أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd April,2001 العدد:10414الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,محرم 1422

الثقافية

لافتة
«العولمة المحلية»
عبدالحفيظ الشمري
أشرت في مقالة سابقة إلى أهمية ان يكون هناك «عولمة محلية» تكرس جهودها.. وتبني توجهها على اسس خدمة الثقافة الوطنية.. بمعنى ان تكون العولمة تجربة ذاتية جديدة تعيد صياغة المنجز الأدبي وتحقق اهدافه.
العولمة اصبحت تجارة رابحة لدى العديد من القطاعات بل اصبحت تدر اموالاً وتستميل العديد من العقول والأفكار ولكن بصورة قد تكون مروعة تقتلع معها كل المسلمات بل إنه لا تراعي القضايا والجدليات التي عرفت منذ قرون..
ولكي ننجو من هذا الطوفان الهادر يجب ان يكون لدينا ما اسميه عولمة ذاتية او محلية تعيد ترتيب ثقافتنا لنصبح اكثر واقعية في تقبل فكر العولمة.. بل ربما نحمي انفسنا من اضرار قد تأتي مصاحبة لمثل هذه التحولات..
الكتاب لدينا يعاني من حالة الضياع والتجاهل فكيف به ان اصبح وسط هذه الموجة القادمة ألا يجدر بنا التحرك في تحديث اطاره وصنع عناصر ومؤثرات ملائمة ليكون اكثر تماسكاً امام هذه العاصفة.. نود ان يكون هذا الترميم منطلقاً من جذور، واساسات هذا البناء المعرفي الخالد للكتاب..
ربما يكون الكاتب حالة اولى يجب ان تطولها يد التغيير تليها العديد من المحاولات في تجديد بناء المشهد الثقافي والادبي الذي يوشك على الافلاس والضياع.. ولك ان تعدد معي الكثير من هذه القنوات المعرفية التي تحتاج الى مثل هذه «العولمة المحلية»..
كما انه من الاجدى والاهم ان يكون التعولم المحلي مرتبطاً بتغيير النظرة الساذجة للادب والابداع والذي لايرى فيه البعض جدوى.. بل ان البعض يناصب الاديب العداء لفرط وساوسه من هذا المارد الخفي الذي يوقظ فيمن حوله نوازع البحث عن الذات وصقل موهبة الوعي.
وللمؤسسات الثقافية، والمنابر الادبية والفكرية دور هام وضروري في اقتفاء حساسية هذا الخطاب الحديث الذي يحاول ان يجهر في طرح ثقافة جديدة ومتطورة تخدم مسيرة الثقافة المحلية والتي هي في الاساس هويتنا الوطنية.. وتتجسد هذه الادوار للمنابر والمؤسسات في احترام الكتاب.. والتعاطي مع وجوده بوصفه كائناً حياً، ولايمكن لنا ان نطالب «المؤسسات الثقافية»، بالتعولم مالم تكن مهيئة ذاتها وآلتها الثقافية والادارية لفهم هذه «العولمة المحلية» والتفاعل مع معطيات الرغبة في خلق ثقافة جديدة واعية تحقق اقل الطموحات التي يبحث عنها الاديب والمبدع لدينا.
«العولمة المحلية» ربما لاتقتصر على الادب والثقافة فمن الممكن ان تتغلغل في بناء الثقافة وتسهم في نشر العديد من الاسئلة حول ماهية المنجز الادبي الذي تواصل منذ عقدين وبشيء من الرتابة والملل.. لكن ما الذي ستكون عليه «العولمة المحلية» في ظل هذه النظرة «المشككة» للادب والاديب.. ستكون هناك اشكالية كبيرة بحجم هذا الفراغ الذي يخلفه رحيل «الادب والابداع» الى جهة مجهولة..
لعلنا في هذا الاطار نحاول ان نتلمس بعض الطرق التي تكفل لنا مزيداً من التفاؤل والامل بتوهج هذا الانجاز الانساني والحضاري الفريد.. ذلك الكائن الفائق التميز والتوهج.. انني اعني الابداع الادبي والمعرفة والثقافة والوعي..

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved