أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th April,2001 العدد:10418الطبعةالاولـي السبت 13 ,محرم 1422

الثقافية

الغربال
د. عبدالله محمد أبو داهش
قال المغيرة بن حبناء التميمي:


أعوذ بالله من حال تزيّن لي
لوم العشيرة أو تدني من النار
لا أدخل البيت أحبو من مؤخره
ولا أكسر في ابن العم أظفاري
إن يحجب الله أبصاراً أراقبها
فقد يرى الله حال المدلج الساري (1)

قلت: استعاذ الشاعر من سوء الخلق، والتطاول على الأدنين من عشيرته، وثنى في تعوذه بذكر البخس في التقوى، والوقوع في الظلم، وهتك الاستار ثم التفت لخصال يعرفها في نفسه: عفته، ووضوح منهجه، وسمو طبعه، وما يسلكه في حياته من: المكارم، وحفظ الجوار ، وكريم الخلال فهو يحترم هذا الجانب فلا يدنسه، يراقبه بحذر وينهض بواجباته فهو على حال من الانتباه والحذر، ويصدق فيه قول الشاعر:


من معشر من بيت مكرمةٍ
والغصنُ ينبت حوله الغصن
لايفطنون لعيب جارهم
وهم لحسن جواره فُطنُ (2)

ويكتمل عند المغيرة بن حبناء التميمي: التقى، وحسن الطوبة فهو يقرر معنى التقوى تماماً، فهو إن راقب الأبصار لكيلا تراه فإن الله يراه، وهنا تكتمل الصورة: صورة الخوف من الله، وحقيقة التقوى.


«فقد يرى الله حال المدلج الساري»
وإنه حتماً يرى سبحانه وتعالى

الحواشي:
(1) علي بن الحسن البصري، الحماسة البصرية2/55
(2) البيتان لقيس بن عاصم المنقري.
الزميل رجاء العتيبي يقرأ مقالاته في ورشة الاثنينية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved