أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th April,2001 العدد:10418الطبعةالاولـي السبت 13 ,محرم 1422

متابعة

مفاهيم خاطئة
الأدوية النفسية تؤدي إلى الإدمان
يخطىء البعض حين يجعل الدواء النفسي رديفا للمخدرات وان فائدته تقتصر على تنويم المريض وتخديره. والحق أن مثل هذه النظرة قد جعلت الكثير من المرضى النفسيين يحجمون عن مراجعة الطبيب النفسي، وان اضطر أحدهم لذلك فيتردد كثيرا في أخذ العلاج أو الاستمرار عليه. ولعل هذا الترادف الذهني عند كثير من الناس قد نبع من عدة أسباب، أحدها عدم تصور الناس أن تكون للأمراض النفسية أسباب عضوية، فيستغرب البعض حين تكون الأدوية من ضمن علاج مرض الاكتئاب أو القلق، مع ان هناك دراسات وبحوثا علمية كثيرة بينت وجود علاقة بين ظهور الأعراض النفسية وبين الاختلال في بعض المواد الكيميائية والنواقل العصبية في الدماغ (مثل السيروتونين والنور أدرينالين)، كما ان زيادة أو قلة افراز الهرمونات في الجسم قد يصاحبها كذلك ظهور بعض الأعراض النفسية، ولقد وجد أن بعض الأدوية التي كانت تستخدم لعلاج ضغط الدم والتي تسبب نقصا في بعض النواقل العصبية قد أدت الى ظهور أعراض اكتئابية على مستخدميها.
اضافة الى ذلك فقد جاءت نتائج التحاليل المخبرية سواء للدم أو وسائل النخاع الشوكي مدعمة للنتائج السابقة.
أمر آخر ساهم في تدعيم هذا الارتباط عند الناس بين الدواء النفسي والمخدرات هو وجود بعض الأعراض الجانبية المصاحبة للأدوية النفسية مثل الخمول وزيادة النوم، ومع ان بعض هذه الأعراض الجانبية مفيدة للمريض حيث يعاني في الكثير منهم من قلة النوم، إلا أنها تبقى ليست الهدف الأساسي من استخدام الدواء، وغالبا ما تقل هذه الأعراض الجانبية أو تختفي بعد الاستمرار على العلاج، ومثل هذه الأعراض توجد حتى في أدوية أخرى مثل المستخدمة للرشح والزكام، ومع ذلك لم يسمها الناس مخدرات.
كذلك استمرار كثير من المرضى على الأدوية النفسية لعدة سنوات قد فُهمت على ان المريض قد أدمن عليها ولا أدري فهل نقول ان مريض السكري أو ضغط الدم الذي قد يحتاج الى العلاج طيلة حياته أنه قد أدمن على الأنسولين مثلا!!
ومن جهة أخرى فإن المستخدم للمواد المخدرة خاصة في بداية تعاطيه يشعر بأثر المخدرات بعد أخذه بفترة زمنية قصيرة بينما يختلف الحال تماما في الأدوية النفسية التي غالبا ما يظهر أثرها العلاجي بعد أسبوعين على الأقل من استخدامها،
اضف الى ذلك أن متعاطي المخدرات يحتاج مع الوقت الى زيادة الجرعة للحصول على الأثر المرغوب، بينما قد يستمر المريض النفسي على نفس الجرعة من الأدوية لعدة سنوات دون حاجة الى زيادتها.
د. رياض عبد الله النملة
أخصائي أول في الطب النفسي

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved