|
| الريـاضيـة
جورج أعاد ذكريات الراحل برشتش والقادم الأهم!
قبل ربع قرن تقريبا أو يزيد قرر عدد من نجوم النصر والكرة السعودية يتقدمهم خالد التركي/ سعود أبو حيدر/سعد الجوهر/ محمد سعد العبدلي/أحمد الدنيني رحمه الله وآخرين اعتزال الكرة ومنح الفرصة للأسماء الصاعدة للقيام بدورها في الخارطة النصراوية وكانت إدارة النصر تعلم أن نجومها الكبار اقتربوا من الرحيل وأن هناك عناصر صاعدة تنتظر أخذ فرصتها للدفاع عن الشعار الأصفر وهي بحاجة فقط إلى مدرب متمكن قادر على صقل موهبتها وتقديمها للملاعب لخدمة منتخب بلادها وناديها النصر فوقع الاختيار على المدرب العجوز اليوغسلافي الراحل برشتش الذي عرف عنه قدرته العجيبة على اكتشاف الموهبة وصقلها وتطوير مستواها الفني والفكري والذهني وله نجاحات سابقة مع الكرة الكويتية إبان عصرها الذهبي الرائع وبالفعل حضر برشتش إلى الرياض وبدأ عمله مع النصر وسط ملاعب متواضعة وفترة زمنية محدودة ولكن هذه المعوقات لم تقف حائلاً دون إنجاز اليوغسلافي الراحل لعمله الجبار ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها أن الإدارة النصراوية وقفت معه ودعمته بالمال والجهد والوقت ومن أبرز وسائل الدعم الذي قدمها الأمير عبدالرحمن بن سعود لبرشتش إقامة عدة معسكرات طويلة في أوروبا لفريق كرة القدم وعناصره الجديدة فكان من ثماره أن تفرغ برشتش لعمله ونجح في صقل موهبة العديد من النجوم التاريخية التي لايمكن لأحد أن يتجاهلها ومن أبرزهم الهداف الكبير ماجد عبدالله وصانع الألعاب البارع يوسف خميس والمهاجم البارع عبدالله عبدربه وزميله دريويش سعيد ثم المدافع ذائع الصيت توفيق المقرن. هذه النجوم النصراوية الدولية منحت النصر لجانب نجوم آخرين التفوق والبطولات والتألق الدائم. إن ما جعلني أتحدث عن مسيرة الراحل برشتش التاريخية مع النصر هو ما أشاهده من عمل جبار يقوم به البرتغالي آرثر جورج الذي لم يكمل عامه الأول مع النصر ورغم هذا قدم نجوماً كروية ينتظرها مستقبل رائع وواضح متى ما اهتموا بتنمية مهاراتهم الكروية والفكرية.
ففي العام الماضي مثلاً ورغم المشاركة الإيجابية للنصر في كأس العالم إلا أنه لم ينجح في تقديم عناصر جديدة جيدة قادرة على الاقناع والإبداع والامتاع ويعود ذلك لسياسة التركيز على العناصر القديمة التي توقف عطاؤها منذ سنوات وأبت أن ترحل متمسكة بمراكزها في خارطة الفريق بيد أن الوضع تغير لأنه يجب أن يتبدل فيرحل من هبط مستواه ويتواجد من هو قادر على خدمة الفريق ومثل هذه القرارات بحاجة إلى مدرب شجاع ومتمكن مدعوم من إدارة صادقة وواعية ومخلصة فوجد النصراويون هذا الأمر في شخص عبدالرحمن بن سعود والبرتغالي آرثر جورج ليبدأ معهما عملية التصحيح وإعادة الهيبة الغائبة فبدأ العمل مبكراً وفي فترة الإعداد التي من خلالها تم إعداد وصقل موهبة النجوم الصاعدة للهداف الصاعد علي يزيد /أحمد جهوي/ماجد الدوسري/هادي شريفي/سعد الشهري/ ثم عبدالرحمن البيشي وهذه العناصر تملك الموهبة وهي بحاجة إلى مدرب قادر على صقلها وتطويرها وهو مافعله آرثر جورج والذي معه شاهد المتابع الرياضي نجوم النصر الصاعدة وهي تقوده للوصول الى نهائي كأس الاتحاد ثم المباراة الختامية للبطولة العربية في أقل من أشهر وبلوغ المربع الذهبي مسجلين نجاحا منقطع النظير في أول موسم رياضي حقيقي لهم ولم يكن هذا فقط مافعله نجوم النصر الصاعدة التي بحاجة إلى مزيد من الدعم فمن خلال عطائهم الفني المرتفع كسبوا مساحة واسعة من الإعجاب والتصفيق .
إن هذا العمل الجبار والرائع من المدرب آرثر جورج وأن لم ينجح حتى الآن في تتويجه ببطولة يستحق من الرياضي المحب لكرة القدم الاشادة به والثناء عليه فصقل النجوم وتقديمهم للملاعب بصورة جيدة ومقنعة أمر ليس من السهل تحقيقه أو النجاح فيه ولهذا يجب أن يعلم المحب للفانلة الصفراء أن فريقهم ونجومه الصاعدة هو فريق المستقبل القريب ومع كثرة المباريات وقوة المشاركات سيكون النصر في حال أفضل في الأعوام القادمة وعليهم ان يقفوا مع إدارتهم ومدربهم الكبير ونجومهم الصاعدة حتى يحققوا مبتغاهم الأول وهو الحصول على الألقاب والإنجازات وهذا ما يحتاجه اللاعب النصراوي في الوقت الحاضر أكثر من أي شيء آخر ويعلموا أن المدرب الراحل برشتش الذي عمل مع النصر لسنوات ثلاث لم ينل سوى بطولة واحدة فقط لكنه قدم نجوما تاريخية تجاوزت سمعتها الآفاق المحلية وباتت من الأسماء البارزة في تاريخ كرة القدم العربية والقارية فهل يدرك النصراويون ذلك ويقفون مع آرثر جورج في مهمته الحالية وهو الذي أعاد النصر لأجواء المنافسة وقدم أكثر من نجم صاعد ورائع حفظت أسماؤهم في وقت مبكر مقدمة أفضل المستويات في جميع مشاركاتها ومنها بطولة النخبة الحالية التي شهد يومها الافتتاحي تحقيق النصر للفوز الأول على الصفاقسي التونسي بهدفين كان لعبد الرحمن البيشي الهدف الثاني منهما والذي معه تعززت آمال النصر في تحقيق لقبه الأول مع آرثر جورج لكن هذا الإنجاز لن يتحقق إلا إذا أدرك النصراويون ان مباراة الصفاقسي خطوة أولى وأن الكأس ماتزال بعيدة عنهم وأن فرصة الفرق الأربعة قائمة في اللقب وأن الخطوتين القادمتين هما الأهم والاكثر اثرا في تحديد من سيذهب إليه اللقب العربي الكبير وإذا أدرك النصراويون هذه الأمور كلها فقد يكون لهم نصيب في الإنجاز اما إذا استكانوا للفوز على الصفاقسي فإن العواقب ستكون وخيمة وهذا ما يخشاه النصراويون على فريقهم الصاعد!
سعود عبدالعزيز
|
|
|
|
|