أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th April,2001 العدد:10418الطبعةالاولـي السبت 13 ,محرم 1422

متابعة

المرضى النفسيون مثلهم مثل المرضى الآخرين
د.حمد عبد الله المانع*
لا يختلف اثنان على ان صحة الفرد النفسية موازية لصحة الفرد الجسمية وانهما وجهان لانسان واحد، ومكملان لبعضهما البعض، وفي بعض الاحيان متداخلان وكل منهما يؤثر على الآخر سلباً أو إيجاباً.
ومن هذا المنطلق يبرز للواجهة الصحة النفسية وكيفية تعاملنا مع المرضى النفسيين.
ففي عصر التقدم التقني السريع والتطور الهائل الذي يشهده العالم سواءً أكان تطوراً تكنولوجياً أو معلوماتياً وزيادة أعداد السكان وتعقد اساليب المعيشة سواءً كانت اقتصادية أو اجتماعية واصبح العالم «يلهث» خلف المدنية، بحثا عن الحياة المرهفة مما اثر بالسلب على هذا الإنسان الذي كان يعيش فيما سبق «بهدوء» وقناعة ورضا حتى اجتاحته «التكنولوجيا» وتغيرت أهدافه «وزاحمته» المادة وتباعدت المسافات بينه وبين اهله وكما هو الانسان بطبعه وأصله «ضعيف لا يقوى على تحمل هذه المتاعب والمصاعب كان عرضة للاصابة بالامراض النفسية فاصيب بالقلق والاكتئاب ..... الخ فاصبح يبحث مرة اخرى عن «نفسه»، وعن كيانه ولأن الإنسان هو حجر الزاوية كان لابد من الاهتمام به في كافة جوانبه ولعل تخصيص اليوم العالمي «بالصحة النفسية تكتمل العافية فارعوا اخوانكم ولا تزدروهم» له دلالة على الاهتمام بالجانب النفسي وان كان ديننا الاسلامي الحنيف اعطى هذا الجانب اهتماماً بالغاً وحيوياً ولعل نبينا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا قدوة عندما بنا دعوته الطاهرة بدءاً بالانسان بطمأنينته وبث الاستقرار النفسي به وطالبه بنبذ الشرك والإيمان بالله وحده حتى يحقق للإنسان الامان كذلك هذب وقوم اصحابه فأمرم بالصلاة لأنها ارتباط روحي بين الخالق والمخلوق ونهاه عن الفحش سواء لفظياً او فعليا وامره بالتعامل مع الآخرين بكل صدق وحسن أخلاق وامرهم بمساعدة الآخرين وعمل الرسول صلى الله عليه وسلم على استئصال الحقد والحسد من نفوس اصحابه وبهذا اهتم الاسلام بالجانب النفسي وان كان المقال لا يسع للدخول في هذه التفاصيل.
وان حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله كانت دائماً سباقة في هذا الجانب فقد أنشئت المستشفيات المتخصصة والعيادات النفسية فاخذ الجانب حقه ونصيبه من الرعاية مثله مثل الجوانب الاخرى.
وان كان لي كلمة أوجهها لإخوتي فهي «حثهم على التعامل مع المرضى النفسيين كمرضى مثلهم مثل المرضى الآخرين» مرضى الباطنية، مرضى السكر وان ما اصابهم انما هو من تقدير الله عز وجل وان نعلم ان هؤلاء المرضى النفسيين انما هم بشر تعرضوا لضغوط لم يستطيعوا تحملها وانهم باذن الله سيشفون وانك أحد عوامل شفائهم وذلك من خلال وقفة معهم وعدم التركيز عليهم وعلى مرضهم وعدم تجنبهم ومد يدك الحانية لهم وتقدير ظروفهم فأنت على سبيل المثال عندما ترى مريضاً يعاني من اي مرض كان فانك متعاطف معه وتحنوا عليه وتتمنى له الشفاء ان لم تساعده، وكذلك المريض النفسي بحاجة إلى الاهتمام والتقدير وعدم الازدراء او التحقير لان هذا التصرف يضاعف حدة المرض النفسي.
*مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved