أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th April,2001 العدد:10418الطبعةالاولـي السبت 13 ,محرم 1422

مقـالات

وسميات
ماذا يحدث آخر الأسبوع؟!
راشد الحمدان
الحركة في أي مدينة.. أو أي صقع من العالم لا تهدأ ثانية واحدة. الناس يتحركون.. والحيوانات تتحرك.. والدواب الصغيرة تتحرك.. الناموس يطير ويغني.. ورغم انه مزعج وقارص ومؤلم، وجالب للمرض إلا أنه غبي. هكذا أتصور.. فهو يطن.. ويغني قبل الهجوم. مثل الهنود الحمر يصرخون ويحدثون جلبة بالأصوات وهم يهاجمون عدوهم.. هم يرون ذلك نوعا من الارهاب أو الترهيب.. ولكن فيه لفتاً للنظر وإيقاظاً للغافل ليستعد بأخذ حذره . أنت تتحرك وتفكر إذا فكل جزء من جسمك مستيقظ. لكن هناك من الناس من يتحرك كما قلت. لكن قلبه ميت.
هؤلاء اللامبالين. الذين تمر بهم الحياة. لا يدرون كم عدد أيامها. ولا ما وقع خلال تلك الأيام من مآس وآلام. وفي هذا نعمة.. السيارات بحركتها مزعجة. وإذا كان قائد السيارة ممن يهوى سماع البوري.. فإن ألوانا من الازعاج.. تتعدد كل لحظة. وكل ساعة.. في آخر الاسبوع تكون الحركة على أشدها .. الزيارات.. الرحلات.. اللقاءات.. الاستراحات تعج بالناس.. يتلاقى الناس.. يهربون من ملل الحياة.
وثقل الأيام.. يتحدثون في كل شيء من مآسي الناس في هذا الزمان. ان الأقرباء قليلا ما يلتقون رغم سهولة وسائل الالتقاء. لكن تبقى هذه القلوب هي السبب. ووسخ الدنيا هو السبب. ويبقى البعيد هو الأقرب.. والأصدق.. والألصق.. كأن يوم القيامة قد أزف.. «يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.. لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه..».
وتزدهر الحركة الاقتصادية أكثر في نهاية الأسبوع.. بائعو التموينات يربحون وأهل البنزين تكاد تفرغ مخازنهم.. والمشروبات.. والمياه والحطب وما يناسب البر ورحلات البر.. والألسن تتعب الأفواه في آخر الأسبوع وتختلف الكلمات والحروف.. والقيل والقال.
ولاتجد الإنسان الذي يفعل كل هذا.. يفكر.. كيف يتحرك.. وكيف تحرك.. وكيف التقى وتحدث مع صديقه.. وماذا فعل.. نمر الأشياء بوتيرة واحدة وتبقى بعد ذلك الذكريات.. هي الشريط . الذي يسمعه الناس بعد حركاتهم.
وبعد نهاية هذه الحركات.. يعود الناس حيث أتوا.. وتبقى المنتزهات والساحات البرية تشتكي ظلم الإنسان وعدم اهتمامه بجمالها.. ونظافتها.. إنه يأتيها وقد غسلها المطر وألبسها ثوبا زاهيا جديدا ثم يعود منها وكأنها في نياحة وكأن حربا ضروسا قد قامت عليها وحولها. كل شيء يتحرك آخر الأسبوع..
لكن يظل العقل البشري هو الذي لا يقدر المساحات الجميلة التي هيأها الله.. ليفرغ في فضاءاتها ورحابها آلام اسبوع كامل فما الحيلة يا ترى؟!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved