أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 4th April,2001 العدد:10415الطبعةالاولـي الاربعاء 10 ,محرم 1422

الفنيــة

درسهم يا محمد عبده
كلنا تابعنا فناننا الكبير محمد عبده وهو يعطر آخر ليالي دبي الساحرة وينثر عبير صوته الفواح عبر الفضاء ليمتد ويعبر أجواء وطننا العربي من الماء الى الماء.. ملايين المشاهدين تابعوا ذلك الهرَم الفني «بفتح الراء» وهو يسلطن أكثر من اربع ساعات وكأننا نسمعه لأول مرة وهو «الوحيد» الذي تربت اسماعنا على صوته الذي بات الآن علامة الجودة للطرب الأصيل.. كان مساء أمس الأول مختلفاً كلياً في كل شيء شاهدته وتابعته وكأني لأول مرة أتابع حفلاً لفنان في هامة محمد عبده الذي لم يبدع وهو الذي تعدى الابداع بمراحل تجعل من الباقين يركضون وراءه ليصلوا إلى ما وصل اليه فيصبح بالنسبة لهم كالسراب حينما يدنون منه يبتعد.
دعوني أتحدث معكم بصراحة عن ليلة دبي التي أثبت فيها محمد عبده للمرة الألف أنه يركض في الميدان وحده.. ولا نقول هذا الكلام لأننا معجبون به ولكنه الواقع والحقيقة ولا نستطيع ان نحجب الشمس بغربال فكفنانا تزييفا للحقائق.. وعودوا لحفلة دبي حتى تتأكدوا من صدق كلامي فقد غنى محمد عبده بجميع طبقات صوته «الصافي» بإبداع متناه وتفنن في ذلك واستعرض «قوته» وهذا من حقه فهو على الساحة متسيداً ثم عرج على جميع المقامات حيث اختار اغانيه بعناية فائقة وهناك ميزة في محمد عبده لا أظن ان احداً من فناني الوطن العربي قد وصل إليها وهي انه ولو غنى أغنية في جميع حفلاته فإن هذه الأغنية تختلف من حفلة الى اخرى وقس على ذلك مثلا أغنية «لي ثلاث ايام ولا تضايقونه»، وكانت الفرقة الموسيقية بقيادة وليد الفايد في برج سعادتها وابداعها وهم يقفون خلف محمد عبده حيث لم يسجل ولا خطأ لا من الموسيقيين ولا الكورال حتى ان الفايد في ليلة دبي ومن تابع الحفل يلاحظ ذلك كان يغني مع محمد عبده وهو يقود الاوركسترا..
وبالمختصر فقد كانت حفلة دبي درساً مجانياً لجميع الفنانين وعلى الهواء مباشرة في الطرب الأصيل وحتى الوقوف خلف المايكرفون الذي يجهله كثير من الفنانين الذين جعل منهم البعض «اساتذة» وأتمنى ان يتعلم بعض الاخوة الذين دخلوا ساحة الفن ويجهلونها ربما تعلموا شيئا من مدرسة امتدت عشرات السنين ولا اقول من الحفل كاملاً لأن هذا صعب عليهم جداً ولكن من اغنية واحدة هي «لاتضايقونه».
وفي الختام شكراً جزيلاً محمد عبده وشكراً جزيلاً لدبي فكل شيء في تلك الليلة كان رائعاً والأروع من ذلك كله فنان كبير وفرقة كبيرة وجمهور كبير صفق كثيراً في وطن عربي كبير وحينما تشاهدون محمد عبده مرة أخرى أو تسمعونه فتأكدوا ان الفن مازال بخير.
محمد يحيى القحطاني
* صورة مع التحية لجميع الفنانين العرب

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved