أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd April,2001 العدد:10414الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

حول موضوع ضرب الطلاب
كثر الحديث مؤخراً عن مسألة ضرب الطلاب كأسلوب رادع في تربيتهم وتعليمهم، فمن مؤيد لهذا الاسلوب ومشجع ومطبق له الى رافض لعملية تطبيقه وتنفيذه اساسا وانه لا يجدي بتاتا في عملية تربية وتعليم الطلاب. وبدورنا نقول: ليست المسألة هل نعمد الى اسلوب الضرب ام لا؟ وانما القضية من نضرب من الطلاب؟ فليس كل طالب يستحق الضرب كما انه ليس كل طالب يناسبه هذا الاسلوب من التربية، فهناك طالب يناسبه النصح والإرشاد وآخر يناسبه الحرمان او المنع وآخر يفيد فيه الخصم من الدرجات (حيث ان بعض الطلاب يطلب منك ان تطبق معه اي اسلوب الا الحسم من درجاته) وهناك طالب قد لا يجدي معه فعلا الا اسلوب الضرب وهو من مورست معه جميع الاساليب والاجراءات السابقة دون نتيجة تذكر. فالمرجع الاساسي هنا مبدأ الفروق الفردية، فكل طالب كما نعلم له تركيبته النفسية والشخصية المستقلة والخاصة والمختلفة عن غيره، ونحن لن نستطيع من أول وهلة أن نتبصر بشخصية الطالب وتكوينته النفسية ومن ثم بالأسلوب المناسب في تربيته او عقابه.
لذا علينا ان تكون تربيتنا متدرجة بأن نبدأ اولا بأسلوب اللين والنصح والارشاد والتشجيع فان لم تتغير حالته ولم يثمر عن ذلك الاسلوب اي نتائج فنلجأ لاسلوب اللوم والعتاب والتأنيب والتوبيخ على ان يكون ذلك سريا مع الطالب فان لم يجدِ نلجأ لاسلوب الحرمان من بعض الانشطة كالرياضة مثلا وخصوصا عند عدم احضار وحل الواجبات او حفظ النصوص او استدعاء ولي امره او الحسم من الدرجات، فان لم تنجح جميع الاساليب السابقة فنعمد الى الضرب وذلك بان يكون آخر الحلول عندما لا يكون هناك حل بديل له، فكما يقال (آخر الدواء الكي) فذلك اسلوب نبوي وجه اليه نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (مروا ابناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم لعشر.. الحديث) فلم يبدأ بالضرب اولا، كما انه اسلوب إلهي قرآني اوحاه الله الى نبيه بان بين له كيف يطبق دعوته ويتدرج في تنفيذها حيث قال عز من قائل (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
فبدأ بالحكمة ثم الموعظة الحسنة ثم المجادلة ولم يقدم اسلوب العقاب والشدة فذلك جهل ويأس وعجز وقصور في اسلوب التربية احيانا. فالواجب علينا ان نستقي اساليبنا التربوية من كتاب الله العزيز ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
والتربية كما نعلم ليس المقصود منها العقاب بذاته او الشدة او التسلط وانما بذل الجهود لتهذيب النفس ووقايتها من الوقوع في الانحراف أوالانحلال لا سمح الله، كما ان كلامنا هذا ليس معناه كما اسلفت عدم مناسبة الضرب نهائيا في التربية بل إنه يكون هو الدواء والشفاء لبعض الحالات. ولكن أن يكون عند استنفاد كل الطرق والاساليب. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عمر بن سليمان الشلاش
المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة القسم المتوسط

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved