أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th April,2001 العدد:10418الطبعةالاولـي السبت 13 ,محرم 1422

محليــات

الدكتورة هويدا الحارثي نموذج للمرأة السعودية المسلمة
الدكتور محمد آل الشيخ: فن العمارة.. به تتم صياغة المكان وتتشكل بيئة الإنسان
* كتبت.. نوره حمد الجميح:
موضوع فن العمارة الإسلامية موضوع هام وحيوي نال اهتمام الكثير من الخبراء و المختصين على مدى اجيال.. والعديد من الآثار المعمارية الاسلامية مازالت تقف شامخة حتى يومنا هذا منها على سبيل المثال مساجد العثمانيين في تركيا وقصر «تاج محل» في الهند والكثير مما تبقى من عهد المماليك في مصر.
وكما كان للمرأة المسلمة مساهماتها في كثير من جوانب الحياة الإسلامية كالجانب الديني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، فقد كان لها ايضاً مساهماتها في الجانب العمراني على مدى التاريخ الاسلامي.
ويشيد التاريخ الاسلامي بدور المرأة في بناء المساجد والاربطة والسبل والقنوات في مكة والمدينة واليمن وغيرها من المدن الاسلامية. واليوم ومع تطور وتقدم التجربة العمرانية بفعل التراكم المعرفي للبشرية فقد كان للمرأة ولايزال الدور الايجابي والمساهمة الفعالة في بناء واشادة الفن المعماري الهندسي وبشكل خاص العمارة الاسلامية بما يحدد انتماءنا وتميزنا وهويتنا.
ومن النساء الرموز في مجال فن العمارة الاسلامية، تميزت الدكتورة السعودية هويدا الحارثي والتي وصلت للعالمية بتخصصها وبحوثها المهنية ومشاركاتها الاكاديمية. ومن منطلق اهمية الحفاظ على اثارنا وثرواتنا الثقافية والحضارية وتوعية الاجيال في مجال التعرف على الآثار المعمارية الاسلامية و تقييم التجربة العمرانية في التاريخ الاسلامي، تنظم الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني اليوم السبت 13 محرم في قاعة الملك عبدالعزيز محاضرة قيمة تلقيها الدكتورة هويدا الحارثي بعنوان «المرأة وصناعة الفنون المعمارية في العالم الاسلامي»، تتحدث فيها الدكتورة هويدا عن دور المرأة في العمارة الاسلامية.
ونظراً لأهمية الموضوع وأهمية المتحدثة حاولنا ان نلقي بعض الضوء على جوانب هذا الموضوع، وتوجهنا الى معالي الدكتور محمد بن عبدالعزيز آل الشيخ بصفته احد الرموز التي رعت كثيراً من مشاريع التنمية العمرانية كونه رأس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وله مساهماته و اهتماماته في هذا المجال خصوصاً انه في اثناء عمله كرئيس للهيئة تم انجاز وافتتاح مباني حي السفارات وتخطيط مشاريع منطقة قصر الحكم والتي يبدو فيها التأثر بفن العمارة الاسلامية في الطابع العام لهذه المنشآت. اقتطعنا جزءا من وقت معالي الدكتور محمد آل الشيخ والذي هو بلاشك في خضم انشغالاته واعماله يعتبر وقتاً ثميناً نشكره على اتاحة هذه الفرصة لنا للتعرف على مرئياته وانطباعاته في تقييم التجربة العمرانية ذات الطابع المعماري الاسلامي و كان هذا اللقاء الحواري القصير.
* معالي الدكتور محمد، كيف يمكن لك وانت المهندس المهتم بالتطوير، وعملت في عدة مراكز قيادية ان تنقل لنا تجربتك ومرئياتك حول الفن المعماري الهندسي وبالذات من العمارة الاسلامية واهمية الحفاظ على آثارنا وثرواتنا الثقافية والحضارية؟ وبالنسبة لمشاريع مثل حي السفارات ومنطقة قصر الحكم هل يمكن القول ان هناك تأثرا بفن العمارة الاسلامية في طابع هذه المنشآت؟
يجب ان ينال فن العمارة مايستحقه من اهتمام وعناية من الجميع، فبهذا الفن تتم صياغة المكان وتتشكل بيئة الانسان والانسان لايهتم الا بما يعي ويفهم، ولايمكن الفهم دون ملاحظة و بحث ومعرفة.
وفن العمارة الاسلامية ينطلق في الاساس من قوله تعالى «ولقد كرمنا بني آدم» ومن وجوب احترام مخلوقات الله كافة والتعامل مع المحيط ببصيرة وحكمة ووئام، واطلاق طاقات العقل البشري للتفكر والابداع.
وهو كذلك يستلهم معاييره من قيم الاسلام في العدل والتواضع والبساطة واحترام حقوق الانسان وخصوصيته وصلة العبد بربه و البعد عن الاسراف والكبرياء. ولقد كان هذا المفهوم حاضراً لدى الذين ساهموا وقاموا على مشاريع منطقة قصر الحكم وحي السفارات، وارجو ان يكونوا قد وفقوا في عملهم.
* د. محمد، حسب معرفتكم بمساهمات الدكتورة هويدا الحارثي في شعبة التخطيط و الدراسات بهيئة تطوير مدينة الرياض، فماذا يمكنك القول بحق الدكتورة من ناحية مهنية وماهو تقييمك لتجربتها؟ وهل هناك تميز بالنسبة للمرأة من ناحية فنية ابداعية يجعلها ان تقدم شيئا او رؤية او جمالية مميزة في هذا المجال وبالتالي يجعلها مكسبا اضافيا للتجربة العمرانية؟
الدكتورة هويدا الحارثي من أولئك الذين ساهموا في هذه الاعمال بكفاءة عالية. ولاشك ان تأهيلها العالي كان عنصراً اساسياً في تميزها.
وربما كونها امرأة جعل احساسها بالمكان مرهفاًً، وادراكها لمعنى الاستقرار عميقاً.
والدكتورة هويدا الحارثي نموذج للمرأة السعودية المسلمة في عملها وشخصيتها وذكائها ومثابرتها فهي تفرض احترامها وتمكنها واستيعاب قدراتها وطاقاتها لخدمة وطنها.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved