أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th April,2001 العدد:10418الطبعةالاولـي السبت 13 ,محرم 1422

القرية الالكترونية

وحي المستقبل
البرامج التعليمية (الواقع) 1/3
د. عبدالله الموسى *
almosa@almosa.net
يعتبر إنتاج البرامج التعليمية أحد المجالات التي ينبغي التركيز عليها من قبل التربويين والمتخصصين في الحاسب الآلي لإنتاج برامج علمية ذات كفاءة متميزة لأبنائنا وبناتنا إذ أصبح من المتفق عليه ان الحاسب الآلي هو احدى الوسائل التي يمكن بواسطتها ان تتم عملية التعلم والتعليم بكفاءة وجودة عالية ولا سيما إذا كان البرنامج فعالا، وبناء على طلب كثير من الاخوة حول التطرق الى هذا الموضوع فقد خصصت ثلاث حلقات بهذا العنوان وهي الواقع، الخصائص، والطموحات..
إن المتتبع لواقع البرامج التعليمية في وطننا العربي يجد انها تعاني من نقص في الإعداد ورتابة في التصميم وفقدان للتأثير العلمي الذي وجدت من أجله، وفي دراسة تقويمية لمجموعة من هذه البرامج للدكتور يوسف بن عبدالله العريفي للحصول على درجة الدكتوراه في أمريكا في التربية تخصص (حاسب وتعليم) أشار الى ان البرامج العربية الموجودة هي برامج هزيلة لا ترقى الى المستوى المطلوب وأشار في بحثه الى ان ضرر بعض هذه البرامج العربية قد يكون أكثر من نفعها، ولم يكتف الدكتور على الحكم الغيابي إن صح التعبير بل قام بإجراء التجارب بنفسه على شريحة من الطلاب في بعض المدارس الأهلية في المملكة العربية السعودية. وحصل على تلك النتائج. ثم رجعت الى معظم الدراسات العربية التي تناولت البرامج التعليمية وجدت أنها تثبت أنها بحاجة الى المراجعة جملة وتفصيلا، وأخيرا قمت بشراء عدد من البرامج واستعرضت بعضا منها كعينة عشوائية في عدد من المواد ثم استعرضت بعض البرامج الموجود على الإنترنت وقمت بتقويمها وفقا للمعايير العالمية فوجدت ان النتيجة متفقة مع الجميع، وأضرب مثالين في هذا الصدد: الأول هو في أحد البرامج المخصصة لطلاب الصف الثالث الابتدائي في مادة الرياضيات عندما أخطأ الطالب ظهر له أرنب وضحك الأرنب أي ان التعزير كان إيجايا وعندما أجاب الطالب بالصواب نقلة البرنامج الى برنامج آخر بدون تعزيز والخطأ المرتكب في هذه الحالة هو ان التعزيز الإيجابي لا يعطي للطالب الخطىء بل يعطى للطالب المجد أما المثال الثاني فهو أنني سافرت الى إحدى الدول العربية ومررت ببعض الشركات المنتجة للبرامج التعليمية فطلبت من المسؤول عن برنامج في اللغة الإنجليزية لمن هو موجه؟ هل هو لطلاب المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية أو الكبار فقال بنص الحرف الواحد هذا البرنامج مناسب لجميع الأعمار ولجميع السنوات ومن المعلوم ان خصائص طلاب المدرسةالابتدائية تختلف عن خصائص طلاب المرحلة الثانوية وعن الكبار.
المهم هو ان واقع البرامج التعليمية في البلاد العربية بحاجة الى إعادة نظر وتشير الدراسات المتخصصة بوصف واقع البرامج كما يلي:
أن البرامج الحالية لا تتيح الفرصة للمتعلم التحكم الكامل في سير الدرس وتقديم جميع ما يريد تعليمه بل هي ملزمة للطالب للسير وفق إطار واحد ومحدد ولا مجال للطالب المتميز والمبدع ان ينتقل الى مسار آخر حسب قدرته وجهده ويتخطى بعض التمارين أو التطبيقات وبنفس الوقت فإن هذه البرامج لا تتيح للطالب بطيء التعلم ان يراجع بعض المعلومات السابقة التي لم يفهمها، وبكلمة مختصرة (إخفاء الفروق الفردية).
* إن معظم البرامج هي قص ولصق إن صح التعبير من الكتب المدرسية وكل مافي الأمر هو تغيير اللون والحركات ووضع الشاشات الصارخة التي تؤثر على عيون المستخدم.
* عدم تنظيم تناول المحتوى العلمي وتنظيمه وعرضه أمام المتعلم ومحاولة مساعدته فيما قد يصعب عليه فهمه أثناء الدراسة مع البرنامج.
* إن معظم هذه البرامج هي برامج تقليدية وان جمعت بين الصوت والصورة والحركة إلا أن الاخراج لهذه المكونات يكون متنافرا وعدم وجود علاقة قوية بين هذه العوامل..
* إن معظم البرامج الحالية مقحمة بالألوان الباهرة والساطعة التي تؤثر على بؤرة العين لدى الطفل فلا بارك الله في هذا التعليم الذي يؤثر على الصحة.
* عدم وجود هوية لتلك البرامج فلا هي برامج تعليم خصوصي ولا هي برامج تدريب وتمارين ولا هي محاكاة ولاهي ألعاب تعليمية .. ( هي بتاع كله؟؟).
* اختلاف الشاشات والألوان في هذه البرامج في كل درس مما يصعب على الطفل التركيز على الدرس فتارة تظهر الأسئلة في الخلف ومرة أخرى في الأمام ومرة ثالثة على اليسار وليس هذا من التفنن بالبرنامج بل إن كثرة التنقل تعتبر من عيوب البرنامج.
وأخيرا ترجع الدراسات السبب في ذلك هو ان معظم المصممين للبرامج التعليمية هم من المتخصصين في مجال الحاسب الآلي البحت وليس لديهم أي خلفية عن الجوانب التربوية ويكفي أن أحدهم يتحدث عن التعليم التفاعلي ويذكر الأجهزة المطلوبة للربط وهذا هو التعليم التفاعلي في ذهنه..
هذا تقويم مختصر لبعض البرامج التعليمية العربية الموجودة في الوقت الحاضر بناء على الدراسات المتوفرة والتقويم الشخصي، ولكن ينبغي القول ان هناك بداية جهود في الساحة لعلها تكون هي البديل لهذه البرامج، لكن كما قلت ان غياب التربوي والمصمم والمتخصص في الحاسب وعلم النفس والمناهج أدى إلى هذا النوع من البرامج وللحديث بقية.. الخ..
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved