أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th April,2001 العدد:10418الطبعةالاولـي السبت 13 ,محرم 1422

مقـالات

مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
البناء والمهمة «4/4»
لا غرو ان اعادة بناء مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله تذكير بالشيخ رحمه الله، وبماله من دور مبارك في بناء مؤسسات الدولة خصوصا الشرعية منها...
ومع شديد الأسف فإن سيرة الشيخ ومنهجه الدعوي والفقهي.. لم يتيسر من يعتني بها.. او ينشرها بين الناس ومحبي الشيخ والثقافة والفكر الاسلامي.. ولا اعلم لذلك سبباً .. فكاتب المقال وجيل بأكمله لا يعرف عن الشيخ إلا النزر اليسير..
وقد بحثت فلم اجد رسالة مطبوعة من رسائله سوى تحكيم القوانين.. ومجموع الفتاوى التي يبدو ان انتشارها وتوزيعها محدود او هو متوقف .. ولم اعثر على كتيب يوضح سيرة الشيخ.. رغم ان المكتبات ودور النشر مليئة بمعلومات عن حياة ابنائه وتلامذته وليتني اعرف سبباً واحداً فأذكره لكم.. أما وان التوجيه الكريم قد ساعد في التذكير بالشيخ وفضله وجهوده، وأسهم في الدعوة الى الالتفات من قبل طلبة العلم والعلماء والدعاة الى بعض من سيرته وحياته.. فإن المؤمل ان ينبري نخبة من أهل الفضل والعلم الى ان تتكامل الجهود نحو اعادة بعض الأدوار التي كان المسجد ينهض بها .. وأن يسلط الضوء على بعض المجهودات التي كان يقوم بها الشيخ رحمه الله.
ومن البديهي ان تنشر كتيبات عن حياة الشيخ وعن المسجد ودوره في الحياة العلمية والفقهية والدعوية إبان تأسيس المملكة..ويسعدني ان اقدم بعضا من المقترحات التي أرى ان تؤخذ في الحسبان عند قيام بعض المنشآت والمرافق المصاحبة لاعادة بناء المسجد ومنها..
اولا: مركز الدراسات الدعوية
المنطقة التي يقع فيها المسجد تجمع بين ادارات الحكم والتعليم والفقه وهي منطقة في السابق زاخرة بالعلم والعلماء. ومن هنا ينبغي تأسيس مركز علمي يعنى بهذا الجانب تكون مهماته:
الدراسات المتعلقة بأئمة الدعوة منذ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
الدراسات التي تركز على العلاقة بين العلماء والحكام.
الدراسات التي تتعلق بأمور الدعوة بين الأقليات.
الدراسات التي تتناول آفاق المستقبل الدعوي.
الدراسات التي تركز على وسائل الدعوة الحديثة.
نشر كتب ورسائل أئمة الدعوة.
تكوين قاعدة معلومات شاملة للبحوث والدراسات الدعوية في المملكة العربية السعودية.
الدراسات التي تتناول دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب وأثرها في الشعوب الاسلامية المختلفة.
تشجيع الباحثين ومنح الجوائز السنوية لأبرز البحوث والرسائل العلمية الدعوية.
اعادة نشر وطباعة رسائل الشيخ محمد بن ابراهيم وما تركه من أثر علمي.
ثانيا: أوقاف طلبة العلم
«بيوت الإخوان»
واقترح ايضا ان يصاحب اعادة بناء مسجد الشيخ ان تضم داراً او مجمعاً للطلبة الذين يدرسون في الجامعات السعودية ويتلقون علومهم الشرعية ايضا في المسجد أسوة بما هو كائن في سنوات المجد الأولى لهذا المسجد المبارك.
ثالثا: الدروس العلمية والمحاضرات.
ظل هذا المسجد مورداً عذباً للدارسين وطلبة العلم الشرعي.. يفدون اليه فينهلون من الخير والعلم ما يعزز دورهم في الحياة .. وتقوم وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بمجهودات مباركة في هذا الشأن الا ان إعداد حلقات ودروس علمية ينبغي ان تكون في الحسبان.
رابعا: طباعة فتاوى الشيخ.
قام الشيخ الكريم محمد بن عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله بتكليف من الملك فيصل رحمه الله بجمع واعداد فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله .. لكن طال الأمد ولم توزع على طلبة العلم وربما انها مطبوعة ولكن ظلت حبيسة المستودعات ولذا فإنني اقترح اعادة طباعتها وتوزيعها من قبل وزارة الشؤون الاسلامية ووزارة العدل وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودار الافتاء تعميماً للخير رجاء دعوة صالحة للشيخ وذريته.
خامسا: معهد تدريب الدعاة.
لما كان الشيخ من دعاة الاسلام في هذا الوطن المبارك فان انشاء معهد يحمل اسمه يعني بالدعاة وتدريبهم من خارج المملكة عبر دعوتهم لمدة قصيرة.. ينظم لهم ملتقى دعوي ويقيمون في «رباط الاخوان» مدة وجودهم في المملكة ويلتقون بعلمائها وطلبة العلم فيها، وهذا المعهد جدير ان يُلتفت له وان يعطى من ا لرعاية والاهتمام بحيث يحقق الرسالة التي أنيطت به، وان ينهض بالمهمة التي تسند اليه باذن الله.
سادسا: دار العلم للطلبة المسلمين.
هذه الدار مكملة لمهمة «رباط الاخوان» ومعهد تدريب الدعاة.
وتتلخص مهمة الدار في توفير مقاعد دراسية في الجامعات السعودية وتتولى الدار الاشراف عليهم ومتابعتهم والانفاق عليهم واقامة الملتقيات والرحلات لهم .. كما يسكنون في «رباط الاخوان» بحيث يستفيدون من النشاطات والندوات التي تقام داخل هذا المسجد المبارك.
سابعا: دار الأيتام.
عُني الشيخ في حياته رحمه الله بالأيتام، والانفاق عليهم، وتكوين دور تحتضنهم بلغت في حياته اكثر من «24» داراً منتصف الثمانينات الهجرية حتى ألحقت بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وان تأسيس دار للأيتام يُتابعون فيه ويعلمون القرآن الكريم واللغة العربية وينفق عليهم أمر محمود سواء كان ذلك في المملكة او غيرها.
أحسب ان المقترحات لهذا المشروع المبارك ينبغي ان تكثف وان يؤخذ أمر انشاء مؤسسة دعوية تحمل اسم الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ بعين الاعتبار رغم اننا نعرف موقفه في حياته وموقف علمائنا عموماً من المبالغة في الثناء ولكننا نلتمس ان يعم الخير وان تتكاتف الجهود لابلاغ رسالة رب العالمين وان تتكاثر مؤسسات الخير التي يعم نفعها ابناء المسلمين.. وهذا الذي نرجوه ونؤمله فجزى الله كل محسن وجزى الله قادتنا الذين يسعون في الخير ويعلون من قدر العلماء والدعاة.. وغفر الله لعلمائنا الأموات وأبقى لنا الأحياء ذخراً يوجهوننا وينصحون لنا. ويدعون الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
غفر الله للشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله جزاء ما قدم لوطنه ولأمته وبالله التوفيق.
عبد العزيز بن زيد آل داود

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved