أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd April,2001 العدد:10414الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,محرم 1422

مقـالات

شمس العصافير
أطفال الشارع
ناهد باشطح
* قبس:
«ما نفع اتساع العالم عندما يكون حذاؤنا ضيقاً»
حكمة عالمية
***
حمدت الله كثيرا إذ لا يوجد لدينا أطفال يتركون مدارسهم ويبيعون السلع الرخيصة، ولا تمتد اليك يد طفل صغير تستجديك شراء علبة مناديل ورقية ببضع ريالات، لأن وزير العمل والشؤون الاجتماعية قال في تصريح لإحدى الصحف «ان المملكة لا يوجد بها هذا النوع من العمل للأطفال ولا يسمح به لأن النظام لا يقره»!!.
إذن فلا بد أننا نتخيل وجود الأطفال البائعين لكن الوزير عاد وقال:«إن قيام بعض الأطفال بالتسول عند الاشارات الضوئية والطرقات أو ممارسة البيع كجائلين في الأماكن العامة هو غير جائز نظاميا والدولة تعاقب عليه لكنه لم يصل الى حد الظاهرة، إن معظم الأطفال الذين يقومون بذلك هم في الأصل غير مواطنين وبعضهم اقامتهم غير نظامية».
والحقيقة انه رغم احترامي لوجهة نظر الوزير إلا أنها ليست دقيقة إذ لا يجدر بنا ان ننتظر حتى يتحول تسول الأطفال الى ظاهرة فننتفض ونقوم بعلاجها!
هل يعرف الوزير ان انتشار الأطفال الباعة عند الاشارات الضوئية بدأ منذ أكثر من سبع سنوات في مدينة جدة ثم انتقل الى الرياض وربما انتشر في المدن الأخرى.. القضية لا تكمن في مراقبة انتشار عمل الأطفال وترقب انطباق شروط الظاهرة عليه. إن القضية هي أطفال مشردون قابلون بسهولة السير في طريق الانحراف ما دام الشارع مأواهم والعلم ليس طريقهم والأسرة لا تحتضنهم.
واذا كانت اتفاقية مؤتمر العمل الدولي الناصة على حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال لا تنطبق علينا فليس من المنطقي ان ننتظر حتى نتحول الى دول شبيهة بجنوب آسيا أو أمريكا اللاتينية ونبدأ في معالجة وضع الطفل ومستقبله لدينا.
يرى الباحثون في «اليونسيف» ان بؤس الطفولة في العالم الثالث يشعرهم الأطفال بافتقاد السند، ويؤدي بهم الى الرفض والتخلف الاجتماعي، وتشير بحوثهم الى ان 80% من الأحداث المنحرفين ينتمون الى أوساط فقيرة بائسة، كما تشير بحوث أخرى الى ان أطفال العالم الثالث، ومن ضمنهم أطفال الوطن العربي، يعانون من تخلف في النمو العقلي، والنمو الجسدي، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لأسرهم المثقلة بأعباء الحياة الشاقة، والظروف المعيشية السيئة.
ولا أظن ان أطفال الشارع إلا ضحايا الفقر والتفكك الأسري وكون أعدادهم قلة لا ينفي وجود خطر يشكل مستقبل الطفولة وتجاهل وضعهم يشكل خطرا في وعينا تجاه مستقبلهم.
سأعتبر ما قرأته خطأ في الصياغة اللغوية، فنحن نعلم الى أي مدى أسهم الوزير بجهوده في رفع الوعي الاجتماعي لكثير من المشكلات الاجتماعية التي كانت خارج منطقة الضوء والوعي.
www.nahed.net

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved