشرفة وحدة التربية وأ.وفاء الحميد عضو هيئة التدريس في الكلية العلمية.. وهنا لا مجال لعد البقية لأنني سأخطىء حتما وسأسقط بعض تلك الأسماء المباركة بإذن الله فلن استطيع ان اعدل ولو حرصت وذلك لكثرتهن مقابل ضيق السطور التي تطالبني بالتوقف .. بيد ان من حرص وتأمل ونظر بعين الانصاف من الطبيعي انه سيعدل ويضع كلا في مكانه المناسب.
أما الأمر الثاني الذي يبين اقتصار الثقافة على تلك الفنون ان منطقة حائل خاصة تقيم كثيرا من الاجتماعات النسائية سواء كانت امسيات شعرية او ثقافية أدبية او طبية. وكل هذا طوال العام ويكثف في فترة الصيف بالمقابل اني لم اسمع يوما ان هناك محاضرة في القاعة الفلانية لإحدى الداعيات البارزات .. غير محاضرة أقيمت للداعية المعروفة الدكتورة رقية المحارب قبل عدة سنوات خالية ولم نزل الى يومنا نتكلم بها.
وهذا طبعا واقع مؤلم يبكي افتقارنا الى ما يحيي القلوب والعقول.. ولعلها فرصة للنداء على منبر الجزيرة للمطالبة بتنظيم سلسلة من الدروس العلمية والمحاضرات الدينية من لدن داعياتنا الخيرات اللاتي يردن فقط من يفتح المجال.
أخيرا .. لا بد من استيعاب كلمة الثقافة من كل نواحيها لا سيما أساسها والحرص على ابرازه اكثر من غيره .. فلعل كلامي يصل الى المسؤولين ثم يعاد النظر في كل ما قد كتب وقيل ..لعل الستار ان ينجلي عن الحق المستبين .. والله من وراء القصد.
وقفة
في عصر يوم السبت الموافق 15/12/1421ه حدث في حائل شيء إمرٌ لم يطق المسلمون له صبرا .. فتحاملوا على انفسهم رجاء ما عند خالقهم .. بات الحزن يغمرهم وهم يلتجئون الى الله ان يربط على القلوب ويثبت الأقدام على الحق .. المسلمون تختلط دموعهم مع زفرات انفاسهم كيف لا وقد توفى فقيه وعالم حائل والأمة جمعاء الشيخ سليمان العامر رحمه الله وأدخله الغرفات آمنا ..فما زالت سلسلة تناثر الكواكب مستمرة .. وما زال العلم يدفن تحت الثرى.
يوم جنازة الشيخ لم يكن خافيا على أحد منا فقد امتلأت الشوارع حول جامع برزان وسارت الأفواج الى المقبرة خلفه أمما تريد ان تهيل عليه ولو حفنة من تراب .. نعم والله بيننا وبينهم يوم الجنائز .. هنا يسأل المرء نفسه ما الذي حبب الناس به بجنسياتهم المختلفة فجاءوا من كل حدب وصوب؟ بالتأكيد ان من أحبه الله قذف في قلوب العباد حبه ومن كان ذاك تعامله مع الخلق حقت له تلك المحبة.. ومن شهد له الناس قيل له وجبت له الجنة.. أو لسنا نحن شهداء الله في أرضه .. نحسب شيخنا كذلك ولا نزكيه على الله.


الله يعلم ما يكن ضميره
فهو الحسيب عليه جل جلاله
لكننا شهداؤه في أرضه
نثني على احسانه فيناله
ورجاؤنا بالله خير عزائنا
متفائلون وأنس عبد فاله
ان تجعل الفردوس دار مقامة
ولنا الجوار والاجماع كماله)1(

أيها المسلمون .. أبناءه .. طلبته .. لا تبكوا عليه فان الشيخ لا يبكى عليه وانما اسكبوا العبرات على ثلمة احدثها في وقت غفلة ووسنة عن حسن العمل لا نعلم متى تسد .. فجدوا واجتهدوا فإن المسؤولية قد عظمت والله المستعان.


من اي أبواب المكارم أدخل
وبأي شيء للفؤاد أعلل
من أين أبدأ بث جرحي انني
مكلوم قلب والفضاء يجلجل
يا لوعتي اذ جاء يوم فجيعة
رحل الحبيب وبابه قد يقفل
أبتاه ان رحيلكم سهم مضى
بين الجوانح والفؤاد يسمل
عشت الحياة مجاهدا ومعلما
ومربيا تحنو علي وتسأل
أماه لا تبكيه ان عزاءنا
لقيا الحبيب بجنة تتجمل
قد جاء من تلك البقاع ملبيا
يحدو المطي معلما ويهلل
رباه اني ضارع متوسل
ان تعطي الأجر الكثير وتجزل
لفقيد أمتنا ونور قلوبنا
شهم الشمال حبيبنا تحلل)2(

أنوار الغريب حائل
1 قالها في رثاء الشيخ عبد اللطيف بن صالح بن عبدالمحسن العامر
2 قالها في رثاء ابنه الشيخ بدر بن سليمان العامر

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved